موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34789 - مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض -
مقالات
الأربعاء, 09-مايو-2007
الميثاق نت - المسألة الفارسية تفرض نفسها على العالم، وليس الشرق الأوسط فقط، فما يحدث في إيران اليوم يذكر الجميع بالمراحل المضطربة التي مر بها تاريخ إيران الحديث، والتاريخ لا يتكرر ولكن يستطيع أن ينبئنا بالمستقبل على وجه التقريب. في شوارع طهران اليوم تلاحق الشرطة النسائية من تسول لها نفسها من نساء إيران إظهار ولو قصة صغيرة من شعرها خارج غطاء الرأس الرسمي، وتنقل لنا الاخبار الصحافية صور عمال إيرانيين يفككون الصحون . د. محمد الرميحي -
المسألة الفارسية تفرض نفسها على العالم، وليس الشرق الأوسط فقط، فما يحدث في إيران اليوم يذكر الجميع بالمراحل المضطربة التي مر بها تاريخ إيران الحديث، والتاريخ لا يتكرر ولكن يستطيع أن ينبئنا بالمستقبل على وجه التقريب. في شوارع طهران اليوم تلاحق الشرطة النسائية من تسول لها نفسها من نساء إيران إظهار ولو قصة صغيرة من شعرها خارج غطاء الرأس الرسمي، وتنقل لنا الاخبار الصحافية صور عمال إيرانيين يفككون الصحون الهوائية للإرسال التلفزيوني الدولي، لحرمان المشاهدين من متابعة الأحداث العالمية، ويقبضون على حسين موسويان المفاوض الإيراني السابق بتهمة تسريب معلومات حيوية للغرب من جملة حملة من الاعتقالات. وفي قطاعات أخرى يتم اعتقال الناشطين السياسيين ويتم التضييق على الاتحادات العمالية، كل ذلك دليل على أن الوضع الداخلي الإيراني متأزم، نتيجة السياسات المتبعة في الجوار وتجاه العالم. إيران دولة لا يرغب احد من جيرانها بخاصة في الخليج أن تضطرب داخليا، حيث أن ذلك يشكل تهديدا إقليمياً بالغ الخطورة، إلا أن اضطراب إيران عادة ما يكون منبعه داخليا وليس خارجيا. في القرن الماضي مرت إيران بعدد من الاضطرابات الداخلية بعضها كتب في التاريخ على انه ثورة. ثورة المشروطية في بداية القرن الماضي 1906 كان سببها لجوء حاكم طهران لمعاقبة اثنين من تجار السكر بالفلق لأنهما لم يقبلا بتخفيض الأسعار، وهي عقوبة مستهجنة، خاصة إذا كان ثمن السكر في السوق الدولي مرتفعاً! تلك الحادثة التي تبدو بسيطة من المنظور العام هي التي قادت في نهاية الأمر إلى ما عرف بثورة عام 1906 الدستورية. في عام 1978 قاد مقال كتبه وزير الإعلام آنذاك ضد الإمام الخميني، قاد في النهاية إلى ثورة عرفت بالثورة الإسلامية التي يحكم باسمها اليوم في إيران. قد يبدو فلق التاجرين أو مقال في صحيفة سبباً غير معقول لنشوء ثورة عارمة تغير من شكل الحكم، وهذا منطق صحيح في الظروف العادية، إلا أن التاريخ علمنا أن النار من مستصغر الشرر، وهي نار تكون عادة تحت الرماد وتحتاج فقط إلى شرارة الإيقاد، وقد تأتي هذه الشرارة من حيث لا يتوقع احد. اليوم إيران الداخلية تضطرم بعدد من الاجتهادات المتضاربة، وما لجوء السلطة إلى القضايا التفصيلية والصغيرة كحجاب النساء أو الصحون الهوائية إلا مظهر لأزمة أعمق، فليست ملابس النساء ولا هوائيات البث التلفزيوني