فيصل الصوفي -
الذين يسندون جماعة الإخوان المسلمين في مصر اليوم مجموعة قوى محلية وإقليمية ودولية، تأتي في مقدمتها الجماعات الدينية المتطرفة والإرهابية في مصر، وجماعات الإخوان في بلدان عربية، والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأثيوبيا وتركيا.
الجماعات الدينية المتطرفة، التي ليس من بينها حزب النور، وكذلك الجماعات الإرهابية انتعشت ونظمت نفسها في عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين، وهي تقاتل إلى جانب الجماعة اليوم، لسببين الأول ديني والثاني سياسي لأن حكم الإخوان ساعدها على تحقيق مكاسب كثيرة. ومن الطبيعي أن تعضد جماعات الإخوان العربية الجماعة الأم في مصر بوسائل مختلفة في مقدمتها الفتاوى الدينية بوجوب عودة حكم الإخوان، إلى جانب الدعم السياسي والإعلامي وترويج أكاذيب مفضوحة حول مكاسب حققتها مصر في عهد مرسي.
الإدارة الأمريكية التي كانت تنتقد حكم الإخوان وأدائه السيئ في مجالات الاقتصاد وحقوق الإنسان والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، غيرت موقفها بعد سقوط حكم الإخوان، وانتقدت خلع مرسي، ورغم أنها لم تطالب بإعادته إلى الرئاسة إلا أنها تؤيد الأعمال التي تقوم بها الجماعة في سبيل إعادته إلى السلطة. أما إسرائيل وأثيوبيا فقد كان موقفهما واضحين، فإسرائيل التي بادر الرئيس مرسي منذ أيامه الأولى بتعزيز الصداقة معها، واعترفت جماعته بالاتفاقيات التي كانت ترفضها قبل تولي السلطة، فقدت حليفا مخلصا، كما مكن حكم الإخوان إسرائيل من التصرف بحرية عند الحدود المصرية، إلى جانب أن حكم الإخوان كبح جماح حركة حماس في غزة، وهي خدمة لم تحصل عليها إسرائيل من قبل. وكذلك يفسر موقف أثيوبيا فهي الأخرى فقدت حليفا، ولذلك تحركت لتعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي الذي يقع مقره في أديس أبابا.. إن أثيوبيا التي تملكت الإرادة لبناء سد النهضة في ظل تخاذل حكم الإخوان، قد لاحظت الموقف المتشدد للمعارضة المصرية في رفض بناء سد النهضة، وبذلك يصبح موقفها المؤيد للإخوان مفهوما، لأن وصول هذه المعارضة إلى السلطة سيغير الموقف المصري من بناء سد النهضة.
مع كل ذلك لا نعتقد أن هذا التأييد سيعيد مرسي وجماعته إلى السلطة، كما أن العنف الذي تمارسه الجماعة وحلفاؤها ضد الجميع في الشارع المصري يباعد بينها وبين السلطة. إن جماعة الإخوان تعمل الآن في ظل غياب كثير من مصادر القوة، فقد كان الحكام العرب في السابق مصدر قوة لها في مواجهة الشعب، والولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانبها ضد الشعب، وقد تغير الموقف الآن فالجماعة فقدت دعم الحكام وفقدت الشعب أيضا، والولايات المتحدة لن تكافح في سبيل الإخوان بل في سبيل ضمان مصالحها.