عبدالجبار سعد - ما إن تم الإعلان عن تعيين السفيرة «آنا باترسون» في مصر التي شاع تسميتها بسفيرة جهنم حتى بدأت حملة احتجاجات وتحريض عليها وعلى السياسة الأمريكية في مصر في كل وسائل الإعلام وفي الفيسبوك وظهرت لها صورة وهي تمسك بعبوة ديناميت لتفجر بها ميدان التحرير كناية عن ثورة مصر.. حتى اضطر الإدارة الأمريكية إلى أن تدافع عن سفيرتها وتوجه الاتهام في التحريض على حملة الكراهية ضدها وضد أمريكا إلى جهات ذات علاقة بالمجلس العسكري .
ارتكزت الحملات على واقعة مبلغ 40مليون دولار التي انفقتها امريكا وفقا لوقائع الكونجرس الأمريكي لدعم الديمقراطية في مصر منذ 25يناير التي اعلن عنها مع تعيينها.
كما تتوجه الاتهامات إلى ماسميت بسفيرة جهنم بأنها وراء كثير من الحوادث التي شهدتها مصر وأنها تهدف من خلالها إلى خلق صراعات طائفية و عدم إجراء الانتخابات في موعدها حتى ان بعضهم اقسم بأغلظ الأيمان على صحة ذلك.
¿ ¿ ¿
في مصر مثل تونس لم تكن الثورة مخططاً لها أمريكياً وحين نجحت هرعت أمريكا بكل قوتها لإعادتها إلى بيت الطاعة الأمريكي.
على عكس بلد كاليمن الذي تم التخطيط لقلب الأوضاع فيه داخل سفارة دولة القطب الواحد وحين فشلت الخطة كما هو مقدر لها نجد الضغوط الدبلوماسية الغربية جهدت لانجاحها كما أشارت إلى ذلك الكثير من المعلومات المنشورة في الصحف ومواقع الأخبار حتى ظهر فيها السفير الأمريكي السيد جيرالد فاير ستون بزي شيخ قبيلة يمني وتحتها عنوان شيخ مشائخ اليمن .الحماس الذي يبديه بعض السفراء الغربيين لنقل السلطة دون اعتبار للانتخابات لا يشبهها إلا الحماس الأمريكي في مصر لعدم إجراء هذه الانتخابات في وقتها ريثما يتم ترتيب بيت الطاعة الأمريكي لهذه الثورة .
وعندما نعلم أن الحكم في اليمن جاء بطريق ديمقراطي يشهد له الغربيون أنفسهم قبل غيرهم ويراد من الحاكم المنتخب ان يسرع في مغادرة السلطة تصيبنا الحيرة وتزداد الحيرة حين يقبل الحاكم نفسه بترك السلطة والتخلي عن حقه الشرعي في البقاء حتى نهاية الفترة ولايشترط غير أن تسلم السلطة إلى الشعب ليختار من يريد غيره ويريد الغربيون غير ذلك بطريقة مثيرة للشك.
¿ ¿ ¿
كان السفير آرثر هيوز هو سفير أمريكا في اليمن إبان حرب 1994م وقد قيل حينها انه كان مهندس هذه الحرب وكان يرعى مع الراعي ويأكل مع الذئب كما قيل.. وكان يهدف إلى إشعال حرب بغير نهاية تأكل الأخضر واليابس وتفجر الصراع الطائفي بين الشطرين ولكن اللطف الإلهي وربما الحكمة أيضا من جانبي الصراع فوتت عليه هذا الهدف ويقال الآن إن هذه المهمة مازالت مطروحة على طاولة الغرب المتحالف مع الصهاينة لتدمير كل بلدان العرب والمسلمين وأن بعض سفراء الغرب المسيحي يسعى لتحقيق هذه الغاية ..وهذا مايفسر الدعوات المتكررة والمستميتة من قبل هؤلاء وحكوماتهم بضرورة النقل السريع للسلطة دون اعتبار لحق الشعب في اختيار البديل ..
والحقيقة التي أصبحت معلومة للجميع ان مطلوب هؤلاء ليس التداول السلمي للسلطة فهذا الهدف ليس له إلا طريق واحد هو الانتخابات التي جاء بها الرئيس والتي ينبغي أن يذهب عبرها ليحل رئيس منتخب بدلاً عنه وهو مالا يريده هؤلاء خصوصاً وهم ضالعون وفقاً لوثائقهم في مؤامرة قلب نظام الحكم منذ مابعد الانتخابات الرئاسية مباشرة.. إذاً فالذي يريده هؤلاء هو الاغتصاب السلمي للسلطة وهومالم يمكنهم حكماء النظام من تحقيقه خصوصا الرئيس ونائبه.
فنحن أمام جماعة ارتبطت مصالحها بالغرب وحاول الغرب أن يوفر لها مناخاً مناسباً من خلال كل الترتيبات التشريعية التي سبقت انتخابات 2006م ولكنها فشلت في الوصول للحكم حينها عبر صناديق الاقتراع ووفقاً لمبدأ التداول السلمي للسلطة..فبدأت الشروع في التحضير لانقلاب وانتفاضة شعبية باركتها دولة القطب الواحد ابتداء من عام 2009م وفقاً لوثائق ويكيلكس وتم تحديد موعدها في العام 2011م وقد ساعدها الوضع العربي ولكنها وبعد شهور ثمانية أثبتت فشلها رغم استخدامها لمحاولات الاغتصاب السلمي للسلطة من خلال ضغوط غربية أبرزها ضغوط كل من سفراء أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
¿ ¿ ¿
فهل نتوقع المرحلة الثالثة وهي الاغتصاب الدموي للسلطة على الطريقتين العراقية والليبية ..هذا ما نربأ بالغرب وإداراته المختلفة خصوصاً إدارة الرئيس اوباما من أن ينحط لفعله فهو يعلم أن النتيجة ستكون وخيمة على الجميع.
وننصح أنفسنا والغرب بسلوك الطريق الأنسب والأصلح والأنفع للتداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات بدون مقامرة من شيوخ المشائخ الغربيين أو المحليين.
والله ومن وراء القصد .
|