موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
تحقيقات
الإثنين, 25-يونيو-2007
‬الميثاق‮ نت - ‬نبيل‮ ‬عبدالرب -
منتصف هذا الشهر تناقلت وسائل الاعلام خبر اعلان عبدالملك الحوثي وقف التمرد، ليتبعه نبأ آخر عن مغادرته وعبدالله عيظة الرزامي ويحيى الحوثي الى دولة قطر، وفقاً لشروط مجلس الدفاع الوطني بجلسته المنعقدة في 13 فبراير الماضي المؤكدة على وقف العمليات العسكرية والتزام الحوثي ومن معه بالدستور والنظام الجمهوري والقوانين النافذة، وانهاء حالة التمرد، وعودة الحياة الى طبيعتها وتسليم المتمردين للاسلحة المتوسطة مع ذخائرها للدولة واحترام حرية الرأي بما في ذلك الحق في انشاء حزب سياسي ووقف الحملات الاعلامية ومعالجة آثار الحرب‮ ‬في‮ ‬صعدة،‮ ‬ومغادرة‮ ‬قياديي‮ ‬التمرد‮ ‬الثلاثة‮ ‬الى‮ ‬قطر‮ ‬دون‮ ‬ممارسة‮ ‬أي‮ ‬نشاط‮ ‬سياسي‮ ‬او‮ ‬اعلامي‮ ‬معاد‮ ‬لليمن‮.‬


على‮ ‬ضوء‮ ‬ذلك‮ ‬تشكلت‮ ‬لجنة‮ ‬برئاسة‮ ‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬مجلس‮ ‬الشورى‮ ‬محسن‮ ‬العلفي‮ ‬وعضوية‮ ‬من‮ ‬رؤساء‮ ‬الكتل‮ ‬النيابية‮ ‬والشوروية‮ ‬في‮ ‬مجلسي‮ ‬النواب‮ ‬والشورى‮ ‬للاشراف‮ ‬على‮ ‬تنفيذ‮ ‬تلك‮ ‬الشروط‮ ‬خلال‮ ‬ايام‮ ‬محدودة‮.‬
ومع‮ ‬وصول‮ ‬اللجنة‮ ‬الى‮ ‬صعدة،‮ ‬اكد‮ ‬الناطق‮ ‬باسمها‮ ‬الشيخ‮ ‬ياسر‮ ‬العواضي‮ ‬وقف‮ ‬اطلاق‮ ‬النار‮ ‬صباح‮ ‬الاربعاء‮ ‬الماضي‮.‬
وبذلك يكون اليمن قد اسدل الستار على تمرد اتخذ طابعاً ذا نفحة ايديولوجية مذهبية مسنودة بمصالح اقليمية ودولية كانت اجندتها الخاصة في اعادة هندسة مجتمعات المنطقة في الجزيرة العربية تحديداً بخلق فرز جديد يقوم على التقسيم الطائفي خصوصاً عقب نشوء ظروف مواتية ناجمة‮ ‬عن‮ ‬فراغ‮ ‬قومي‮ ‬عروبي‮ ‬تركه‮ ‬الاحتلال‮ ‬الامريكي‮ ‬للعراق‮.‬
الشباب‮ ‬المؤمن
حالة الحراك السياسي والثقافي المرافقة لقيام الوحدة اليمنية عام 1990م ودعم الدولة في هذا الجانب جعل مجموعة من ابناء المذهب الزيدي في محافظة صعدة الزيدية- وهم محمد سالم عزان، محمد بدرالدين الحوثي، عبدالكريم جدبان، علي احمد الرازحي، صالح احمد حيرة، واحمد محمد الهادي- جعلهم يعبرون عن قلقهم حيال نشاط التيار الوهابي وتواجد اكبر مركز لهم بقيادة مقبل الوادعي في محافظتهم- بإنشاء حركة طابعها ثقافي ديني اطلق عليها »منتدى الشباب المؤمن« الذي بدأ فعالياته عام 1990م باقامة اول دورة في مدينة ضحيان ثاني اكبر مدينة بعد عاصمة‮ ‬المحافظة‮ ‬صعدة‮.‬
بعد‮ ‬ذلك‮ ‬توسع‮ ‬نشاط‮ ‬المنتدى‮ ‬ليشمل‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬مناطق‮ ‬المحافظة‮ ‬ووصل‮ ‬صنعاء‮ ‬وبحسب‮ ‬عزان‮ ‬في‮ ‬مقابلة‮ ‬صحفية‮ ‬سنة‮ ‬1998م‮ ‬بإنشاء‮ ‬مركز‮ ‬فيها،‮ ‬ثم‮ ‬الى‮ ‬محافظات‮ ‬اخرى‮.‬
