موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34943 - طوفان بشري بصنعاء.. مع غزة حتى النصر - اليونيسف: تتوقع نفاد المخزونات الغذائية جنوب غزة خلال أيام - 143 دولة تدعم منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة - رئيس المؤتمر يعزي محمد اللوزي بوفاة والدته - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ علي سمنان - تحذيرات أممية من إغلاق معبر رفح - القوات المسلحة تستهدف 3 سفن إسرائيلية - تمديد التسجيل للمقاعد المجانية في الجامعات - صنعاء: فعالية تأبينية لفقيد الوطن اللواء علي سالم الخضمي -
مقالات
الإثنين, 03-مارس-2014
الميثاق نت -    عبدالرحمن مراد -

< الخالدون وحدهم والاستثنائيون وحدهم في التاريخ من يتركون أثراً خالداً في الوجدان العام أو في النسق الثقافي وبحيث يحدث ذلك الأثر تحولاً ويحدث ثورة حقيقية تتغاير عن ماضيها وتبدع نفسها ولنفسها طريقاً جديداً دالاً عليها ولا يمكنه أن يحمل قسمات الآخر.
لا يرتبط فبراير عندي إلا بالقيمة التحولية التي أحدثها ذلك التقليد الذي أحدثه الرئيس اليمني السابق الزعيم علي عبدالله صالح في تسليم السلطة من خلال رمزية العلم، والتقليد في حد ذاته والصورة بكل جلالتها كانت كافية أن تخلّد نفسها في ذاكرة الاجيال التي شاهدت ذلك الحدث وعاشت تفاصيله.. وأذكر أنني كتبت حينها أن الزعيم علي عبدالله صالح يقود ثورة حقيقية من خلال ترسيخ تقاليد جديدة في التداول السلمي للسلطة ومن خلال الاعتزاز بالقيم والمبادئ والتمسك بجوهر النظرية الاخلاقية العربية وهي النظرية التي نالها من التحلل والتفكك في زمن أدعياء الثورة ما نالها الى درجة النكوص والعدمية، لقد انتصر الزعيم علي عبدالله صالح على خصومه السياسيين بالقيم النبيلة وبالبعد الأخلاقي وحده، وانتصر للثورة من خلال ذلك التأسيس لتقاليد الانتقال وهو المبدأ الكبير الذي سيكون له حضوره في المستقبل، وإن تجاهلته الانفعالات والخصومات وحالات التربص والخوف من المستقبل عند الكثير من الكيانات السياسية أو رموز الفعل السياسي لأسباب ذاتية محضة ندرك أهواءها وأبعادها وطموحها.
ولذلك نقول مع البردوني إن من علامة عظمة كل حدث وإنسان أن تتكاثر حوله الأقاويل وذلك بفضل ما أحدث من هزة في النفوس وفي الزمن، لأن العادي من الناس والأحداث لا يحرك فماً لأنه لا يلفت انتباهاً.
ولعل حالة الفوضى التي وصل اليها الخطاب الاعلامي الرسمي دالة على ضبابية النفوس وعلى عدم يقين القائمين بتلك الرسالة الاعلامية بصدقها، فالتعامل الأخير مع الأحداث والمناسبات كان تعاملاً غير مقنع وفجاً ويشعر المتابع أن الوظيفة لا المهنية والحقيقة هي الدافع والمحرض وراء كل الاعمال التي أرضت الحاكم في ظاهر شكلها ولكنها لم ترض المحكومين في مضمونها وفي جوهرها ولذلك لم تترك أثراً بدليل تدفق الجماهير الى الشوارع وعودتها الى الساحات، فالجماهير - كما يرى البردوني- لا تؤمن بالدعاية التي لا تقوم على أساس من الحقيقة وإنما تؤمن بما تسمع في الليل وتراه عياناً تحت أنظار الصباح.. وهكذا هي الجماهير تتوقع من كل حدث كبير تحقيق المستحيل وتجاوز المحال، وحين نقول تجاوز المحال ندرك تمام الإدراك المبررات الموضوعية المتوافرة في المناخ العام والخاص لتجاوزه، فالعاجز وحده من يضع القيود ويشعل النار في دائرة وجوده ويتركها كي تفرض حصارها عليه.
قال البردوني إن ثمرة الاحداث العظيمة التفكير العظيم فإن أسكرت المجتمع فرحة، فبعد السكرة تأتي الفكرة، وستحل الفكرة محل السكرة ويحل التساؤل محل الأفراح، وكل مواطن ومسؤول يعرف أن لكل حدث حديثاً، ولكل جديد خلق الأمل في ما هو أجد وأنضر، وأعظم الأنظمة هو الذي تتعلق عليه الآمال، لأنها عهدت منه التحقيق، إذ لا يكون مناط أمل إلا من حقق آمالاً.
ومن هنا ندرك أن القيادة ليست اعتباطاً ومن لا يدرك فنونها تتركه الأحداث نقيعاً في صحراء التاريخ بلا معنى أو قيمة أو أثر، والذين يتفاعلون مع الزمن ويتجددون مع الحدث يظل بريقهم يشع في المستقبل، فالتجربة الصغيرة في التأسيس القيمي للانتقال سوف تترك فهماً كبيراً ووعياً منداحاً، فالجماهير أصبحت لا تنخدع بالإعلان وإنما بتطبيقه.
والحديث عن التطور يستنبت مفاهيم جديدة للشعب الجديد المتطور الذي سوف يتساءل كسائر الشعوب: ماذا تحقق؟ ماذا استجد؟ ماذا تغير؟ ماذا حلّ محل الذي كان قائماً؟ ذلك أن مطالب الشعوب لا تقف عند حد.
قدر الزعيم علي عبدالله صالح أن يكون استثنائياً في تاريخ اليمن المعاصر.. وثمة رأي تداولته الصحف العالمية يقول إنه نادر الوجود في الشرق الأوسط من حيث الحنكة والتفاعل مع الحدث وصناعة التحولات.. لقد اقتنص اللحظة الانفعالية عند الكثير ليصنع من خلالها لحظة ثورية حقيقية سندرك قوتها وخطورتها بعد أن تحل الفكرة محل السكرة في المستقبل القريب.. والمرء حيث يضع نفسه.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)