كلمةالميثاق -
الأوضاع الكارثية في خطورتها والتي أوصل إليها حكم الإخوان لبلد عربي كمصر في تاريخها الحضاري العظيم وبشعبها الذي كان ولايزال مثالاً للمحبة والتسامح والولاء لوطنه والشعور العالي بالانتماء لأمته العربية والإسلامية.. باستراتيجية جغرافيتها التي تتوسط قارات العالم القديم والحديث.. خلافاً لدورها السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي والفكري في ماضي وحاضر ومستقبل الأمة هو الذي يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا في المؤتمر الشعبي العام وكافة اليمنيين ونحن نشاهد ما يجري في شوارع ومدن أرض الكنانة، بعد أن أوصلت سياسة التطرف والعنف والإقصاء والتعصب الأعمى لجماعة «الاخوان» التي لم ولن تكون بديلةً لشعب مصر بتنوعه الديني الإسلامي المسيحي، وبمدنيته التي تعود إلى آلاف السنين إلى حالة من الانقسام الذي ينذر بفتنة لن تذهب بهذا البلد الشقيق والكبير في تأثيره إلى الفوضى بل ستجر معها المنطقة كلها..
إن الذين أرادوا اختزال شعب مصر سياسياً في أنفسهم ونهجهم المتخلف الفئوي الطائفي والمذهبي عليهم أن يعودوا إلى جادة الصواب ويدركوا أنهم يقفون أمام شعب مصر ولن يسمح لهم بأن تتحول إلى إمارة طالبانية.. وعليهم أن يفرقوا بين إدارة جمعية خيرية وقيادة شعب عمره الحضاري سبعة آلاف عام، وهذا يعزز التفاؤل بأن مصر والمصريين قادرون على تجاوز المحنة التي وضعتهم فيها سياسات جماعة «الإخوان»، دون أن يبدد الخشية من انزلاق مصر في متاهات الفوضى والصراع المنذر بمخاطر الحرب الأهلية التي مؤشراتها تجلت في ذلك الخطاب التحريضي العدائي تجاه من يخالف تلك الجماعة وطموحاتها غير المشروعة في الهيمنة والتفرد بالسلطة غير مبالية بما نجم عن ذلك من متواليات فشل على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني الذي يتضح في ذلك التراجع غير المسبوق لأوضاع المصريين الحياتية والمعيشية، وكذا غياب الأمن والاستقرار وصولاً إلى تهديد السلم الأهلي والوئام الاجتماعي.
للأسف لقد نجح «الاخوان» في تقسيم المصريين إلى معسكرين وإلى شارعين موصلين مصر إلى أضعف حالاتها وهو ما عبرت عنه سياستها الخارجية أفريقياً وعربياً وأسيوياً وعالمياً، ومن هنا لابد لمصر بعد ثورة شعبها التي انطلقت أمس ان تسقط الكهنة الجدد وتستعيد دورها ومكانتها لتكون كما كانت دوماً قلب الأمة النابض.. دولة محورية ومفصلية محددة لاتجاهات المنطقة والعرب والمسلمين، إذا ضعفت ضعف الجميع وإن قويت قوى الجميع، وإن استقرت، استقرت دول المنطقة، وإن ذهبت إلى الفوضى فإن الفوضى ستعم الجميع، وهذا ما نخشاه ونتمنى في هذه الفترة والظروف التي نعيشها في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تحيط فيها الأخطار بأمتنا من كل الاتجاهات أن تستعيد مصر عافيتها واستقرارها فهي أم الدنيا، ويجب أن تبقى كذلك؟!