موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح - تحذير من تكاثر اسراب الجراد في اليمن - وقفة احتجاجية في كندا تضامناً مع اليمن وغزة - قطر تدرس إغلاق مكتب حماس في الدوحة - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34654 - القوات اليمنية تدشن المرحلة الرابعة ضد الاحتلال الصهيوني -
مقالات
الثلاثاء, 16-يوليو-2013
الميثاق نت -    محمد علي عناش -
< في 25 يناير كسر الشعب المصري حاجز الخوف فخرج الى الشارع السياسي مستأنساً به في ممارسة فعل التغيير لكن بعاطفة ثورية مليئة بالتناقضات والانحرافات التي أثمرت نتائج مخيبة للآمال، لكنه في 30 يونيو 2013م صنع أعظم ثورة شعبية في التاريخ بعد أن تخلص من الشوائب والتناقضات التي رافقت مشواره الثوري في 25 يناير 2011م، وبعد أن حول الفعل الثوري من مجرد عاطفة الى فعل سياسي وشعبي واعٍ منظم على مستوى الفكرة والهدف والأدوات الثورية.
الحقيقة لم يكن ليحدث هذا الحدث المصري الكبير لولا أن المعادلة الثورية تغيرت عما كانت عليه جعلت الشعب المصري بما يشبه اليقضة الجماعية ينزل الى الشوارع بكل ثقله الاجتماعي والسياسي والنخبوي، كي يسقط الرئيس محمد مرسي ويصنع حدثاً كبيراً يتمثل في اسقاط الاخوان في معقلهم مصر، الامر الذي كان له وقع كبير ومؤثر على تيار جماعة الاخوان المسلمين في كل البلدان العربية، لأنه لم يكن حدثاً عادياً بل صدمة وانتكاسة كبيرة لهم ولمشروعهم الأممي.
معلوم أن تنظيم الاخوان المسلمين هو تنظيم أممي يقوم على هدف مركزي وهو إقامة دولة الخلافة الاسلامية على غرار أنموذجها المصغر في افغانستان «دولة طالبان» ولتحقيق هذا الهدف هناك اباحات وتجويزات كثيرة في سلوكهم ومناهجهم، وهي التي نطلق عليها بالانتهازية والنفعية السياسية والاقتصادية.
تعتبر مصر هي المركز الرئيسي لهذا التنظيم الدولي ومستوطنه في مصر شعبياً وسياسياً بانتفاضة شعبية مدوية، مسألة خطيرة بالنسبة لهم وموجعة في نفس الوقت، لأنها اقتربت من الإطاحة بأحلامهم وتأسيساتهم لمدة قرن من الزمان.. كانت الشرارة الأولى انطلقت عقب حادثة اغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد والتي آذنت باندلاع ثورة شعبية عارمة ضد حزب جبهة النهضة الاخواني كانت ستطيح به لولا أن حزب النهضة تدارك الامر سريعاً بتصحيح الكثير من أخطائه وتقديم الكثير من التنازلات الى درجة التنازل عن مقاعده في الحكومة بما فيها رئاسة الحكومة.
الشرارة الثانية انطلقت من تركيا أوائل يونيو الماضي بثورة شعبية عارمة ضد نظام اردوغان تصدرتها النقابات والاتحادات والاحزاب اليسارية والليبرالية الرافضة لسياسة اردوغان وتدخلاته السافرة والمقيتة في أحداث المنطقة العربية وبالذات في سوريا واليمن، والرافضة للعثمانية الجديدة التي يؤسس لها اردوغان بطربوش عثماني وعباءة اخوانية، حيث أدركت هذه الاحزاب حجم الانحرافات الخطيرة التي يحدثها اردوغان في تقاليد ومبادئ تركيا الحديثة التي أرسى أسسها أتاتورك قبل أكثر من مائة عام، والمتعلقة بالحرية والديمقراطية وحرية الفرد والهوية العلمانية لنظام الحكم، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، مع العلم أن يقظة الاحزاب التركية التي استشعرت خطورة هذه الانحرافات الاردوغانية جاءت بعد أيام قليلة من اجتماع الملتقى العالمي للاخوان المسلمين الذي عقد في تركيا برئاسة اردوغان.
