الميثاق نت -
عقدت هيئة رئاسة مجلس الشورى اجتماعاً استثنائياً لها اليوم برئاسة رئيس المجلس عبد الرحمن محمد علي عثمان، وبحضور عدد من رؤساء اللجان وأعضاء المجلس، للوقوف أمام ما تعرض له المجلس من اعتداء همجي وغاشم، وفي ضوء ذلك أصدرت هيئة رئاسة المجلس البيان التالي :

يا أبناء شعبنا الصبور بعد شهور طويلة من توقف الهيئات التشريعية والاستشارية في الدولة بسبب الأزمة السياسية الطاحنة، وبعد أول التئام لمجلس الشورى تحقق فيه انتخاب رئاسة جديدة له، بعد أن أدى العدوان الغادر على مسجد الرئاسة إلى استشهاد رئيسه المناضل الشريف الأستاذ عبد العزيز عبد الغني تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه، وفي وقت يتهيأ فيه المجلس لاستئناف دوره الدستوري المنوط به ، ليس في مواجهة الفتنة الحاصلة ومواجهتها فحسب، بل وفي العمل على إزالة آثارها والمساهمة في مسيرة إعادة بناء الوطن واستعادة دوره في محيطه العربي والإقليمي والدولي نفاجأ باستهداف مقر المجلس وتدميره والعبث بمحتوياته ونهبه من قبل العناصر الخارجة عن القانون بطريقة لا تنم عن أدنى مستوى من الشعور بالمسئولية والمراعاة، في وقت تستمر فيه الاعتداءات الآثمة والمتكررة على مؤسسات الشعب وهيئاته الدستورية والبنى الأساسية والحقوق العامة للمجتمع.

إننا إذ ندين هذا الاستهداف الهمجي والعدواني للمجلس وسائر الأعمال العدوانية في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات من قبل القوى الخارجة على الشرعية الدستورية، لنناشد كل الأطراف خصوصاً الطرف الذي خرج على الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية، معتمداً على ما لديه من قوة وإمكانيات هي في الأصل جزء من قوة وإمكانية الدولة، نناشدهم للاحتكام لصوت العقل والحكمة والتخلي عن أساليب التصعيد والحسم العسكري، وتمكين عقلاء وحكماء اليمن عموماً وأعضاء مجلس الشورى خصوصاً باعتباره أكبر تجمع لحكماء ووجهاء اليمن من سائر المناطق والأطياف، من القيام بدورهم في التوفيق بين أطراف الصراع ووضع حلول عادلة للأزمة السياسية القائمة، وبالتعاون مع كل الخيرين من أبناء الشعب اليمني في السلطة والمعارضة وخارجهما، وعلى ضوء المشاريع المطروحة لحل الأزمة والتوفيق بين الجميع، خصوصاً المبادرة المطروحة من قبل الأشقاء الخليجيين، وقرار مجلس الأمن الأخير الداعم لها وبكل جهود الحل السلمي.

نأمل من الجميع مرة أخرى تحكيم العقل وتجنيب البلاد نتائج كل عمليات التصعيد العسكري غير المحسوبة ، كما نهيب بهم إدانة ما تعرض له مجلس الشورى وسائر المؤسسات والمنشآت العامة للدولة من عدوان آثم باعتبارها حق عام لا ينبغي المساس بها تحت كل الظروف.

ونثمن عالياً الدور الذي نهضت به القوات المسلحة والأمن في إطار مهامها الدستورية، في تطهير المجلس،والدفاع عن المؤسسات الشرعية وإخراج المعتدين والقيام بواجبها في ضرب قوى الإرهاب والشر التي تتربص بالوطن.

سائلين المولى عز وجل أن يرحم شهداء الوطن ويمن على الجرحى بالشفاء..
والله ولي التوفيق.