كلمة 26 سبتمبر - الأزمة في شهرها التاسع وتداعياتها تأخذ منحنياً حاداً وخطيراً على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني ومترتباتها ترفع يومياً كلفتها على الوطن والمواطن حياتياً ومعيشياً، فخدمات الكهرباء والمياه وارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية وخاصة الاساسية منها تشهد تزايداً مستمراً مع استمرارية الازمة السياسية، ولم يعد اليمنيون قادرون على التحمل اكثر مما تحملوا خلال الفترة الماضية لها، رغم أن امكانية حلها والخروج منها كان متوفراً منذ بدايتها وحتى الآن، سواءً من خلال مبادرات الاخ الرئيس ودعواته المستمرة للحوار، او عبر مساعي الاشقاء المخلصة للخروج باليمن من محنته، إلاًّ أن الطرف الآخر كان لإيصال كل هذه المساعي والجهود الى طريق مسدود.. مستخدماً وسائل متعددة كقطع الطرقات وضرب محطات وابراج الكهرباء والاعتداء على المواطنين، وعلى الاملاك العامة والخاصة، محاولاً بذلك اشاعة الخوف والذعر والهلع في أوساط أبناء الشعب، اعتقاداً منه ان ذلك يصب في صالح مشروعه الانقلابي على الشرعية الدستورية والنظام الديمقراطي التعددي.. غير عابىء بنتائج مثل هذه الافعال التي أن لها أن تتوقف، وأن للجميع الجلوس على طاولة الحوار، فما يحدث لو تأملوا قليلاً ليس لمصلحة أحد، وأن القضايا والمشاكل والازمات مهما كانت صعوباتها وتعقيداتها فإنها لا تحل إلاًّ بالتلاقي والتفاقهم والحوار، وأياً كانت المسارات التي ستأخذها هذه الأزمة فأن حلها لن يكون إلاًّ بالحوار الذي نريده قبل أن يقع الفاس بالرأس وتنزلق إلى كارثة ماحقة لا تبقي ولا تذر، عندها لن ينفع الندم والعض على النواجذ، لذا على كل من يهمه حقاً وصدقاً هذا الوطن ووحداته وأمنه واستقراره أن يبذل جهوده لتدارك الامور لبذل جهود جادة ومسؤولة حريصة على تجنيب اليمن ويلات ما يمكن ان يحدث بايجاد حل للأزمة وعلى كل اطرافها استيعاب مغبة ما هم فيه وان يتقوا الله في انفسهم ويرفقوا بهذا الوطن الذي يفترشون أرضه ويلتحفون سماءه، وبانتمائهم اليه ترعرعوا وكبروا، وأصبحوا بما وصلوا اليه بفضله عليهم، فلا يردون الجميل بالقبيح والعرفان بالنكران والجحود، وهذا لا يتأتى إلاَّ بالفهم الصحيح لما يقوله الأشقاء والاصدقاء حول كيفية الخروج من هذه الازمة في هذا السياق حان الوقت لاستيعاب ما خلص اليه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر، وهو ان الحل بيد اليمنيين الذين عليهم ان يتحاوروا لتجاوز الأوضاع الخطيرة التي أوصلوا بلادهم اليها، وأن الأطراف الخارجية الاقليمية أو الدولية ليست عاملاً مساعداً لإيصالهم الى حل يجنب اليمن الخراب والدمار والفوضى، وهذا بدون شك ليس رأى المبعوث الأممي، بل المجتمع الدولي، فلا يراهن الانقلابيون على تدويل الأزمة ولا يحلموا أن مشروعهم سيحققه هذا التدويل، فالكل يدرك أن لا حل لما نحن فيه إلاًّ يمنياً ولهذا نقول لا ينبغي أن يكون الآخرون أحن وأحرص علينا من أنفسنا.. فاليمن وطننا، وعلينا أن نعمل جميعاً لما فيه خيره،وهذا لا يتحقق إلاَّ بصون وحدته واستعادة أمنه واستقراره والعمل من أجل نمائه وتقدمه وازدهاره، ومرة أخرى نعود لنقول رفقاً بهذا الوطن المكلوم بطيش وحماقة وعناد أولئك البعض من أبنائه. |