د.علي العثربي -
< لقد برهن المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه في 1982/8/24م وحتى اليوم بأنه إرادة شعبية تلبي آمال وتطلعات الناس كافة، وبات الكافة يدركون أن هذا التنظيم الذي وُلد من الإرادة الشعبية وانطلق من تراث وتراب الوطن بات الأكثر قبولاً في الساحة الوطنية والأعظم تفاعلاً مع قضايا الوطن المصيرية، والأكثر تمسكاً بالسيادة الوطنية خصوصاً بعد أن كشفت الأزمة السياسية الراهنة سوءة القوى السياسية التي كانت تطلق المزايدات والاتهامات التي كادت أن تحدث أثراً خطيراً وشرخاً كبيراً في ساحة الوطن لولا قدرة المؤتمر الشعبي العام على تفنيد تلك المزايدات والاتهامات الكيدية بأسلوب عملي برهن على بطلان كل ما كانت تزايده القوى التي لا تجيد غير الإثارة والإثارة وحدها.
لقد تعرض المؤتمر الشعبي العام وكل قياداته الوطنية الى حملة عدوانية بالغة الخطورة في قضية حنيش، وشنت بعض القوى السياسية حملة مسعورة استمدمت فيها كل الوسائل وألصقت التهم، وبثت الشائعات، وجعلت من نفسها الطاهر النقي الحريص على السيادة الوطنية، ولم تستطع تلك الحملة المنظمة أن تؤثر إلا في العناصر التي تربت على أيدي دعاة الفتنة والإثارة والبسطاء من الناس الذين لم يكن لديهم اهتمام بالشأن العام بقدر اهتمامهم بمصادر أرزاقهم، ومع كل تلك الحملة المسعورة الا أن المؤتمر الشعبي العام لم ينجر خلف الاتهامات الكارثية وفواجع الفتنة الكبرى التي روجت لها القوى السياسية التي أتقنت وتفننت في إثارة الفتنة، وإنما صبر صبراً عظيماً ووعد الشعب بأن يقدم البيان العملي لرفض تلك الافتراءات العدوانية وعمل الشرفاء والنبلاء ليلاً ونهاراً بصمت من أجل تقديم البيان العملي على قوة حرص المؤتمر على السيادة الوطنية على كل شبرٍ من الأرض اليمنية، وكان له ما أراد من خلال إثبات السيادة المطلقة على كامل ارخبيل حنيش في البحر الأحمر بقوة الحجة التي استطاع أحرار اليمن أن يقدموها للجنة التحكيم الدولية التي حكمت بالإجماع بأحقية السيادة اليمنية المطلقة على كامل الارخبيل.
لقد كان لهذا البيان العملي الذي قدمه المؤتمر الشعبي العام الأثر الأكبر في أوساط الجماهير، لأنه أبطل الكيد وفند الإدعاء وكان عند مستوى المسؤولية الوطنية، بل أن ذلك البرهان العملي قد كشف بشاعة الزور والبهتان الذي أظهرته عناصر قوى الفتنة التي أرادوا إشعالها في تلك الفترة وعرت تماماً نواياهم بقوة الحجة والبرهان بهدوءٍ غير مسبوق.
إن ما قدمه المؤتمر الشعبي العام خلال المرحلة الماضية من الحياة السياسية من البراهين العملية التي تصدت لدعاوى الفجور والزور لم تكن منحصرة في قضية واحدة بل العديد من القضايا الوطنية التي أثيرت خلال تلك الفترة وكانت قوة كل برهان جديد بمثابة الصاعقة التي تنزل على القوى الكيدية، ورغم ذلك ظلت عناصر تلك القوى تمارس هوايتها في الدس على المؤتمر وتلفيق الاتهامات وتظفي على نفسها هالة من القداسة والطهارة والنقاء ما لم يتصف به بشر، وجاءت الفوضى العارمة فوجدت تلك القوى فيها ضالتها لممارسة المزيد من الزيف وانخدع بها ضعفاء النفوس والمتمردون على المبادئ، ورغم كل ذلك الا أن الأزمة السياسية منذ 2011م وحتى اليوم قد عرت تماماً كل تلك الإدعاءات وجعلت الشعب يدرك من جديد أن المؤتمر الشعبي العام إرادة شعبية تستمد قوتها من الإرادة الإلهية، وأنه صمام أمان لمستقبل أجيال اليمن بإذن الله.