موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح -
مقالات
الإثنين, 09-يوليو-2012
الميثاق نت -  محمد علي عناش -
(1-2)
< بات واضحاً للجميع أن اللاعبين الرئيسيين في هذه الأزمة التي تسمى مجازاً بالثورة، هي قوى ليس لها علاقة بالتغيير ولا الوطنية ولا الدولة المدنية، وبالتالي ليس لها علاقة بالثورة، عندما نعني بالثورة، التقدم الاجتماعي والاقتصادي وبناء الدولة الحديثة والمجتمع المدني الحديث، كثورة تقدمية ضد التخلف والتوجهات الرجعية والعلم ضد الجهل والمستقبل ضد سطوة الماضي والانشداد إليه والكمون فيه..
هي ثورة عندما نقصد بها الأسس والمبادئ والقيم الثورية القائمة على السلم في مقابل الانقلابات والعنف والحروب والتطرف، والقائمة على التوحد والتناغم الأفقي والعمودي في مقابل التشتت والتيه والهويات المتناحرة والمشاريع الضيقة، والقائمة على المصداقية والوضوح وعلى التنظيم ووحدة المشروع والقيادة الواعية والنزيهة، في مقابل الفوضى والانتهازية وضبابية الأفق وتناقضات الرؤى والمواقف.
ما نقصده- إذاً- هو ثورة التغيير الجذري التي تستهدف تغيير المجتمع وتمس جميع جوانبه وتكويناته بشكل أفضل وإيجابي وتضع لحظة مغايرة وزمناً جديداً، لا التي تشخصن القضايا وتستهدف تغيير أشخاص وبناء أشخاص وصناعة لحظة سيئة وزمن مظلم هكذا ثورة ليس لهم علاقة بها، كما أنه الى الآن لم يتم التعبير عن الثورة بوصفها ثورة التغيير الجذري والجميع يشتركون في هذه المسألة الجوهرية ومع ذلك يكابرون بغباء في حين أنهم عاجزون أن يقوموا بثورة جماهيرية مضادة داخل مدينة تعز ضد بلطجية حمود المخلافي وصادق سرحان، هذا محك حقيقي ومهم جداً، لاختبار وعينا الثوري وقدرتنا الثورية واختبار لمصداقية انتمائنا للمستقبل ومدى إيماننا بالدولة المدنية الحديثة.
القوى التي تنتمي لما قبل الدولة والتي تنتج التطرف والارهاب وتثير الصراعات الاجتماعية والطائفية، هي وراء هذه الاحداث الفوضوية التي تسمى مجازاً بالثورة في صنعاء وتعز وحجة وفي طول البلاد وعرضها هي من تصنع اللحظة وتقود الفعل الثوري بطريقتها الخاصة، وبما يعبر عن مشروعها ويحقق طموحاتها ومصالحها، وبالطبع طموحاتها تتعارض أيضاً مع طموحات الشباب والقوى التقدمية والمؤمنة بالتغيير الجذري، وبحتمية إحداث التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، في اتجاه بناء المجتمع المدني والدولة الحديثة، والاجهاز تنموياً ومعرفياً على مشروع «الشيخ» الجاثم على حياتنا ووعينا منذ مئات السنين، يصيبنا بالتبلد ويزرع فينا وعي الحيلة والفتونة الحمقاء.
هذه القوى التي تطفلت على إرادة التغيير واغتصبتها، تداخلت وتحالفت معها رموز وكيانات تلبس ثوب المدنية وترفع شعارات التحديث هي تدرك أنها رموز وكيانات نفعية وانتهازية، لذا تستخدمها للتضليل والتزوير ليس فقط للحقائق والوقائع بل أيضاً ولتزوير اللحظة والوعي المنطقي بها أي أنها مجرد ديكور جميل لإخفاء أشياء متسخة، وماكياج نراه لفعل بشع ولحظة مشوهة.
