موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 - صنعاء.. استمرار الحشود المليونية الداعمة لغزة - 34356 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - قصف أهداف بفلسطين المحتلة.. صنعاء تستهدف سفينة إسرائيلية - شورى اليمن يدين مجازر الكيان بمستشفى ناصر - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34305 - ثلاث عمليات عسكرية يمنية ضد أهداف عدوانية - تمديد التسجيل على المقاعد المجانية في الجامعات -
مقالات
الإثنين, 24-فبراير-2014
الميثاق نت -  عبدالفتاح علي البنوس -
< أشفق كثيراً على رؤساء تحرير الصحف ورؤساء القنوات الفضائية الرسمية وحتى تلك الوسائل المحسوبة على الاصلاح والقوى المتحالفة معه وهم يحاولون عبر الكتابات واللقاءات والبرامج والتقارير والأخبار والاستطلاعات إظهار أبناء الشعب اليمني على أنهم سعداء بقرار الأقلمة الذي اُتخذ بصورة مزاجية ضاربة بالحوار والوفاق الوطني والمبادرة الخليجية عرض الحائط، وأن السواد الأعظم هللوا وكبّروا دعماً وتأييداً لتقسيم اليمن بعد ما يقرب من 24 سنة على الوحدة المباركة، كذباً وتدليساً وفبركة وخداعاً وتصوير الأوضاع على غير حقيقتها.
ولا غرابة.. فقد دأب الإعلام الرسمي -منذ بسط الاخوان نفوذهم عليه- على ممارسة أساليب قلب الحقائق وتزييف الوعي الجمعي للمواطنين من خلال فرض الرؤى والأفكار التي يؤمن بها وصبغها بالصبغة الوطنية رغم أنها لا تخدم المصلحة الوطنية، البلاد في حالة غليان رفضاً للأقلمة، و«الخُبْرَة» يتسابقون على إظهار خلاف ذلك من أجل مصالح رخيصة وأهداف دنيئة وحقيرة.. الشعب ضد الأقلمة لأنه عشق الوحدة وأضحت بالنسبة له من المكاسب الثمينة التي لا يمكن أن يفرط بها. الشعب انتظر من مؤتمر الحوار الخروج بنتائج إيجابية تنعكس على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية ولم يكن يتوقع أن يقود الى التشظي والانقسام تحت مسمى الأقلمة.
الشعب قبل بالتسوية السياسية التي جاءت عبر المبادرة الخليجية لأنها تحت سقف الوحدة وإذا به يتفاجأ اليوم بمن يريد أن ينسف البيت اليمني ويحيله الى كومة من الخراب.. لم تكن الوحدة هي المذنبة حتى تعاقب بهذه الطريقة، الوحدة لم تنهب أرضاً ولا عقاراً ولا منشأة عامة أو خاصة في الجنوب، الوحدة لم تقصِ وتسرّح الكثير من أبناء الجنوب من وظائفهم، الوحدة لم تحول الجنوب الى غنيمة بفتوى شيخ انتهازي يوظف الدين لخدمة أهداف ومصالح حزبه أو جماعته.. الوحدة كانت وستظل قيمة نبيلة وفضيلة عظيمة ومنجزاً تاريخياً هو الأبرز في تاريخ اليمن.. صحيح حصلت أخطاء في الجنوب وكان المؤمل من مؤتمر الحوار العمل على معالجتها وترميم جسد الوحدة وإنصاف أصحاب الحقوق والقضايا العادلة والمشروعة..
الوحدة كانت وستظل قدر كل اليمنيين في الشمال والجنوب، ولم يكن منطقياً اعتبار الأقلمة وتقسيم الجنوب الى إقليمين والشمال الى أربعة أقاليم هو الحل الأمثل للقضية الجنوبية، بل على العكس هذا الخيار خلق وسيخلق المزيد من المشاكل والفوضى في الجنوب والشمال.. في الجنوب قامت ثورة 14 أكتوبر بتوحيد الجنوب في دولة واحدة.. وإنهاء السلطنات والإمارات والولايات.. وفي الشمال قامت ثورة 26سبتمبر لبناء دولة جمهورية موحدة وشاءت إرادة المولى عز وجل وعزيمة وإصرار الشرفاء من أبناء اليمن بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح أن يستعيد الجسد اليمني عافيته وينهي أبناء اليمن سنوات التشطير بإعلان قيام الوحدة المباركة.. واليوم يأتي من يدّعون الوصاية على اليمن واليمنيين لتقسيم اليمن وتفكيك أوصاله عبر الأقلمة.. وما أدراك ما الأقلمة؟!!
