فيصل الصوفي -
< لجنة مجلس الوزراء التي كُلّفت قبل نحو شهرين بالتواصل مع مايسمى بشباب الساحات فشلت في مهمتها تقريباً.. رئيس حكومة الوفاق نفسه يذهب إلى تلك التجمعات وأول ما يكلمهم عن الحوار ينتفضون في وجهه، ورئيسة اللجنة الوزيرة حورية مشهور- وهي صاحبة خيمة ثورية قرب الجامعة- تنزل من المنصات بعد إخراسها وتحاصر من قبل تجمعات غوغاء للحوار.
عضو اللجنة شايف عزي ترك اللجنة ولحقه الوزير واعد باذيب وأخيراً الوزير حسن شرف الدين، وبقية وزراء المشترك الاعضاء في اللجنة «صم بم»، وأستغرب بقاء الوزراء المؤتمريين في لجنة منهارة وكأنهم «حجر المفجر» بينما هم أولى من وزراء المشترك في طلب اعفائهم من المهمة التي صارت مستحيلة.. هي مهمة ليست مستحيلة بحد ذاتها، فالتواصل والحوار من طبائع الأشياء، ولكنها باتت مستحيلة لأن أكثر الذين يراد التواصل والحوار معهم لايرغبون في التواصل ولا الحوار.. ولا يعرفون ماذا يريدون على وجه الدقة.. وهم لايقبلون بأصحابهم في المشترك، فما بالك بمن يصنفونهم بالأعداء..!
يقولون إن اهداف ثورتهم- والتي لايعرفون ماهي- هي مرجعيتهم للحوار.. إذاً على الوزراء المؤتمريين في تلك اللجنة تقديم استقالاتهم منها.. ويُترك الأمر للمشترك فهو أخبر في التعامل مع «عصيدة».. أحزاب المشترك هي الأجدر بالحوار مع شبابها، فليُترك لها الأمر.. وعلينا انتظار النتيجة التي ستخرج بها خاصة وان الوقت بدأ يضيق.
وهذا أيضاً مهم لجهة إسقاط الأعذار.. إن عدم نجاح التواصل والحوار مع الشباب حتى الآن يتم رميه جهة اللجنة، وتحديداً اعضاءها المؤتمريين، وعلى هؤلاء الأخيرين ان ينأوا بأنفسهم عن الفشل السابق واللاحق بحركة بسيطة وهي تقديم استقالاتهم من اللجنة، أسوة بوزراء المشترك.
لقد كان التواصل والحوار في البداية فاشلاً، وتحت محاولة إنقاذ الموقف عن طريق ربط المهمة بلجنة التواصل الرئاسية، وفشل الأمر ايضاً، ثم قبل اسبوع تقرر في مجلس الوزراء فك الارتباط بين اللجنتين، على أن يكون التواصل والحوار حسب الأصل الأول.. أي عبر لجنة حورية.. وأيضاً لم يُجْدِ الأمر، والخروج من هذه المعضلة أن يقدم وزراء المؤتمر استقالتهم أسوة باستقالة وزراء المشترك لكي تصبح اللجنة معدومة.. وتجرب المحاولة التي اقترحناها.. أن تقوم أحزاب المشترك بالتواصل والحوار مع شبابها.. وحسب مرجعيتهم.