إقبال علي عبدالله -
ليس هناك أدنى شك من أن كل متتبع أو قارئ للمشهد السياسي في بلادنا خاصة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة الهادفة في مضمونها الى حل الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد منذ بداية العام الماضي ومازالت تداعياتها رغم ما قدمه ويقدمه المؤتمر الشعبي العام وقيادته الحكيمة برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح من تضحيات وتنازلات من أجل تنفيذ ما تم التوقيع عليه للمبادرة وآليتها التنفيذية المزمنة باعتباره الحزب الرئيسي الموقع على المبادرة مع أحزاب الأزمة «اللقاء المشترك»..
إن المتتبع للمشهد السياسي سيدرك دون عناء من هم الساعون الى عرقلة تنفيذ المبادرة والقرار الدولي رقم (2014) الصادر عن مجلس الامن الدولي.. أنا لا أتهم حزباً أو أحزاباً معينة بالوقوف وراء المشهد الضبابي الذي مازال مخيماً على البلاد في شتى مناحي الحياة السياسية والامنية والاقتصادية.. ولكنني أعود الى أرض الواقع وما تحقق منذ التوقيع على المبادرة في الثالث والعشرين من نوفمبر العام الماضي في العاصمة السعودية - الرياض.
الكل يمنيون وعرب وأجانب يدركون أن المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح نفذ ما عليه من التزامات جاءت في المبادرة وكان الوطن والخروج به من أزمته الكارثية عنواناً رئيسياً لهذا الالتزام الذي جسد من خلاله ومازال يجسده رغم الصعوبات والعراقيل مصداقيته كحزب يمثل غالبية أبناء الوطن وليس قلة أو عصابة أو قبيلة كشفت الأزمة وتداعياتها عن هوياتهم ومطامحهم في الانقلاب على الشرعية الدستورية وصولاً الى إعادة تقسيم الوطن بعد أكثر من عقدين على وحدته المباركة والتي تحققت كأهم إنجاز تاريخي للزعيم علي عبدالله صالح في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م..
إن العالم يعرف هذه الحقيقة ويعرف أن الزعيم علي عبدالله صالح ترك السلطة طواعية رغم حقه الدستوري والشرعي والإرادة الشعبية في البقاء فيها حتى سبتمبر عام 2013م، كما تنازل المؤتمر الشعبي العام عن الحكومة التي جاء اليها من خلال الانتخابات البرلمانية وليس بمبادرة وكان بذلك حكيماً حيث كشفت الاشهر الستة الماضية من تشكيل حكومة (الوفاق الوطني) برئاسة محمد سالم باسندوة أنها حكومة الكلمات وليس الافعال ونقولها بصدق حكومة البكاء وليس مواجهة التحديات..
إن أحزاب اللقاء المشترك التي قادت الأزمة وأدخلت البلاد والعباد في نفق مظلم عجزت بل فشلت في الايفاء بالتزاماتها التي وقعت عليها في المبادرة وبرهنت للعالم قبل اليمنيين انها أحزاب لا تملك رؤية وبرامج مستقبلية في قيادة البلاد مثلما فشلت في كونها أحزاب معارضة.. فماذا قدمت منذ نوفمبر الماضي.. هل استطاعت إلغاء المظاهر المسلحة داخل العاصمة وعواصم المحافظات وفتحت الطرقات وأوقفت عمليات التخريب المتكررة على مولدات الكهرباء الرئيسية وأنابيب ضخ البترول؟ هل استطاعت إخراج الوطن من أزمته التي تزداد يوماً بعد يوم ومست معيشة المواطنين الذين نالوا من كذب (الوفاق) و(دموعها) عكس ما كانوا يحلمون به في بناء اليمن الجديد.. لا أطيل فللحديث بقية خاصة واننا على موعد قريب مع الحدث التاريخي يوم الوحدة والذي ستتكشف للناس حقائق عن عظمة قيادة الزعيم علي عبدالله صالح للبلاد.