يحيــى نــــوري -
تبدي الأحزاب غير الممثلة في مجلس النواب حنقاً كبيراً من عدم مشاركتها في عملية الحوار، وجعل العملية مقتصرة على الأحزاب الممثلة في مجلس النواب، وهو حنق لاشك -تمتلك هذه الأحزاب العد يد من الحيثات والمبررات الموضوعية له والتي من أبرزها أن هذه الأحزاب تنظر الى نفسها كأحزاب تمتلك شرعية وجودها على الساحة السياسية اليمنية وفي نفس الوقت تمتلك من الرؤى والتصورات والمواقف الايجابية ما يجعل دورها في عملية الحوار محورياً ومهماً من شأنه أن يدفع بعملية الحوار خطوات كبيرة ومتقدمة باتجاه تحقيق الأهداف المنشودة منه الحوار وهي الأهداف التي تصب من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا.
^ لكن وبالرغم من أهمية هذه الحيثيات فإن على هذه الأحزاب أن تدرك حقيقة أبعاد ومدلولات اقتصار عملية الحوار على الأحزاب الممثلة بمجلس النواب والمتمثلة في خمسة أحزاب فقط - حيث وأن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة ممارسة العقوبة على الأحزاب غير الممثلة أو محاولة استبعادها وحرمانها من حقها الوطني والتي ترى من خلاله بأن مشاركتها في عملية الحوار واجبة، وإنما تعد هذه الخطوة- بمثابة الدافع القوي لهذه الأحزاب الكفيلة بجعل حراكها القادم المتصل بالعملية الانتخابية يسهم بفعالية في اثراء التجربة الديمقراطية في جانبها الانتخابي، باعتبار أن هذه الممارسة تعد الطريق الأمثل والأوحد التي يمكن لهذه الأحزاب السير فيه لاثبات وجودها على الواقع وذلك بدلاً من أن تظل في حالة تلوّح خلالها بتصاريح انشائها الممنوحة لها من قبل لجنة الأحزاب والتنظيمات السياسية.
^ وفي ذلك لاشك رسالة مهمة لهذه الأحزاب نأمل أن تتفاعل معها برؤية ثاقبة وواعية ومدركة لمتطلبات المستقبل القريب حيث يتطلب منها أولاً وأخيراً اعادة ترتيب أوراقها من جديد خاصة ما يتعلق منها بالعملية الانتخابية وأن تجعل من هذه العملية هي المدماك القوي والصلب الذي يمكنها من خلالها اليوم وغداً أن تثبت وجودها على الساحة السياسية اليمنية لكون ذلك يمثل الضمانة الحقيقية لمشاركة فاعلة لها على الساحة الوطنية ومن ثم التفاعل المقتدر مع القضايا الوطنية المستند في الأساس على قاعدة انتخابية تكون ملزمة أمامها بتنفيذ ما وعدت به من مضامين وأهداف انتخابية دخلت البرلمان بموجبها.
^ كما أن على هذه الأحزاب ألا تنظر الى مسألة اقتصار الحوار على خمسة أحزاب فقط بأنها خطوة عقابية لها وإنما عليها النظر الى ذلك بكونها أي هذه الخطوة بالتكريمية لهذه الأحزاب التي كان لها أن شاركت بفاعلية في إثراء العملية الانتخابية وباعتبارها قد سارت على الطريق الأمثل والأوحد والذي تمكنت من خلاله أن تثبت وجودها على الواقع عن طريق صناديق الانتخاب لا عن طريق التلويح بترخيصات انشائها من قبل لجنة شئون الأحزاب، وفي ذلك لاشك رسالة مهة لهذه الأحزاب يتطلب منها اعادة ترتيب أوراقها من جديد خاصة منها ما يتعلق بالعملية الانتخابية وأن تجعل من هذه العملية الاساس القوي لاثبات وجودها وضمان مشاركتها بإيجابية في اثراء المارسة الديمقراطية واذا ما تحقق ذلك من قبل هذه الأحزاب فسندرك في المستقبل القريب عظمة مدلولات اقتصار الحوار على الأحزاب الممثلة في مجلس النواب والنظر اليه بمثابة الخطوة التكريمية لجهود هذه الأحزاب التي كان لها أن أثمرت من خلال وجودها في البرلمان وبغض النظر عن مستوى ونسب تمثيلها وبأن هذا التكريم ليس لهذه الأحزاب وإنما تكريم للديمقراطية في اثراء العملية الانتخابية وبأن هذا التكريم يعد بمثابة تكريم لأي جهد يسهم بايجابية وفاعلية في خدمة الديمقراطية وتعزيز تجربتها على الساحة اليمنية.
وخلاصة فإننا نتطلع في الغد القريب الى حراك حزبي فاعل يسهم في انجاح واثراء التجربة الديمقراطية اليمنية كما إننا نتطلع الى أحزاب تدرك عظمة ايمانها بالديمقراطية وبكل متطلبات اثبات وجودها على أسس وقواعد سليمة بعيدة كل البعد عن الاشكال والمحتويات الفارغة لما تسميه أحزاباً فاعلة.
حنق الاحزاب غير الممثلة برلمانياً
