موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي - الرهوي يدشن امتحانات الثانوية العامة - 5 شهيدات في غارة لطيران المرتزقة المسير في تعز - صدور كتاب اكثر من (100) شخصية كتبوا عن الاعمال الكاملة للبروفيسور بن حبتور - الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 - صنعاء.. استمرار الحشود المليونية الداعمة لغزة - 34356 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الإثنين, 27-فبراير-2012
الميثاق نت -    محمد علي عناش -
< إجراء الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير تنفيذاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية، هو في حقيقة الأمر ثمرة من ثمار خيار التسوية والوفاق الوطني، الذي ارتفع صوته عالياً منذ بداية الأزمة، وتبلور بين جميع الأوساط الثقافية والسياسية والشعبية كصوت ثالث مثل صوت العقل والحكمة، واستند إلى قراءة واقعية وموضوعية للأحداث ومآلاتها المستقبلية.. به قدم اليمنيون أنموذجاً راقياً ومنطقياً لتجاوز حالة الفوضى العربية التي تم تسويقها وتعليبها تحت مسميات مختلفة، فلم تنتج إلا مآسي وأحقاداً وانقسامات وتمزيقاً للبنى الاجتماعية إلى كيانات فئوية ومشاريع صراعية تعشق الموت لا الحياة وتعشق الدمار لا العمران..
الذين يحاولون تعكير صفو الوفاق الوطني والانحراف به عن مساره ومعانيه، كانوا يريدونها ثورة بطريقتهم الخاصة لا مبادرات ووفاقاً وطنياً، ولا سعياً اقليمياً ودولياً لحل أزمة اليمن، فاستخدموا كل الامكانات والممكنات من أجل ذلك، وفي حساباتهم قرار أخير في حالة اللاجدوى، كمخرج من مغامرة غير محسوبة العواقب وهو الانصياع لخيار الوفاق الوطني.. كانوا يريدونها ثورة قريبة من الحالة المصرية، متماثلة ومتوائمة معها، كأفضل نتيجة هادئة وآمنة، يمكن من خلالها أن يعيدوا ترتيب كل شيء بسهولة ويسر لصالحهم لا لصالح البلد والحياة السياسية، دونما أن يكون هناك أي ضغط شعبي وسياسي وثقافي قوي ومؤثر، قد يعرقل أو يحد من تنفيذ أهدافهم وخططهم خلال مرحلة ما بعد الثورات.. لذا لم ترق لهم الحالة التونسية بعد أن وضحت وتجلت التركيبة السياسية والمزاج الثقافي والسياسي في تونس وخاصة بعدما أفرزته الانتخابات البرلمانية فيها.. يجب أن نعترف أنه لم تصل أي حالة ثورية عربية إلى النتيجة الايجابية التي تحققت في تونس، لكي ندرك ونقر أن هذا الأمر لم يتحقق من فراغ، فالحالة التونسية تدعونا أن نقرأها قراءة علمية متجردة من أي حسابات، إلاّ من حسابات مصلحة الوطن والشعب وكيف نكون أفضل في المستقبل؟ وأن نغوص في أعماقها كي نكتشف أسباباً أخرى للنجاح، ولكي نعيد للمنطقية والواقعية مكانتها واعتبارها في تفكيرنا وتوجهاتنا، حتى نتمكن من تقييم الأحداث بموضوعية، ونتلمس جوانب مهمة ومسلمات منطقية، تم تجاهلها والقفز عليها في الفعل الثوري هي: - أن الشعوب العربية لاتعيش في مستوى واحد من التنمية وبناء الإنسان والتقدم الاجتماعي وحجم ونوع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وفي التركيبة الاجتماعية للشعوب ومستوى الوعي المؤسسي والمدني وبناء الدولة، ومستوى التفكير والاتجاهات الثقافية، فهذه الفروق الجوهرية يجب أن نحسب حسابها عندما نتكلم عن فعل ثوري أو حركة تغيير كالذي يحدث في الشعوب العربية.. - ليس صحيحاً أن المتناقضات العميقة سوف تحقق نتائج إيجابية ومنطقية، لأن النتائج الايجابية لن تتحقق إلاّ من خلال مقدمات وعوامل سليمة ومنطقية، وهذا ليس إلغاءً للتعدد والاختلاف، فالتناقض الذي نقصده هو التناقض الحاد الذي يتجاوز ويقفز على القواسم المشتركة بين الجماعات، وأيضاً الأسس الجوهرية كالتفكير الواقعي والعلمي الذي اصبح شرطاً أساسياً من شروط فاعلية الإنسان وتطوره في الزمان والمكان بشكل ايجابي