موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 - صنعاء.. استمرار الحشود المليونية الداعمة لغزة - 34356 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - قصف أهداف بفلسطين المحتلة.. صنعاء تستهدف سفينة إسرائيلية - شورى اليمن يدين مجازر الكيان بمستشفى ناصر - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34305 - ثلاث عمليات عسكرية يمنية ضد أهداف عدوانية - تمديد التسجيل على المقاعد المجانية في الجامعات -
مقالات
الإثنين, 20-فبراير-2012
الميثاق نت -   محمد علي عناش -
مبكراً وبالتحديد منذ أن بدأت الاحتجاجات الشبابية والشعبية تمضي في مسارات منحرفة عن مسارات التغيير السلمي بسبب نزول قوى تقليدية وانتهازية الى الساحات، عملت بكل ما تملكه من قوة وامكانات ان تلتف على ارادة الشباب وان تتطفل عليها وتجزئها وتستثمر طاقاتهم وجهودهم النبيلة لصالحها وفي اتجاه تنفيذ اهدافها ومشاريعها كما رأينا طيلة عام كامل.
بدأ يتكون ويتبلور خيار التسوية الوطنية وارادة الوفاق الوطني لدى شريحة كبيرة من ابناء الشعب في خارج الساحات من المؤمنين بحتمية التغيير وضرورة الانتقال الى عهد جديد وواقع أفضل، وتوَّاقين الى بناء الدولة المدنية الحديثة وترسيخ قيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والتقدم الاجتماعي.
هذه التطلعات النبيلة لم تكن من باب المزايدة أو الكذب السياسي أو بإيعاز من الأمن القومي وما يمليه النظام كما قيل عن ذلك كثيراً، لمجرد انه تم التعبير عنها في صحف المؤتمر او الصحف الرسمية، او لمجرد أنها انبثقت وتبلورت خارج الساحات وانما كانت التقاءً صادقاً وحقيقياً مع تطلعات الشباب في الساحات وبإحساس مطلق ويقيني بما يحملونه من ارادة صادقة نحو التغيير والبناء.
القوى التي تريد ان تستفيد من جهود الشباب وتنفذ اجندة خاصة بها، صورت لهم ان الساحات رحاب مقدسة ومن دخلها صار قديساً حتى ولو كان من عتاولة الفساد ومدمني الجريمة، كما صورت لهم ان من هم خارج الساحات غير مؤهلين للتغيير وفاقدون للإدارة الوطنية، لمسنا هذا الامر في اكثر من لقاء ولدى أكثر من شخص، لم نَرَ فيها ملامح ثورة التغيير ولم يرسموا لنا صورة بسيطة للمستقبل المنشود، رأينا الجميع بمختلف تكويناتهم الاجتماعية والسياسية يتكلمون بمنطق واحد «بَسْ يسقط النظام وكل الامور عتسبر».
مشكلة كبيرة ان نفكر بالتغيير بهذه الطريقة وان نقدم على فعل الثورة دون ان تتكون لدينا صورة واضحة للمستقبل.
لذا تمكنت هذه القوى ان تلتف على أحلام الشباب وتحاصر ارادة التغيير لديهم بمطالب جزئية لاتعبر عن توجهات حقيقية وأفق واسع للتغيير بقدر ما تعبر عن ثأر سياسي وتنفيذ أجندة مراكز قوى قبلية وعسكرية ودينية وأداتها في ذلك صدور الشباب العارية كما جرى التعبير عن ذلك كثيراً.
حساباتهم لم تكن دقيقة او بالأحرى منطقية فقد ظنوا ان المسألة لن تأخذ أكثر من أيام او شهر بالكثير، طالت المسألة أكثر مما توقعوا رغم انهم نزلوا بكل طاقاتهم وقوتهم وبسيناريو كامل أخذوا في تنفيذه بحذافيره، غير ان المسألة طالت وتعقدت أكثر، فبدا المشهد غائماً ومملاً ومأساوياً خاصة عندما أخذت المتاريس تعلو وتتمدد اكثر وأكثر، ثم صار المشهد حربياً في أكثر من جبهة حتى في شوارع صنعاء وحاراتها..