الشرارة الثالثة وهي الأقوى والأكثر زخماً وتعبيراً، كانت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013م، ما يميز ثورة يونيو في مصر، عن ما يحدث في تركيا، في أنها لم تكن ثورة أحزاب، وإنما ثورة شعب، خرج عن بكرة أبيه لا ليسقط مرسي فقط، وإنما ليسقط مشروع الاخوان في مصر والى الأبد.
ما الذي حصل؟

كما أسلفنا أن المنطقة العربية تشهد يقظة سياسية وثقافية تجاه الاخوان وأن هناك اصطفافات جديدة وتحولات المزاج السياسي العربي، لم تكن عفوية وإنما إفراز جديد ناتج عن الشعور بالخيبة والشعور بفداحة الثمن لا لشيء وإنما لإنتاج أنظمة أكثر استبداداً وأكثر تخلفاً وتطرفاً.
ظل الاخوان المسلمون طوال ثلاث سنوات من الاحداث يتصدرون المشهد الثوري العربي بكل ما فيه من عبثية وفوضى ومأساوية، وفي كل الحالات كان الهدف المركزي للتنظيم هو الوصول الى السلطة وان اختلفت الادوات والطريقة، غير أن النتائج المؤسفة والتي لم تلبِ تطلعات الشعوب العربية في التغيير، جعلت المواطن العربي يراجع نفسه ويستوعب أكثر حقيقة الاخوان وحقيقة مشروعهم وتحالفاتهم المشبوهة سواء مع أمريكا واسرائيل أو مع القوى والجماعات الارهابية المنضوية تحت تنظيم القاعدة، كارتباطهم بالجماعات الارهابية في سوريا ودعمهم لها تحت غطاء الثورة.
عام واحد كان كافياً كي يسقط مشروع الاخوان في مصر لفشلهم الذريع في إدارة شؤون البلاد، وللممارسة التعسفية والاقصائية بحق الآخرين والسعي الحثيث لأخونة الدولة وإثارة الكثير من النعرات الدينية والطائفية في المجتمع المصري، فجاء الرد الشعبي قوياً وموجعاً ليطيح بأحلامهم ومشروعهم في 30 يونيو.
من هنا فإن ما حدث في مصر قد يجعلنا نشهد موجات عنف كثيرة في أكثر من منطقة تقوم بها جماعات ارهابية متفرعة من الاخوان، كما أنه من المؤكد أن الاخوان سيرتبون لعمليات انقلابية في اليمن وبعض دول الخليج وذلك استباقاً لحدوث أي موجات غضب شعبية مماثلة في ظل تنامي موجة الكرة والرفض للاخوان في المنطقة العربية.
اليمن المرشحة الأولى لحدوث انقلاب عسكري ينفذه الاخوان، فهم لن ينتظروا حتى تظهر حركة تمرد يمنية أو ينتظرون لموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والذين باتوا يشعرون أنهم سيخسرون فيها لا محالة.
يدرك الاخوان أن مركزهم ووجودهم مهدد بالانهيار والسقوط في أكثر من منطقة وخاصة في تركيا وبعض دول المغرب العربي، بعد سقوطهم المدوي في المعقل الرئيسي لهم مصر.. لذا سيتجهون الى مناطق أخرى كاليمن ودول الخليج للمحافظة على وجودهم وقوتهم، لكن من خلال تبني خيار الانقلابات وممارسة العنف والارهاب.
واليمن كما ذكر هي المرشحة الأولى لتنفيذ هذا الأمر لأسباب كثيرة ومتعددة، ولتوافر عدة عوامل للقيام بذلك، وللأهمية الجغرافية التي تتمتع به اليمن، لتغدوا السعودية هي الهدف الثاني الأسهل والأهم بعد اليمن، لتنامي تيار الاخوان وبشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في السعودية حتى داخل الأسرة الحاكمة، ولما تمثله السعودية من قوة اقتصادية هائلة ومن مكانة روحية عميقة لدى العرب، الأمر الذي سيمكن جماعة الاخوان بشكل سريع من اعادة ترتيب وضعها ووجودها من جديد في المنطقة العربية ومن موقع قوة، وكنا نسمع بداية أحداث الربيع العربي أن أمير قطر حمد بن جاسم يحضر لانقلاب داخل المملكة وعبر أطراف من الأسرة الحاكمة، والخطة المرسومة مازالت قائمة وحان تنفيذها وبدعم لوجستي أمريكي كبير فأمريكا بات يرعبها التحولات الخطيرة التي تحدث في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي

ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)