وفي‮ ‬فعالياته‮ ‬تبنى‮ »‬الشباب‮ ‬المؤمن‮« ‬دورات‮ ‬للدارسين‮ ‬سرعان‮ ‬ماتطورت‮ ‬الى‮ ‬مراكز‮ ‬صيفية‮ ‬يتم‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬استقطاب‮ ‬المئات‮ ‬من‮ ‬التلاميذ‮ ‬التابعين‮ ‬للمذهب‮ ‬الزيدي‮.‬
ويقول‮ ‬عزان،‮ ‬ان‮ ‬حسين‮ ‬الحوثي‮ ‬فرض‮ ‬نفسه‮ ‬على‮ ‬المنتدى‮ ‬منذ‮ ‬عودته‮ ‬من‮ ‬السودان‮ ‬مع‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬المؤيدين‮ ‬في‮ ‬مقدمتهم‮ ‬محسن‮ ‬صالح‮ ‬الحمزي،‮ ‬محمد‮ ‬احمد‮ ‬الحاكم،‮ ‬عبدالله‮ ‬حسين‮ ‬المؤيد،‮ ‬عبدالرحيم‮ ‬الحمران‮.‬
وكواجهة سياسية كانت مجموعة من قيادة الشباب منضوية في حزب الحق الذي كان بدرالدين الحوثي يشغل نائب الرئيس فيه، لكن صراعات بين الحوثي وقيادات اخرى في الحزب ادت الى انفصاله مع ولده حسين ومؤيدين لهما عن »الحق« سنة 1996م.. وعلى اثر ذلك برز نشاط حسين في اطار الشباب المؤمن المدعوم روحياً من والده، حتى ظهرت انحرافات في النهج الفكري للشباب عارضها كثير من كبار علماء الزيدية في صعدة وغيرها على رأسهم المرجعية الزيدية مجد الدين المؤيدي الذي اصدر مع علماء غيره بياناً حذروا فيه أتباع المذهب الزيدي من مؤلفات وافكار بعض اعضاء‮ ‬منتدى‮ ‬الشباب‮.‬
تطورت‮ ‬الخلافات‮ ‬داخل‮ ‬المنتدى‮ ‬ذاته‮ ‬ليتمكن‮ ‬حسين‮ ‬الحوثي‮ ‬من‮ ‬ازاحة‮ ‬قيادات‮ ‬مؤسسة‮ ‬والسيطرة‮ ‬على‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬شباب‮ ‬المنتدى‮ ‬تحولوا‮ ‬فيما‮ ‬بعد‮ ‬الى‮ ‬وقود‮ ‬حركة‮ ‬التمرد‮ ‬الحوثية‮.‬
الحوثية
سافر‮ ‬حسين‮ ‬الحوثي‮ ‬مع‮ ‬والده‮ ‬الى‮ ‬العاصمة‮ ‬الدينية‮ ‬للصفوية‮ ‬الاثنى‮ ‬عشرية‮ ‬مدينة‮ »‬قم‮« ‬الايرانية‮ ‬مقيماً‮ ‬فيها‮ ‬عدة‮ ‬اشهر،‮ ‬كما‮ ‬قام‮ ‬بزيارة‮ ‬للاطلاع‮ ‬على‮ ‬تجربة‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬لبنان‮.‬
وقد‮ ‬بدا‮ ‬واضحاً‮ ‬تأثر‮ ‬حسين‮ ‬بتجربتي‮ ‬الثورة‮ ‬الخمينية‮ ‬وحزب‮ ‬الله‮ ‬كما‮ ‬كان‮ ‬يردد‮ ‬هو‮ ‬ذاته‮ ‬عبارات‮ ‬الاعجاب‮ ‬بهما‮..‬
ولم يكن مستغرباً استجلاب الحوثي لمعتقدات دينية وسياسية اثنا عشرية الى حركته على اساس تلاقي الاثنا عشرية في رؤى مع الفرقة الجاروية الزيدية التي يمثل والده بدرالدين الحوثي مرجعيتها في اليمن وصاحب الفضل في استغلال الاستفزاز الوهابي لإنعاشها مجدداً على حساب الهادوية الزيدية وغيرها من فرق هذا المذهب المعتدل.. اضافة الى قدوم مجموعة من من العراقيين الاثنا عشريين الى اليمن بغرض الدراسة في المراكز الحوثية واستطاعوا مع حسين منذ العام 1997م ان يحدثوا تحولاً في الافكار الحوثية نحو المذهب الاثنى عشري الجعفري..