وعصري. - القفز على مبدأ التراكم وتجاهل أهمية البناء التراكمي، سيحيل التفكير والخطاب والبرامج والخطط إلى مجرد أفق طوباوي ومثالي متعالٍ على الواقع أو جاهل به، كما يعمم ويكرس حالة من اللاواقعية في تفكير ورؤى الأفراد وتوجهاتهم وأحكامهم، كأن يصر شباب الساحات بأنهم لن يغادروا الساحات حتى تتحقق كامل أهداف الثورة.. ترى كيف يتصورون الثورة التي سيظلون في الساحات ينتظرون تحقيق كامل أهدافها، هل هذا معناه أنهم سيظلون هناك لمدة عشرين سنة؟.. هي متوسط السقف الزمني العلمي لقياس نجاح الثورات وحركات التغيير وأيضاً التوجهات التنموية والنهضوية.. لأننا نتكلم عن أهداف ثورة وهذا معناه بناء الدولة المدنية والمجتمع المدني.. وتحقيق الازدهار الاقتصادي، وبناء الإنسان ومحو الأمية، وتحقيق التحولات الاجتماعية بتحويل القبيلة إلى مؤسسة مدنية منتجة، وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية وثقافة التعايش المشترك وأيضاً التداول السلمي للسلطة. ومثل هذه الأهداف التي تمثل طموحات وغايات كل أبناء الشعب اليمني دون استثناء، يستحيل أن تتحقق خلال فترة قصيرة وإنما في سقف زمني مناسب حسب درجة النمو التراكمي في المجتمع، لأنها مرتبطة بعملية تنموية معقدة تستهدف جميع البنى الاجتماعية والاقتصادية، بالتوظيف الأمثل والعلمي للامكانات المتاحة، التي سوف تنعكس في شكل تحولات ايجابية في جميع المسارات والاتجاهات.. ولذلك هي تتطلب في الأساس أجواءً آمنة ومستقرة، وأن تتكاتف كل الجهود في انجاح خطط وبرامج التنمية وحزمة الإصلاحات، بحس وطني واستشعار بالمسؤولية التاريخية.هذه هي أهداف وغايات التغيير المنشود والتي يجب أن توضع في محتواها البرامجي والتنفيذي والوطني، حتى تصل عمق وجوهر نضالات كل أبناء الشعب اليمني بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية، ولا أعتقد أن بقاء الشباب في الساحات سيوفر الأجواء المناسبة ويكون عاملاً مساعداً في إنجاح حكومة الوفاق الوطني وتنفيذ المبادرة الخليجية، وتجاوز المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد. إن الإصرار على بقاء الشباب في الساحات لا يعبر إلاّ عن أن هناك أهدافاً خاصة يتم تعليبها وتسويقها عبر مكاسب أو شعار استكمال أهداف الثورة، وهو مطلب شعاراتي شكلي وبلا أسس وهوية مرحلية، كما لا ينسجم ويتناغم مع طبيعة ومضمون المرحلة الثانية من تنفيذ المبادرة الخليجية، كاستمرار في منهجية تعويم القضايا الرئيسية والقذف بها بعيداً عن دائرة الاهتمامات والحلول الجذرية أو إلى مربعات الصراعات والحروب، واستمرار تتويه الوعي السياسي والاجتماعي وتشتيت الطاقات والامكانات. الغاية من استمرار هذا النهج هو جعل الأمور تسير في اتجاه تنفيذ أجندة خاصة وسيناريو جاهز يراد تنفيذه بفرض منطق الأمر الواقع وأداتهم في ذلك استمرار بقاء الشباب في الساحات كأداة للتأزيم والإرباك والضغط. إن الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء الماضي 21 فبراير وأفضت إلى انتخاب المرشح التوافقي المشير عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية وبنسبة إقبال جماهيري كبير سجلت فيها محافظة حجة معدلاً قياسياً تجاوز 90% سيسجلها في ضميره وذاكرته كل يمني حر وفيٍّ مخلص للحقيقة، بأنها ثمرة أولى من ثمار خيار التسوية ودعوات الوفاق الوطني التي اسقطت وأطاحت بخيار الانقلابات والزحف والصراعات والمشروع الرجعي والمناطقي والدوغماتي المتزمت، التي صارت سمة من سمات اللحظة الثورية والتي لم تثمر بعد عام كامل من ميلادها إلاّ عن نزعة همجية متجذرة في الروح الثورية يتم التعبير عنها بالجزمات التي صارت رمزاً وشعاراً للدولة المدنية الحديثة في عرفهم وفقههم الثوري، فكان ذلك أبرز تحولات المشاهد السلوكية والنفسية التي حدثت