الدولي، ولا حتى مطاردة المعارضين تكفي لاخراج إيران من الحلقة الضيقة التي هي فيها. فمن الظاهر أن هناك صراعا سياسيا في الداخل يظهر إلى الخارج في شكل ارتباكات سياسية تؤثر على الجوار والعالم. لم يستطع الشاه رضا بهلوي ومن ثم ابنه محمد رضا أن يبقيا الشعوب الإيرانية طيعة، حتى بعد مذبحة عام 1935 التي قتلت بأوامر من رضا شاه وقتها مئات من المتظاهرين ضد حكمه قادهم رجال الدين، تأخر الأمر ولكنه انفجر بعد حين. ولا يخفى على الإيرانيين ما آلت إليه ثورة عام 1906 التي كان من المفترض أن تقيم حكما مبنياً على الشورى وبشكلها الحديث، إلا أن تلك الثورة دخلت في فوضى بعد سنوات من نشوبها لم تتعد العقدين، ومهدت تلك الفوضى لقدوم حكم ديكتاتوري دام نصف قرن تقريبا. والدرس المستفاد، أن القمع والعنف يولدان قمعا مضادا أيضا. صلب الحدث العام في إيران كما في غيرها من الدول أن ضمور النمو الاقتصادي يفاقم من التوترات الداخلية، ولما سقطت أسعار النفط إلى درجات متواضعة في عقد السبعينات لجأ شاه إيران وقتها إلى الجوار ومنتجي النفط في العالم كي ينقذ الاقتصاد الإيراني. حدث ذلك مرة أخرى في اواسط التسعينات في عهد الرئيس السابق خاتمي، فالنمو الاقتصادي الذي يحتاج إلى تعاون دولي، يزيل الكثير من التوترات في المجتمع. وإيران تعتمد في مسيرتها التاريخية على عالمين (البازار) والمسجد. وفي حال كان البازار راضيا ومنسجما في نمو اقتصادي معقول يبقى الوضع السياسي مسالما، وفي حال العكس فإن البازار عادة ما يكون صلب التوتر الذي يقود إلى التغيير. الحصار الاقتصادي القائم ضد إيران يجعل الوقت في غير صالح السياسة القائمة، وكلما مر الوقت ظهر الارتباك أكثر على مجمل السياسات الإيرانية وأصبحت أكثر عصبية، كما تتفاقم حركة المعارضة الداخلية، وعادة تبدأ بالبازار وقبله الطلاب. وقد شاهد العالم منذ أسابيع مجموعة من الطلاب الإيرانيين ينتقدون رئيس الجمهورية بحضوره. الطلاب الإيرانيون يعتبرون تاريخيا أن التظاهرات ضد الحكومة هي طقس لازم، وجزء لا يتجزأ من عبورهم بين المراهقة والنضج. خيارات السياسة الإيرانية محدودة، واهم صعوباتها هو الاقتصاد الذي إن استمر كما هو مسببا كل هذا الضنك والارتفاع في الأسعار وهبوط مستوى المعيشة سيقود من دون شك كبير إلى اضطراب من نوع ما، وتاريخ إيران الحديث يشير إلى ذلك. فاكهة الإيرانيين هي الخيار، وهو تعبير ملفت إذ أن الخيار باللغة العربية له علاقة بالاختيار، ويبدو أن الاختيار القادم والمتاح لإيران هو قبول التفاحة الأوروبية، التي هي على شكل اقتراحات حل وسط أوروبي تقبل به إيران ولا تعارضه الولايات المتحدة، وهو أمر إن حدث قد ينقذ المنطقة من شرور ضخمة. أما استمرار السياسة الإيرانية كما هي اليوم، والتي يبدو أنها خارجة عن سياق التأني والحكمة الإيرانية المعروفة، فإنه لا شك سوف يثير القطاعات التقليدية في إيران، البازار والطلاب وأخير قطاع من رجال الدين، بدأوا بالفعل بإسماع تذمرهم من تلك السياسات * كاتب كويتي- عن "الحياة"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)