ولم يكتف هؤلاء العراقيون بالعمل في الوسط الحوثي انما انتقلوا الى انشاء حسينيتين »الثقلين، والكوثر« الناشطتين عبر المكتبات والتسجيلات بالترويج للمعتقدات الصفوية الجعفرية.. ومن بينها نظرية »ولاية الفقيه« الخمينية التي كان من ضمن التهم الموجبة لسحب الثقة من النائب‮ ‬يحيى‮ ‬الحوثي‮ ‬نظراً‮ ‬لاصطدامها‮ ‬مع‮ ‬الثوابت‮ ‬الدستورية‮ ‬والنظام‮ ‬السياسي‮ ‬اليمني‮ ‬برمته‮.‬
اضافة لذلك تبلورت أطروحات حسين الحوثي الفكرية والسياسية المستخلصة من محاضراته لأتباعه في الدعوة الى الإمامة واقتصارها في احفاد الحسن والحسين (البطنين) والترويج لفكرة الخروج وجهاد الباطل، والتحريض على لجم (السنة) والتبرؤ من الخلفاء الراشدين ابوبكر وعمر وعثمان‮ ‬رضي‮ ‬الله‮ ‬عنهم،‮ ‬واتهام‮ ‬المذهب‮ ‬الزيدي‮ ‬بعدم‮ ‬ولائه‮ ‬لأهل‮ ‬البيت‮ ‬وتفضيل‮ ‬الاسماعيلية‮ ‬والجعفرية‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الجانب‮ ‬وتمجيد‮ ‬الثورة‮ ‬الخمينية‮ ‬وحزب‮ ‬الله‮ ‬اللبناني‮.‬
إرهاصات
(الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود والنصارى، النصر للاسلام) هتاف ردده انصار الحوثي- نقلاً عن الخمينية وحزب الله- في قاعة مدرسة الامام الهادي في مران صعدة في السابع عشر من يناير 2002م وصاحوا به عند اداء رئيس الجمهورية لصلاة الجمعة في جامع الهادي بصعدة لدى توجهه لاحقاً لاداء فريضة الحج.. الرئيس قال في لقاء له مع العلماء بعد اندلاع التمرد في ايامه الاولى عام 2004م ان ترديد الشعار بحد ذاته ليس مشكلة مؤكداً »نحن نتكلم في الامم المتحدة وهو منبر دولي، وأتحدث في الجامعة العربية، وفي منظمة المؤتمر‮ ‬الاسلامي،‮ ‬ومؤتمر‮ ‬عدم‮ ‬الانحياز‮ ‬بصفتي‮ ‬رئيساً‮ ‬لليمن،‮ ‬وممثل‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬سياستها‮ ‬الداخلية‮ ‬والخارجية،‮ ‬وأتحدث‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الأمر‮ ‬واعبر‮ ‬عن‮ ‬وجهة‮ ‬نظر‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬القلب‮ ‬النابض‮ ‬لهذه‮ ‬الامة‮«.‬
واعتبر تقرير مقدم من وزارة الداخلية لمجلس النواب في يوليو 2004م ان الشعارات التي رفعها حسين بدرالدين الحوثي ويدفع الشباب الى ترديدها في المساجد اثناء صلاة الجمعة انما هي ستار لنشاط تخريبي مخالف للدستور والقوانين النافذة.. كما ان تلك الشعارات - كما يضيف التقرير‮- ‬التي‮ ‬رفعها‮ ‬لتغطية‮ ‬أعماله‮ ‬تنشر‮ ‬يومياً‮ ‬في‮ ‬معظم‮ ‬الصحف‮ ‬التي‮ ‬تصدر‮ ‬عن‮ ‬الاحزاب‮ ‬السياسية‮ ‬او‮ ‬الصحف‮ ‬الاخرى‮.‬
وبالتالي فإن التمرد من وجهة النظر الرسمية كان قضية دستورية مظهرها الخروج على الشرعية، ولها بُعدها السياسي من حيث الأثر الديني والمذهبي وتداعيات تطوراته على السلم الاجتماعي ومن حيث التدخل الاقليمي الايراني الليبي الذي بدأت تصريحات من مصادر رسمية تتحدث عنه ابان‮ ‬اندلاع‮ ‬التمرد‮ ‬الاخير‮ ‬قبل‮ ‬اشهر‮.‬
وبمحاولة‮ ‬للبحث‮ ‬عن‮ ‬عوامل‮ ‬وقفت‮ ‬وراء‮ ‬التمرد‮ ‬الحوثي‮ ‬بصفحاته‮ ‬الرئيسية‮ ‬العسكرية‮ ‬الثلاث‮ ‬يمكن‮ ‬العروج‮ ‬على‮ ‬اسباب‮ ‬مرتبطة‮ ‬بطبيعة‮ ‬الافكار‮ ‬والتعبئة‮ ‬الحوثية‮ ‬الى‮ ‬جوار‮ ‬الظروف‮ ‬الخارجية‮ ‬الخادمة‮.‬
التعبئة‮ ‬والتأثير
ان عقيدة »الخروج« وأحقية »البطنين« واغتصاب السلطة.. وكذا نظرية »التواطؤ السلطوي الوهابي« والشعور بخطر التآكل الزيدي، ذهب بالحوثية لاتخاذ منحى ثوري يقوم على مفردات تعبوية مستوردة من الطرائق الصفوية الاثنا عشرية.
