كلمةالميثاق -
ناضل اليمنيون طوال عقود من أجل إعادة وحدة وطنهم مقدمين التضحيات الجسام وقوافل الشهداء ليصبح الحلم حقيقة والأماني واقع في ذلك اليوم الأغر 22مايو 1990م والذي فيه أعلن قيام الجمهورية اليمنية، هذا الإنجاز العظيم لم يعجب بعض القوى وبدأت تعمل على وضع العراقيل وافتعال الأزمات أمام الوحدة مستغلة الصعوبات السياسية والاقتصادية والتي كانت في أسبابها عوامل داخلية وخارجية مرتبطة بمتغير الوضع الاقليمي والدولي معطيةً بذلك لمن أرادوا ويريدون اليوم إعادة إنتاج المشروع الانفصالي.. وإزاء ذلك فقد تم تمديد الفترة الانتقالية وبدلاً من أن تنتهي في 1992م بإجراء انتخابات برلمانية بسبب التصعيد الذي عملت أطراف باتت اليوم معروفة على تأجيجها مدخلين اليمن الموحد في أزمة كان يفترض تجاوزها بإجراء الانتخابات البرلمانية عام 93م، لكنها لم تؤدِ إلا الى المزيد من التعقيدات من قبل الساعين الى الانفصال والذين أوصلوا البلاد الى حرب صيف 1994م لتنتهي بانتصار الشعب اليمني لوحدته والذي كان يجب أن يكتمل بإنهاء الأسباب والعوامل التي بقيت تعيد إنتاج المشروع الانفصالي وليس باتجاه العودة الى الدولتين الشطريتين قبل 22مايو 90م بل الى الفرقة والتجزئة والتشظي الذي سينجم عن حروب كارثية مدمرة لليمن وحاضر ومستقبل أجياله.
من كل ما سبق نخلص الى حقيقة أن التسوية السياسية للمبادرة الخليجية وآليتها وقراري مجلس الأمن قد وفرت لنا فرصة تاريخية عبر الحوار الوطني لتجاوز كل هذه التحديات والمخاطر من خلال العمل على إيجاد الحلول والمعالجات للأسباب التي أدت الى حرب 94 والتي مازالت حاضرة في المشهد السياسي الراهن.. وفي هذا السياق فإن رؤية المؤتمر الشعبي العام لحل القضية الجنوبية وبناء الدولة والتي تقوم على إعادة النظر في محتوى ومضمون النظام السياسي وشكل الدولة التي ينبغي أن تكون اتحادية من عدة أقاليم تحدد وفقاً لمعايير وخصائص تحقق الشراكة بالسلطة والثروة والمسؤولية في صنع القرار السياسي على مستوى كل إقليم والوطن كله، وهذا الطرح الذي تضمنته رؤية المؤتمر الشعبي العام نابع من خبرة وتجربة وإدراك عميق لقضايا اليمن ومشاكله والأسباب والعوامل التي أدت اليها وهو بذلك يجسد حرصه الدائم على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ونمائه وتقدمه وازدهاره.
وهذا لا يحققه الا دستور لدولة اتحادية متعددة الاقاليم، وبذلك نكون قد تجاوزنا الاسباب والعوامل التي أنتجت الصراعات والحروب ومخاطر الفرقة والتجزئة والتشظي الذي يهدد اليمن وجوداً وكينونة.. الإنسان والجغرافيا.