موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


هل تحوَّلت بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة؟! - معدلات إصابة اليمنيين بالسرطان في ارتفاع مُخيف !! - تحوَّلت من ظاهرة إلى مهنة.. "التسوُّل" آفة اجتماعية خطيرة تُقلِقُ المجتمع - المساح يكتب عن حياته: من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "1-2" - فيما تضاربت الأنباء حول الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي .. صنعاء تنفي عودة المفاوضات - النواب يستمع إلى إيضاحات حكومية حول المبيدات الخطرة - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي -
مقالات
الإثنين, 18-فبراير-2013
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
< عامان يمرّان ونيف، وماتزال الخيام في الشوارع تؤذي الناس وتعكر حركة السير، وماتزال هناك ثلة من الناس تقطن تلك الخيام دون أن يكون لها من قضية أو يبرز لها هدف أو قصدية من استمرار ذلك الوضع الذي كان في أول أمره مبرراً وانتهى في اللاقضية واللاهدف واللاقصدية، وكما كنا نؤكد دائماً في هذا المكان أن الفراغ لا ينتج إلا فراغاً مثله، فقد أدرك الناس كما نلمس ذلك في المقائل والنوادي والأماكن أن ما هو كائن ليس أفضل مما كان،

وهنا تكمن الإشكالية، فثورة العاطلين والدهماء والبائسين لا يمكنها الا العودة الى طبيعة التوحش والهدم، فهي تهدم البناء القائم لتأخذ منه حجارته وأخشابه، لتقوم ببناء الخيام والأكواخ التي تحوي عالمها الخاص البعيد كل البعد عن روح العمران، بل هو الأقرب الى روح الهدم والغنيمة وثقافة «الفيد» وثقافة الأنفال وهي العقدة الثقافية التأريخية التي أقعدت الناس عن بلوغ المعالي والانتصار للذات المهزومة وتحقيق مبدأ الامتلاء الذي ظل الإنسان ينشده طوال عقود من التيه والدوران في الفراغ.

اليمن تشهد كثيراً من التشظي والانقسامات، ونهم الاصلاح في السيطرة على مقاليد السلطة أيقظ الهويات التأريخية التي برزت طاقتها الانفعالية كمقاومة شديدة المراس كما نلحظ ذلك في محافظة عدن، ومحافظة عمران، ومحافظة حجة، فحزب الاصلاح يسعى بجهد مضاعف الى إشعال النار في مستقبله السياسي دون وعي منه بخطورة ما يقدم عليه، ويبدو أن قيادته لم تفكر ولو للحظة واحدة في موضوع منازعة المشترك لهم في المناصب الحكومية، ولم يسألوا أنفسهم يوماً.. لماذا ترك الاشتراكي لنا المضمار ولم ينازعنا فيه؟ ثمة حقائق موضوعية الآن بدأنا نقرأ تفاصيلها في الواقع توحي بأن الفخ الذي وقع فيه الاصلاح لا يمكنه الخروج منه الا بمستقبل سياسي محترق وهو نتيجة منطقية وحتمية لمقدمات خاطفة ومظهر من مظاهر الغباء التأريخي الذي يلازم حركة «الاخوان» منذ نشأتها، وأثر من آثار النص النقلي الذي يعطل القدرات الذهنية من خلال الاستسلام له دون الأخذ بالحيطة والعبرة التأريخية ومثل ذلك من متلازمات الفكر الاسلامي لو تأملنا وأمعنا النظر في النص المقدس.

اليمن في راهنه الجديد يشهد غروب مرحلة ليس المؤتمر الشعبي العام إلا جزءاً مفصلياً من تجلياتها، ولذلك فإن البزوغ القادم لن يتجاوز المؤتمر وحده ولكنه بالضرورة والصيرورة سيتجاوز كل تفاصيل ومظاهر المرحلة، فلا يظن الإصلاح أنه بمنأى عن حركة الزمن، ولا يظن اللواء علي محسن أن منطق الثورة سيكون شافعاً له في البقاء، ولا يظن حميد الأحمر أن وجوده في لجنة الحوار سيضمن له مجالاً أوسع في استغلال ثروات البلاد، ولا يظن الاشتراكي أن الحراك سيكون جزءاً منه ولكنه سوف يتجاوز قوالبه الجامدة، أما التيار القومي فإن حركة التذكر والتجميع التي يقوم بها الآن نعلم كما يعلم كثير من الكوادر القومية أنها لن تفضي به الا الى الحضرات الصوفية التي نشمّ بخورها ونسمع إيقاع طبولها في كثير من أزقة وحارات العاصمة صنعاء.