من هنا فهذه القوات باسم الثورة والتغيير صارت تدمر بنية الدولة وتثير الفوضى وتمارس وعي السطو والحيلة والسلوك الغرائزي كالتقطعات والاختطافات وتدمير المنشأة العامة، وتستمر في إنتاج الأزمات تلو الأزمات، لأنها في الأساس هي عمق رئيس ومكون أصيل في أزمة اليمن التاريخية وأزمة الوعي وإشكالية التفكير والثقافة الحديثة.
إنه مشروع الشيخ الذي يعاد إنتاجه وتجديده من داخل ساحات التغرير، في واحدة من أغرب مفارقات الربيع العربي.
حالياً بعد أن وصلت الأمور الى ما وصلت اليه من فوضى وفساد وغياب كامل للدولة، يدرك الشباب والكثير من السياسيين والمثقفين والناشطين والكثير من أبناء الشعب اليمني بمختلف شرائحهم، بأن ما اعتقدوا بأنها ثورة، قد تم السطو عليها منذ شهورها الاولى، والانحراف بها عن غاياتها الاخلاقية وأبعادها المستقبلية.
قد تكون هذه صحوة منهم، لكنها صحوة متأخرة تستوجب منهم إعادة تقييم الأحداث وتقييم الواقع، تقييم موضوعي وعقلاني، وإعادة تشكيل وبناء التحالفات من جديد بما يكفل لهذا الوطن المحافظة على أمنه واستقراره ووحدته وإفشال كل المخططات الانقلابية للسيطرة على السلطة.
هناك مسائل لا يجب أن أكون غير واضح حيالها ولا يمكن القبول بها على أنها من منطلق المرونة أو استخدام التقية بل يجب التعامل معها بشكل واضح وجدي وبمنطق عقلاني، لذا كان يفترض منذ البداية التسليم المطلق، بأن الثورة السلمية هي من تحمي نفسها بنفسها ولا تحتاج لأية قوة مسلحة لحماتها، وكان يفترض- أيضاً- الفرز السليم لقوى الثورة والقوى المناهضة للثورة والمتناقضة مع مضمونها السلمي والمدني والتقدمي.
فالذين تم الابتهاج بانضمامهم للساحات، واعتبار ذلك مكسباً للثورة وحماة لها، صاروا اليوم يمارسون التقطعات والاختطافات بصفتهم جيش الثورة وحماتها، ويمارسون الابتزاز والضغط على الحكومة تحت هذه الحجة، ويعبثون بأمن مدينة تعز ويروعون سكانها تحت هذا المبرر، انه مشروع الشيخ الذي تخلق وتحدد في هذه المرحلة لا مشروع الثورة والتغيير كما توهمنا، ولم يكن يجدر بنا أن يخدعنا «بشاره» كي نصدقه عندما وصف ما يحدث في اليمن بأعظم ثورة في التاريخ، لأنه ببساطة لا يفقه شيئاً في علم اجتماع الشعوب، وجاهل بمتناقضات المجتمع اليمني وعمق إشكالياته وعوامل إنتاج القوة الاجتماعية والسياسية فيه.
كان الأجدر بنا أن نصدق وأن نستوعب ما قاله المفكر الكبير محمد حسنين هيكل عندما وصف ما يحدث في اليمن بأنه ليس الا قبيلة تريد أن تصبح دولة.
هذه هي الحقيقة التي لم نصدقها أو لم نستوعبها، مضافاً اليها أن هذه القبيلة قد تم تلقيحها بفكر ديني متطرف ومتعصب لتصبح القبيلة في الوقت الراهن هي الحاضنة للارهاب والمنتجة له، ومن هذا الوسط تمكن علي محسن خلال هذه الأزمة أن يجند عشرات الآلاف الى قوام الفرقة ومن هذا الوسط تمكن الشيخ الزنداني من تجنيد عشرات الآلاف كمليشيات عقائدية تتبعه شخصياً، وقد أصبحت في أتم الاستعداد والجاهزية أن تمارس دور شرطة الشعب وخاصة حماة الفضيلة والعقيدة والدين وبالطبع ليس هناك من أعداء لهذه الاقاليم من وجهة نظرهم واعتقادهم الا الحوثيون والليبراليون والعلمانيون ودعاة الدولة المدنية، وقد يضم الى هذه القائمة المتصوفة والطائفة الاسماعيلية.. وكما يبدو أنها قد بدأت تمارس مهامها بشكل رسمي تجلى ذلك في لافتات فتاوى التحريم التي امتلأت بها شوارع صنعاء وحاراتها.
