إقبال علي عبدالله -
< أيام قلائل ويهل علينا شهر الخير والبركات والرحمة.. شهر رمضان أعاده الله علينا جميعاً باليُمن والخير والبركات والرحمة في القلوب.. يبدو أن حكومتنا برئاسة باسندوة -التي بُلينا بها ونسأل الله العلي القدير أن يخلصنا منها وندعو أن ينزل الرحمة في قلوب وزرائها الذين يعبثون بمصائر البلاد والعباد- لا تدرك وهي تعلم علم اليقين أن في هذا الشهر الكريم المبارك تسعى الحكومات حتى غير المسلمة الى بذل كل جهودها ليكون الشعب في مأمن من ظلم الوزراء خاصة من بيدهم مصائر الناس وخدماتهم.. نعم يبدو بل كما هو تبيّن وملموس أن بعض وزرائنا في حكومة باسندوة -وأعني وزراء المشترك الذين يتقاسمون مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه حقائب الوزارات وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة- أنهم أعدوا خططهم لتعذيب الشعب في هذا الشهر الكريم.. فوزراء الكهرباء والمالية والتنمية والتموين الغائبة وفي مقدمتهم رئيس الحكومة باسندوة كانوا ينتظرون قدوم هذا الشهر ليزيدوا من جرعات عذاب الناس.
غالبية المواطنين وليس فقط في المحافظات الجنوبية والشرقية خاصة المحافظات الساحلية تحولت بسبب وسياسة حكومة الوفاق الى محافظات «الموتورات» فلا تسمع في مدنها وقراها بل عواصمها غير صوت «الموتورات» التي أصبحت ضرورة لكل بيت ومتجر ومستوصف وحتى المدارس وخصوصاً في أيام الامتحانات.. فالمحافظات الساحلية -وكما تدرك الحكومة- شديدة الحرارة في هذه الأشهر من كل العام.. والكهرباء التي كانت من أهم منجزات الزعيم علي عبدالله صالح صارت اليوم في ظل حكومة باسندوة ليس لخدمة الشعب بل لتعذبيه وملء جيوب السماسرة الذين ابتلي بهم الوطن وهم من بعض مشائخ الاصلاح الذين يدَّعون الاسلام والاسلام منهم براء.. فقد ملأ هؤلاء المشائخ الذين لا يخافون الله البلاد بالآلاف من الموتورات لبيعها في هذه المحافظات الساحلية تحت نظر وسمع حكومة باسندوة، وهذا دليل على أن هؤلاء المشائخ وراء الأزمة التي فشلت الحكومة في حلها رغم الوعود الكاذبة في ذلك.
الحقيقة وكما أشرنا في المقال السابق أن معاناتنا تتفاقم يوماً بعد يوم منذ أن جاءت حكومة الوفاق قبل عامين.. وكنا ننتظر أن الرحمة ستنزل في قلوب الوزراء المبجلين في هذا الشهر الكريم ويوفون بوعودهم بحل أزمة الكهرباء وتحسين مستوى معيشة الشعب وخدماته المتدهورة في الصحة والتعليم وتوفير المواد الاساسية التي لا غنى عنها في شهر رمضان المبارك.. غير أن هذه الوعود صارت كالمسلسل الكوميدي الذي لزاماً على المواطنين مشاهدته كل يوم حتى صارت أحداثه أمراً واقعاً..
إن ما نكتبه -ويبدو أننا سنواصل الكتابة والصراخ- أقل بكثير جداً مما نعانيه كمواطنين حذرنا من تصاعد غضب الشعب ضد حكومة الوفاق التي تعيش منذ ولادتها على معاناة الشعب.. حذرنا ونواصل تحذيرنا من قبل أن يصل الغضب الى ثورة تأكل الأخضر واليابس.. كلامنا ليس قاسياً كما قد يعتقد بعض الوزراء ومشائخ «الاصلاح» ومليشياتهم.. بل كلاماً نابعاً من الواقع الذي هو أقسى من كلماتنا.. فالمعاناة تحرق أجساد الشعب في كل أنحاء الوطن منذ الأزمة السياسية المفتعلة قبل نحو عامين وتحديداً في بداية العام قبل الماضي.. فصار من نتائج هذه الأزمة واغتصاب السلطة ان بلادنا التي كانت تتباهى بالمنجزات الكبيرة والتنمية الشاملة في زمن الزعيم علي عبدالله صالح، صارت اليوم يمناً يتعذب فيها الشعب وتوقفت عجلة التنمية وأصبح المواطن لا يعرف مصيره وماذا يحمل له المستقبل.
اتقي الله يا حكومة الوفاق، فشهر رمضان .. شهر رحمة وليس عذاب.. اتقوا الله في الشعب الذي أُبتلي بكم.. وأكرر.. «احذروا في غضب الشعب»..