وفي مقابل ذلك الغروب الذي سوف نشهده، هناك بالضرورة بزوغ قادم سيكون أكثر وضوحاً بعد مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده في (18 مارس) هذا البزوغ لن تصنعه الخيام الرابضة في التحرير ولا الخيام الكاتمة على انفاس الناس في حي الجامعة والزراعة، لأن تلك الخيام قد استنفدت طاقتها الانفعالية كاملة وعادت الى مربع اليأس الاول وهي الآن تعيش حالة من حالات الفراغ والتيه ووجودها أصبح عبئاً وضرراً، وعلى كل القوى التي تقف وراءها أن تعود الى جادة الصواب وتعمل على التفاعل مع المرحلة وفق منطق المرحلة الجديدة الذي تجاوز منطق 2011م، فالبقاء في الخيام وبقاء الخيام في الشوارع العامة لا يصنع تغييراً، كما أنّ البزوغ القادم لن ينبثق نوره من تلك الخيام بل سيأتي من قوى ظلت تراقب تموجات الحدث من بعيد وتقرأ تموجاته وترصد حركته وتعيد ترتيب الاشياء ذهنياً قبل أن تصنع حدثاً جوهرياً وقبل أن تحدث في واقع الناس الحياتي ثورة حقيقية، هذه القوى بدأت تستعيد دورها الغائب في مصر وفي تونس ونشهد لها تململاً في اليمن وهي في طور الإعلان عن نفسها في قابل الايام.

والمتأمل في الواقع السياسي يجد أن القوى التي كانت تنادي بسقوط النظام بالأمس ووصلت تحت راية هذا الشعار الى السلطة هي الآن في طور الاحتضار، وهناك قوى بدأت ترفع ذات الشعار كما نلحظ في بعض وسائل الاعلام المرئي ولما يمض عام ونصف من وصولها الى السلطة، والقضية تكمن في العدم، فثورة العدم ثورة غير حضارية وهي تعبير عن حالة قهرية تنفجر في لحظة تاريخية ولا أثر لها الا التشظي والانقسامات ويقظة الهويات التأريخية، وتحت مناخها تنمو التصفيات وتهب الثأرات السياسية، وتتعمق بركة الدم في الوجدان الجمعي من خلال الضيق بالآخر والتصفيات، وتصبح عودة الاستقرار قضية نسبية تتفاوت من مكان لآخر.

الذين يسيطرون على حركة الشارع الآن هم الذين يساهمون غداً في صناعة المتغير الحقيقي لأن ليبراليتهم وجنوحهم الى المدنية الحقيقية سيجعل منهم قوة متناغمة مع قوى تقدمية وطلائعية وحداثية، ولا أظن أولئك الذين ساعدتهم الظروف والمناخات العامة في 2011م في السيطرة على إيقاع الحركة الجماهيرية والتصدر من خلال كل ذلك في الفعل السياسي وتموجاته، من الغباء الى الحد الذي يتجاوزون فيه معطيات الواقع وتجليات المرحلة وإفرازاتها.

لقد اجتازت الجماهير عتبات كبيرة جعلها أكثر وعياً كما أن الاحتكاك بالواقع قد جعل من أولئك الحالمين بالسلطة أكثر هشاشة وعجزاً، فالتفاعل مع الواقع يحتاج قوى أكثر قوة وأكثر صلابة والأهم من كل ذلك أنه يحتاج تأريخاً خالياً من الشوائب وسجلاً نظيفاً من الفساد وروحاً تتسع باتساع الفكرة التي تحملها، وكلما ضاقت الأخلاق ضاقت الحياة وفسدت السياسة.

الوطن ملك الجميع.. والذين كانوا يشكون الإقصاء لم يعتبروا، إذ أصبحوا يمارسونه.. وأتمنى أن لا تضيق أخلاقهم غداً إذا عُوملوا بذات المعاملة.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

إمبراطورية المصادفة والإدمان الإمبريالي
مازن النجار*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)