إقبال علي عبدالله -
< «.. اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون»، هذا الشعار السيئ والبليد هو ما تتبعه حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوة.. في تعاملها مع الشعب وكذلك العالم.. متناسية أن هناك مثلاً معروفاً يقول:«من تغدى بكذبة ما تعشى بها»، أقول هذا وهو أمر ليس بجديد ولا بغريب عن هذه الحكومة التي لم يخترها الشعب وفق شرعية دستورية بل جاءت بها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كحل للأزمة التي افتعلتها أحزاب المشترك. آخر وليس بآخر هذه الكذبات التي تعتقد حكومة الباسندوة التي تقودها جماعة من مشائخ حزب الاصلاح أنها ستجعلها تواصل مشوارها في النهب والغرف من خزينة الدولة المعتمدة على الصدقات والمنح الخارجية بعد أن فشلت في تنمية إيرادات البلاد المنهوبة .. اعتقاد يقيناً انه خاطئ لأن تزايد معاناة الناس جراء تدهور حالتهم المعيشية سينتج قريباً عن ثورة وليست أزمة أشبه بأزمة الشباب المسماة بالربيع العربي المتآكل التي اندلعت في بلادنا عام 1102م .. أقول آخر هذه الكذبات ما جاء في اجتماع لحكومة باسندوة قبل أيام وتحديداً في الثاني من ابريل الجاري عندما أعلنت موافقتها على «إنشاء محطة كهربائية في عدن بطاقة (051) ميجاوات بتكلفة تبلغ (002) مليون دولار، وليس ريالاً، وهي كذبة يعرفها جيداً وزراء المشترك. إنها محاولة لذرّ الرماد على العيون خاصة وأن معاناة المواطنين في عدن سوف تتضاعف في موسم الصيف الذي قرب موعده من جراء انقطاع الكهرباء، وأقصد.. وزراء المشترك الذين يسيطرون على الحكومة هم من أبناء هذا الوطن، ويعرفون جيداً صيف عدن الحار بل القاسي في حرارته.. مما يعني أن المواطنين سيثورون وينتفضون على حكومة الباسندوة.. ولهذا فكرت في هذه الكذبة التي تعتمد في مصفوفتها على أن فترة انشاء المحطة المزعومة في عدن محددة بثلاثة أعوام.. أي بعد انتهاء صلاحية فترة حكم هذه الحكومة والمقررة وفقاً للمبادرة الخليجية بنحو عامين.. بعدها تطحن عدن نفسها وتشكو للحكومة الجديدة التي ستأتي بها الانتخابات البرلمانية.. «من يضحك على منْ».. هذا هو رد كل من استمع لنتائج اجتماع حكومة الباسندوة مطلع الشهر الجاري.. والمضحك في الأمر أن إعلان هذا الخبر الوفاقي صاحبه انقطاع الكهرباء، وهو انقطاع يومي في عدن ولمدة ساعتين ولفترتين.. الحكومة نفسها كانت قد أعلنت قبل عدة أسابيع أنها ألغت عقد شراء الطاقة لكهرباء عدن ثم تراجعت وقالت: إن ذلك ناتج عن توصية من اللجنة العليا للمناقصات، واليوم تعود الى المغالطة من جديد وتوعد بشراء الطاقة بعد موافقة لجنة المناقصات والمزايدات العليا، أليس هذا كذب على المواطنين المساكين الذين يعيشون اليوم في مشاهدة المسلسل الكوميدي اليومي «الحوار الوطني الشامل». اختصر في القول بأن المواطنين في عدن وعموم محافظات الوطن بدأوا يصرخون من سياسة حكومة الوفاق وزيادة في تفشي الفساد ومعاناة توفير الخدمات الضرورية واتساع رقعة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.. كل ذلك وغيره كثير هو حصيلة حكومة ابتليَ بها الشعب والوطن منذ نحو عام ونصف.. واليوم أليس الأهم أمام الحوار الوطني الوقوف أمام أداء هذه الحكومة.