الأقلمة هي انفصال شيطاني تدميري قذر، الأقلمة عبارة عن تقسيم خبيث لليمن الى دويلات متصارعة بناءً على معايير مذهبية ومناطقية ومصالح سياسية وحزبية وإرضاء لقوى داخلية وخارجية، الأقلمة تعني تقسيم الجنوب الى عدة دويلات تسودها الحروب والصراعات والنزاعات التي تلوح نذرها الأولى منذ اللحظة، الأقلمة تعني تمزيق الشمال وتحويله الى بؤرة للصراعات والفتن المذهبية والطائفية والقبلية والحزبية وذلك من خلال استدعاء الماضي بكل مآسيه والعودة الى الثارات وتصفية الحسابات، الأقلمة تعني الإعلان عن انتهاء صلاحية الوحدة اليمنية وإعطاء الأقاليم والولايات الحرية في التبعية لأية دولة شقيقة أو صديقة، الأقلمة تعني القضاء التام على آمال وتطلعات وأحلام أبناء الشعب في بناء الدولة المدنية الحديثة في رحاب اليمن الجديد.
الأقلمة تعني اللعب بالنار وجر البلاد نحو الهاوية والانهيار المدمر، الأقلمة تعني الانتحار السياسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الأقلمة اسقاط للهوية اليمنية وللإرادة والرغبة الشعبية والتعدي على الخطوط الحمراء والثوابت الوطنية، الأقلمة إعلان صريح لفشل مؤتمر الحوار الوطني وتأكيد على انحرافه عن مساره الصحيح، الأقلمة انقلاب على المبادرة الخليجية والتسوية السياسية، الأقلمة مؤامرة ضد الإجماع الوطني الذي تحقق داخل مؤتمر الحوار، الأقلمة هروب من مواجهة الأخطاء وعجز عن معالجتها والوفاء بالوعود والتعهدات التي أطلقت خلال مراسيم نقل السلطة وتداولها بالطرق السلمية، الأقلمة خيانة للملايين التي خرجت في 21 فبراير لترسم ملامح اليمن الجديد عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التوافقية.
الأقلمة خيار عبثي غير مدروس من مختلف النواحي والمجالات في ظل انعدام الموارد وقلة الامكانات وقلة الوعي وعدم وجود أي انسجام بين الأطراف التي تتشارك في الاقليم الواحد، الأقلمة بداية النهاية للدولة المدنية الحديثة التي كانت قائمة الى ما قبل اندلاع فوضى الخراب العبري التي جاءت حاملة شعار اسقاط النظام، الأقلمة ترسيخ لقوى النفوذ والتسلط واستمرار لقوى النهب والفيد واستثمار لأصحاب المشاريع الصغيرة والكروش المنتفخة ليواصلوا عبثهم بثروات ومقدرات الشعب، الأقلمة بهذه الصورة استهانة بالجهود والتضحيات التي بُذلت من أجل تحقيق الوحدة المباركة.
صدقوني كان خيار الاقليمين مع ضم تعز وإب للإقليم الجنوبي وضم المهرة وسقطرى الى الاقليم الشمالي أجدى وأنفع ويضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية ويفتح المجال أمام حل القضية الجنوبية بكل أبعادها وتشعباتها، ولا تصدقوا من يحاولون الضحك علينا وتلميع خيار الأقلمة والاحتفاء به ودغدغة العواطف بأحلام خيالية وواقع مغاير في رحاب الأقلمة، فكل ذلك ضحك على الذقون.. هذا وعاشق النبي يصلي عليه.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)