مشروع الشيخ (العشيرة والدين) أو القبيلة التي تريد أن تصبح دولة، يتم التكريس له بخطى حثيثة وسعي دؤوب كسلطة سياسية ودينية قادمة، لا مكان فيها لسلطة الشعب وحكم الاغلبية، ولا للدولة المدنية التي يقيمها ويبنيها ويحكمها كل أبناء المجتمع.
من هنا بشر الشيخ الزنداني مؤخراً بدولة الخلافة الاسلامية في اليمن التي حدد موعد قيامها ونشأتها سنة 2025م.
ومن هذا المنطلق لم يكتفِ الزنداني رئيس مجلس شورى الاصلاح بأن حزب الاصلاح هو عضو لجنة التواصل من أجل الحوار الوطني وحاصل على نصيب الاسد في حكومة الوفاق، وأن غالبية مساجد ومعاهد وجامعات البلاد تحت سيطرته، ومع ذلك بدا متبرماً من لجنة التواصل كونها- حسب تصريحاته في المؤتمر الصحفي- همشت العلماء وأقصتهم من مؤتمر الحوار الوطني، مطالباً رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة من كبار العلماء لتكون مرجعية للمتحاورين في هذا المؤتمر.
الزنداني يفكر وكأن المجتمع اليمني إيمانه ناقص وتدينه ضعيف، وفاقد لأهلية التفكير والتخطيط واتخاذ القرارات والاحكام السليمة والمناسبة، لذا يصر على تكريس سلطة المرجعية الدينية كي تقوم بالتفكير للمجموع وتخطط لهم وتتخذ القرارات والاحكام لإدارة شؤون حياتهم، وليس هناك تفسير آخر.
بالعودة الى موضوع الثورة صرت لا أؤمن بأية حركة أو انتفاضة صغيرة، ليس لها قيادة واعية ونزيهة وصادقة وليس لها أهداف وبرامج وآليات واضحة وواقعية، كما تفتقد لخبرة التنظيم وعنصر الانسجام والوحدة العضوية، بأنه حتماً سيكون مآل هذه الحركة هو الفشل والنتائج التي تحققها سلبية وعكسية، ناهيك عن الأضرار والمشاكل التي سوف تحدثها في المحيط الذي تنشأ فيه، فما بالك عندما يكون الحدث هو ثورة من المؤكد أن المخاطر والمشاكل والأضرار التي سوف تحدثها كبيرة ومأساوية والنتائج سلبية للغاية.
أعتقد أنني لا أتكلم عن الثورة بمثالية كما قد يتصور البعض وإنما أتكلم عنها بمنطقية لأنني أتكلم عن ثورة، والثورة كما هو متعارف عليه، أن من أول أهدافها ودوافعها هو اقتلاع منظومة فساد كاملة، أو تغييرها واصلاحها، لكن الذي حصل عندنا أننا صرنا نقتلع نظاماً عاماً بالكامل وندمر بنية دولة بالكامل، لا يمكن أن نعوضها بسهولة أو في مدة بسيطة حتى لو جاءت الثورة بملائكة، فما بالك بباسندوة والعمراني وبقية شلة مشروع الشيخ أو القبيلة التي تريد أن تصبح دولة.
الثورة بهذه الطريقة التي تحدث في اليمن وبهذه الأدوات المستخدمة في الفعل الثوري اندفاع كارثي ومدمر، ذلك يقود البلاد الى استنساخ الظاهرتين أو الفاجعتين «الافغانية والصومالية».
من هنا نحن مع التغيير وضد الثورة كما قال الرائد نبيل الصوفي، وكما عبرنا عنه مبكراً وتناولناه مراراً منذ بداية الأزمة.. وللموضوع بقية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)