فيصل الصوفي -
يدخل الناس في مشادات ومشاجرات يومية تتعدد فيها الأسلحة المستخدمة وتتفاوت الأضرار، وقبل أيام قابلت أحد قرابتي وعليه آثار جناية جسيمة قال إن عصابة كبيرة أخطرته للاشتباك معها قرب أحد الأسواق، وعرفت فيما بعد أن الاصابات حدثت له بسبب خلاف زوجي بسيط وأن البطل لم يخض أية معركة خارج غرفة النوم.
وأسوأ المشاجرات تلك التي كانت تحدث بين كبار العرب داخل دولهم.. لأن أولئك الكبار لا يستخدمون الأظافر للخدش ولا اللطم وشد شعر الرأس وضرب الأنف والخصيتين، فأدواتهم بنادق ودبابات وطائرات وأسلوبهم محدد في كلمتين »انقلاب عسكري«!
والحمد لله هذا لم يعد يحدث الآن.. الانقلابات العسكرية انخفضت الى أدنى مستوى لها والخلافات السياسية والحدودية لم تدخل ضمن حلولها الحروب والغزوات، ولكن القوم الكبار يتشاورون على النحو الذي وبخ به الأمير عبدالله ولي عهد السعودية حينها بكلمات وجهها للرئيس القذافي هناك ضرب من المشادات كتلك التي جرت بين الرئيس اللبناني والوزراء والنواب الذين سمعوه يتحدث في قمة الخرطوم واحتفظوا بغضبهم حتى عودته الى بيروت وامطروه بعبارات ثقيلة الوزن رد عليهم بمثلها وتحمل الجميع ثقلها.
مع ذلك تبقى التقاليد العربية بهذا الشأن مرعبة، فالأسلحة الأخلاقية لا تدخل ضمن الطائرات والمدافع والدبابات والصواريخ التي كانت تستخدم في المعارك التي تدور بين الكبار.. زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي عندما غضب من كوندوليزا رايس قال لها: أنت بحاجة الى سرية جنود لابد من أخذك الى معسكرات الجنود لكي يتم اشباعك! وبالطبع رايس لاتزال عزباء ولا تقدر على تحمل رجل واحد.. وأن الروسي يريد أخذها الى معسكر الجنود، وهذا غير عادل، أن كلام هذا الروسي "وسخ"!!