داخل الساحات طيلة عام كامل ومازلوا هناك يتحولون أكثر وأكثر.. مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية حتماً ستضع كل الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية في محك حقيقي على جميع المستويات، وسيتابع العالم أجمع كيفية تعاطيها وتعاملها مع هذه المرحلة، ومدى جديتها في انجاح حكومة الوفاق الوطني، ومعالجة القضايا الوطنية الرئىسية، والبدء في تنفيذ حزمة الإصلاحات السياسية والاقتصادية.. لم يعد مجدياً الاستمرار في لعب نفس الدور السياسي والإعلامي، على حساب حلحلة قضايا الوطن الواضحة والجلية، وعلى حساب طبيعة المرحلة الانتقالية ومهامها الأكثر وضوحاً للداخل والخارج، لأن ذلك سيجعلهم يبدون كمحاربين لا سياسيين ورجالات دولة، خاصة وقد صار رئيس البلاد توافقياً بانتخاب الجميع، وحكومة وفاق وطني بالمناصفة وتحت رئاسة المشترك.. فلماذا إذاً تستمر المتاريس الحربية والانشقاق العسكري وبقاء الشباب في الساحات، ويستمر الخطاب السياسي الغوغائي المستفز للوعي والمشاعر؟؟ لم يعد مجدياً وممكناً خلط الأوراق وترحيل القضايا، وممارسة فرض الوصاية على الشعب والوعي والدين، وإجادة الظهور الشكلي المثالي وتقمص دور البطولة الوطنية التي لاتحمل مضموناً وجودياً أو تجليات واقعية.. مضامينهم الحقيقية التي واروها خلف كواليس مسرح العبث واللواقعية السياسية والإعلامية، قد اطل منها الشيء الكثير، في هيئة نقاط عسكرية ومليشيات، ووطن بهوية ممزقة ومشاريع ضيقة ومأزومة، وفتاوى تكفير متطرفة، قامعة للعقل وآسرة للذات.. فالثورة التي أردناها أن تكون بأفق خلاق ومنطقي، ولعهد جديد ومستقبل يمني عظيم وكبير بحجم طموحاتنا المتدفقة بالحب والتجدد والحرية، وبإرادة تغيير صادقة وواعية، دون أن نعبث أو نشعل الحرائق أو نمتهن حرفة التضليل، أفرغوها من مضمونها الأخلاقي، وحولوها إلى ثأرات وأحقاد وتصفية حسابات، وحقنوها بمضادات ثورية أخرى، كي تتناغم وتتماهى مع ما حدث في الحصبة وأرحب، وتذوب في وعي وشخصية الشيخين، شيخ القبيلة وشيخ الدين، لتبقى بينهما الإرادة الحرة مأمورة ومقموعة بسلطتين مستبدتين، وذهنيتين ماضوية الرؤى والسكون لأن منطقة المستقبل فيهما قاحلة وجرداء ومظلمة.. لذا لم أرَ أو اسمع عن أقسى من هذا القتل وهذا المسخ والتبليد في المهد، بحق انضج مولود يمني، يعتبر بحق خلاصة التحولات اليمنية خلال نصف قرن، إنها جناية جماعية من نوع آخر لم يلتفت إليها المشروع أو يتكلم عنها.. خيار التسوية والوفاق الوطني الذي ولد من رحم المعاناة وترعرع في حضن الحقيقة والواقعية بعيداً عن هذا التيه والتأزم، لا يعني العودة إلى مرحلة ما قبل 2011م، وإنما التوجه إلى المستقبل بروح وطنية خلاقة، وبشرعية قيم السلام والتعايش والشراكة الوطنية، لا الشرعية الثورية التي يصر أصحابها أن تستمر بأفق فوضوي وطلسم سياسي، فالمضمون الحقيقي للمرحلة الثانية من المبادرة الخليجية، هو كيف نخرج من هذه الدوامة التي تعصف بالبلاد والعباد، وأن يضع الجميع أنفسهم في موقع تحمل المسئولية الوطنية والتاريخية.. حان الوقت أن ينتقل كل أبناء المجتمع من أجواء التمترس والصراعات والخطاب المأزوم والتخندقات الضيقة إلى فضاء عهد جديد تسوده قيم السلام والعطاء والتسامح والتنمية الشاملة.. معناه أن لا نكرر نفس التحالفات التي انتجت حرب 1994م وأنتجت حروب صعدة، وأن لانبحث عن أعداء من أبناء الوطن، كي نتوه المرحلة وندمر امكاناتها، بفتح جبهات من الصراع المسلح هنا وهناك، فالحروب لم تكن حلاً ولن تكون، مهما حاول الطامحون والانتهازيون أن يخلقوا لها دواعي ومبررات أخذت تظهر في الأفق، وإنما الحوار والحلول العادلة والبناء والتنمية والسلام، يجب أن تكون عنوان المرحلة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)