فبين عامي 1999م - 2004م نشط تنظيم الشباب المؤمن (الحوثية) من خلال 24 مركزاً بصعدة و12 بمحافظة حجة، و7 في ذمار، و6 في عمران، و5مراكز بالمحويت، ومثلها بأمانة العاصمة، و٤ بمحافظة صنعاء وواحد في كل من إب وتعز، وعبر جمعيات خيرية وتعاونية.. ونهج فيها طابعاً كربلائياً في التعبئة من بينها ان حسين الحوثي كان مع أتباعه يقومون بطقوس التنقية الروحية، وزيارة المقابر والمستشفيات للتهوين من قيمة الحياة وترسيخ حتمية الموت، وان الموت شهيداً خير منه عميلاً ومتخاذلاً، غير إلهاب الحماسة القتالية عن طريق التدريبات وعرض افلام ايرانية كفاجعة كربلاء الموت، عزرائيل كل اربعاء، وتخصيص الخميس لزيارة القبور، وكان الحوثيون يجتمعون ليلة الجمعة في غرف مظلمة ويوقدون الشموع على صوت كاسيت مؤثر يروي قصة مقتل الحسين بن علي.. كما استفاد الحوثي من كتاب وزعه بعنوان »عصر الظهور« لمؤلفه علي الكوراني‮ ‬العاملي‮ ‬يشير‮ ‬فيه‮ ‬الى‮ ‬اندلاع‮ ‬ثورة‮ ‬اسلامية‮ ‬ممهدة‮ ‬لظهور‮ ‬المهدي‮ ‬قائدها‮ ‬يمني‮ ‬اسمه‮ ‬حسن‮ ‬او‮ ‬حسين‮ ‬يخرج‮ ‬من‮ ‬قرية‮ »‬كرعة‮« ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬بني‮ ‬خولان‮ ‬بصعدة‮.‬
رغبات‮ ‬وأطماع
تلك التعبئة مع توافر الاسلحة وشرائها بحجة الخطر الامريكي الاسرائيلي، ساندتها رغبة ليبية في تصفية حسابات مع المملكة العربية السعودية، وظروف خلقها الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003م، وبروز الصفوية الجعفرية الايرانية كقوة ملأت فراغ المنطقة من نظام قومي مقتدر كان يحكم العراق قبل الغزو. مع انفتاح شهيتها عقب اقتناصها نصيب الاسد في النفوذ داخل العراق والسعي لتطويق دول الخليج وفي مقدمتها السعودية - العدو الاول عقائدياً لإيران من الشرق في الخليج والشمال بالعراق وجنوباً باليمن، سوى صناعتها لأوراق ضغط في تلك الدول لكبح‮ ‬تعويق‮ ‬احلامها‮ ‬الفارسية‮ ‬القديمة،‮ ‬والحصول‮ ‬على‮ ‬ميزات‮ ‬لتسوية‮ ‬مصالحها‮ ‬الاقليمية‮ ‬مع‮ ‬القوى‮ ‬الدولية‮ ‬الكبرى‮.‬
وعليه‮ ‬صار‮ ‬بإمكان‮ ‬الحوثية‮ ‬ايجاد‮ ‬منابر‮ ‬سياسية‮ ‬واعلامية‮ ‬اقليمية‮ ‬ترفدها‮ ‬إن‮ ‬بطريق‮ ‬رسمي‮ ‬او‮ ‬عبر‮ ‬حوزاتها‮ ‬وشركاتها‮ ‬بأموال‮ ‬كافية‮ ‬تمد‮ ‬في‮ ‬عمر‮ ‬التمرد‮.‬
التمرد