حينها كان الشباب يؤكدون ان لاعلاقة لهم بما يجري خارج الساحات، وأكد هذا التبرير شخصيات وقيادات ثقافية وأكاديمية وسياسية.. فهل هم بالفعل ليس لهم علاقة بما جرى؟
قد يبدو الأمر في ظاهره على هذا النحو، غير ان علائقه المختلفة تنفي صحة ومنطقية هذا التبرير، فالنتائج من المؤكد ان لها اسباباً ومقدمات، والشباب بشكل مباشر وغير مباشر كانوا اسباباً ومقدمات رئيسية لنتائج من هذا النوع، والمدرَك لدى الجميع ان قادة العمليات المسلحة خارج الساحات هم ذاتهم القادة الفعليون داخل الساحات وهم بما ينفقونه عليها قد جعلوا الارادة الثورية مرهونة بإرادتهم وتوجهاتهم.
إذاً.. من المهم ان نبحث عن خللٍ ما في ثنايا هذا التبرير وأن نكتشف بُعداً جوهرياً في المسألة الثورية برمتها.. كنا ندرك أن الحل بهذه الطريقة المسلحة التي ارتبطت بالثورة جنون وسلوك غير وطني وحضاري، وأن الانتصار فيها مكلف جداً لدرجة ان لايكون هناك طرف منتصر وانما ستكون هناك خسارة كلية فادحة.. وأدركنا أكثر ان خيار التسوية الذي نادينا به منذ البداية كان خياراً وطنياً وانسانياً عززته ودعمته مختلف الاطراف الاقليمية والدولية لانه يستند لأسس واقعية، وبعد ان توصلوا الى قناعة بعدم وجود ثورة منطقية في اليمن وان ثورة التغيير الممكنة والمتاحة في اليمن، هي ثورة تصحيح تقوم على منظومة كاملة من الاصلاحات الشاملة، يؤمن بها ويدعمها ويساهم في انجاحها مختلف الاطراف بإرادة وطنية مسئولة.. ليس كل حركة أطاحت بحاكم نقول عنها ثورة، فالثورة ليست فعلاً لحظياً عشوائياً لم يتوافر فيها شروط النجاح ولم يكتمل بناؤها التنظيمي والفكري وانما فعلٌ منظم ومتناغم وتستند إلى اهداف ومبادئ ومشروع واضح الملامح، كما انها فعل انجاز مستمر يغير في الواقع من حال سيئ الى حال أفضل وبمعايير واسس النهوض الكلي الشامل للمجتمع.
الى الآن لا أستطيع ان أحكم او أفتي ان ما حدث في ليبيا ثورة، فإلى الآن لم تتجلَّ فيها ملامح الثورة فالوضع مايزال مضطرباً والأنباء تتكلم عن حروب عشائر وقبائل في اكثر من مكان، كما تتكلم عن فظائع يرتكبها الثوار من نوع الإبادات الجماعية بحق مواطنين يُعتقد انهم محسوبون على نظام القذافي.
ولا أعتقد ان مايحدث في مصر يحمل ملامح ثورة التغيير، خاصة عندما يكون التدشين العملي لتحقيق اهداف الثورة بإسقاط وتحطيم تمثال الزعيم جمال عبدالناصر.. اذاً تجربة البدء غير مشجعة، فعبدالناصر لم يكن سيئاً كي يستحق كل ذلك ومن قِبَل جموع تحمل حقداً تاريخياً مقيتاً وميلاً شديداً نحو العنف والتطرف، بل كان رمزاً قومياً قاد ثورة لها إيجابياتها ولها سلبياتها ربما انها أخفقت في جوانب معينة، لكنها نجحت في جوانب اخرى وأحدثت تحولات اجتماعية وثقافية ملموسة.
اذاً سأتكلم عن ثورة وأبشر بها عندما تكون تجربة البدء في مرحلة ما بعد مبارك تمثل اضافة حقيقية ونوعية لإيجابيات ثورة 1952م، والمراحل التي تلتها وتصحيح ما شابها من أخطاء وانكسارات، أما ان تكون تجربة البدء بالإقصاء والطمس والالغاء فإنه سيضع الجميع أمام صورة سيئة من صور أنتكاسة الثورات والتجارب الثورية المدمرة والفاشلة.
من هنا كان خيار التسوية والوفاق الوطني في اليمن، خياراً وطنياً صادقاً وموضوعياً لصنع ثورة تصحيح وبناء حقيقية بإرادة وجهود وطاقات الجميع دون استثناء..


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)