إقبال علي عبدالله -
< لا أتذكر متى سمعت المثل الذي يقول: «أسمع كلامك أصدقك، أشوف عمايلك استغرب».. حقيقة اعترف انني الى وقت قريب لم أفهم مغزى هذا المثل.. غير أنني اليوم وتحديداً منذ تشكيل حكومة «الوفاق» التي يرأسها محمد سالم باسندوة وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي ألزمت الموقعين عليها من مختلف القوى السياسية على تشكيل حكومة متقاسمة المقاعد بين المؤتمر الشعبي العام حزب الاغلبية في اليمن وبين أحزاب اللقاء المشترك المعارض الذي افتعل في بداية العام 2011م أزمة سياسية حاول من خلالها وبدعم خارجي مكشوف الانقلاب على الشرعية الدستورية والاستيلاء على السلطة دون انتخابات..
ارجع وأقول إن المثل المشار اليه أعلاه تعلمت جيداً معانيه وفهمت القصد منه منذ تشكيل هذه الحكومة أواخر عام 2011م وهي حتى اليوم مازالت كسيحة في سيرها وتسيّر أعمالها وفق أجندة حزبية يعرفها الجميع أجندة حزب الاصلاح المتشدد الذي يقود أحزاب المشترك بمشاركة مليشياته المسلحة المعروفة «الاخوان المسلمين».
فحكومة باسندوة المعروفة باسم «الوفاق» منذ يومها الأول وتحديداً منذ تقديمها بيانها أمام البرلمان لنيل الثقة والجميع يعرف كيف نالت الثقة!!، وهي تقدم الوعود للشعب بمواجهة التحديات التي زعمت أنها ورثتها من الحكومات السابقة في إشارة الى حكومات المؤتمر الشعبي العام التي جاءت ليس بمبادرة بل بإرادة شعبية استندت هذه الإرادة الى صناديق الاقتراع في انتخابات برلمانية حرة ونزيهة كان المواطنون يعطون فيها صوتهم للمؤتمر الشعبي العام لإدراكهم - بقدرة وإمكانية المؤتمر في قيادة البلاد واخراجها من أزماتها المتعددة التي لا نستطيع نكران ذلك..
لقد كانت أزمات أكبر من الأزمات التي افتعلتها وتواجهها حكومة «الوفاق» اليوم.. خاصة مثلث (الامن والتنمية وتوفير احتياجات المواطنين الضرورية من خدمات ومعيشة آمنة ومستقرة).. هذا المثلث نجده في ظل حكومة «الوفاق» يتسع يوماً بعد يوم.. فالأمن مازال متدهوراً في كل أنحاء الوطن وأصبح المواطن لا ينام ولا يعمل ولا يتنفس الا وهو خائف على حياته وحياة أسرته.. ولعل ما شاهدناه مثلاً في مدينة عدن الساحرة يوم الواحد والعشرين من فبراير المنصرم من مجزرة دموية ارتكبتها مليشيات حزب الاصلاح وجماعات أمنية تابعة لهذا الحزب المتشدد قدمت الى المدينة في ظل حكومة (الوفاق).. مجزرة تؤكد للجميع أن الأمن مازال متدهوراً وسيظل - لا سمح الله - في تدهور مستمر، ناهيك عن السماح لعناصر تنظيم القاعدة الارهابي، -ومعروف من يمول ويدعم هذه العناصر في اليمن وخارج اليمن- السماح لهذا التنظيم بالعمل بكل حرية وقتل جنود وضباط وصف في قواتنا المسلحة والامن وتكون النتيجة «الفاعل مجهول أو تابع لتنظيم القاعدة».. الى جانب المربع الثاني في المثلث المتدهور وهو مربع التنمية التي تسمعنا حكومة الوفاق يومياً انها تعمل جاهدة في البدء بها في الوقت الذي لم نشاهد على أرض الواقع شيئاً يذكرنا بأن هنا تنمية كما كنا نسمع ونشاهد إبان قيادة الزعيم علي عبدالله صالح للبلاد والتي شهدت تنمية واسعة واستراتيجية شملت كل مناحي الحياة، والمربع الثالث والذي لا يقل أهمية عن المربعين السابقين وهو توفير احتياجات ومتطلبات خدمية ومعيشية للمواطنين، وهنا نتحدث دون حرج أن المواطنين في اليمن تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم خاصة وهم يسمعون المليارات التي صرفها وزراء المشترك في حكومة باسندوة وهي كلها من المساعدات والمنح والهبات التي تقدمها الدول الشقيقة والصديقة والصناديق الانمائية العربية والدولية بهدف تحسين مستوى معيشة المواطنين اليمنيين والخروج من النتائج المدمرة الناتجة عن الأزمة السياسية التي شهدتها -ومازالت- بلادنا من بداية العام 2011م.. لدينا الكثير للحديث فيه عن الحقائق التي تؤكد أن الوطن مازال الخطر يسيطر عليه ويهدده بالكارثة.