دارت ثلاث مواجهات رئيسية بين الدولة والمتمردين الحوثيين كانت أولاها في يونيو 2004م وانتهت بمقتل قائد التمرد حسين الحوثي في 10 سبتمبر من نفس العام، واندلع التمرد الثاني في يوليو 2005م بزعامة عبدالملك الحوثي وفي هذه المواجهة انكشف الطابع السياسي الاقليمي بصدور بياني مناصرة من قبل الحوزات الاثنى عشرية في كل من النجف وقم.. وحاول المتمردون عبر ماعرف بــ»خلية صنعاء« بقيادة ابراهيم محمد شرف الدين ادخال العاصمة صنعاء كساحة تشتيت للجهد العسكري الرسمي في صعدة لكن القوات الامنية -اثر تفجيرات بالعاصمة ادت إلى إصابة ضباط وافراد من الامن- استطاعت القبض على اعضاء الخلية وضبط اسلحتهم.. ووضعت هذه المواجهات أوزارها بتوقيع اتفاق في اواخر فبراير من السنة الفائتة مثَّله عن الجانب الرسمي محافظ صعدة السابق يحيى الشامي ومن جانب المتمردين عبدالملك الحوثي.
وقبل أشهر من نجاح الوساطة القطرية في الشهر الجاري قاد عبدالملك وعبدالله الرزامي تمرداً جديداً اعتمدا في جانبه العسكري على حرب العصابات بيد ان الجيش حقق بالتفاف ابناء محافظة صعدة انتصارات وفرت أرضية لنجاح الوساطة القطرية في حقن المزيد من دماء اليمنيين.
مواقف
فيما حصرت الدولة موضوع التمرد في الخروج على الشرعية وتنفيذ اجندة خارجية، حاول الحوثيون اعطاء مواقفهم مسحة مذهبية، استجاب لها على مستوى الداخل حزب الحق المنحل، واتحاد القوى الشعبية، ومنابرهما الاعلامية مع صحيفة »البلاغ« الاهلية، ودعم الاشتراكي التمرد اعلامياً، وسياسياً، وبقي الاصلاح والوحدوي الناصري متذبذبين بين خياراتهما الايديولوجية »السنية، والقومية« وبين وجودهما في مربع المعارضة وان حرصا على اظهار المتمردين كندٍّ للسلطة.. غير انها كأحزاب في كتلة اللقاء المشترك لم تتمكن من تحديد موقف ينسجم مع مشروعية تعامل السلطة مع الحوثيين والمستمدة من تفويض البرلمان للحكومة في حسم الموضوع بالطريقة المناسبة ومواقف شريحة العلماء والقبائل خصوصاً من ابناء محافظة صعدة.. بل ارادوا كتكتل التحول إلى غرفة استخباراتية تعتمد مواقفها على معلومات تفصيلية واكتفت بالتشفي.
وعلى المستوى الخارجي حصل الحوثيون على دعم اعلامي من قناة »العالم« الايرانية »والمنار« التابعة لحزب الله اللبناني، اضافة لقناة »العربية« الى جوار اموال من مؤسسات تابعة لأسرة »حميد الدين« وابرزها مؤسسة الحسني بجدة، ومساعدات مقدمة من جمعيات اثنا عشرية منها مؤسسة‮ ‬انصارين‮ ‬الايرانية،‮ ‬والثقلين‮ ‬الكويتية،‮ ‬ومؤسسات‮ ‬تابعة‮ ‬لحزب‮ ‬الله،‮ ‬اضافة‮ ‬الى‮ ‬المساعدات‮ ‬الممنوحة‮ ‬من‮ ‬السفارة‮ ‬الايرانية‮ ‬بصنعاء‮.‬

المراجع‮ :‬
‮- ‬تم‮ ‬الاعتماد‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المادة‮ ‬على‮:‬
‮- ‬كتاب‮ ‬الزهر‮ ‬والحجر‮ ‬لعادل‮ ‬الاحمدي
‮- ‬كتاب‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬لعبدالله‮ ‬الصنعاني
‮- ‬مواد‮ ‬منشورة‮ ‬في‮ ‬مواقع‮ ‬الكترونية‮ ‬وصحف‮ ‬ورقية‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)