بإعلان تشكيل هيئة مكافحة الفساد رسمياً المؤتمر ينقل معركته ضد الفساد من التنظير إلى الخط الأول للمواجهة المزايدون باسم الفساد يبحثون عن »عنترة« تحليل : محمد أنعم ❊ انتقلت قضية مكافحة الفساد في بلادنا منذ يوم الاربعاء الماضي الموافق 4 يوليو 2007م من مرحلة التنظير الى الخطوط الأمامية للمواجهة والتي لامجال فيها للتراجع، فالمعركة لابد ان تحسم بسقوط الفساد وعتاولته، وأي تفكير بإمكانية التصالح أو التوصل الى صفقة للتعايش أو عقد اتفاق هدنة مع الفساد، ستكون له عواقب وخيمة جداً، بل وكارثية ولاتقف عند تعطيل عجلة التنمية من الحركة فحسب، إنما ستطال بفسادها التدميري كل جوانب حياة الانسان اليمني، وفي مقدمة ذلك القيم الروحية والثروات المادية، هذا خلافاً الى نسف جسور الثقة التي صارت تحظى بها اليمن على الصعيد الاقليمي والدولي. ان القيادة السياسية تدرك ان المعركة ضد الفساد كانت تتطلب سنوات من الاعداد والتجهيز كونها من أخطر المعارك وأكثرها تعقيداً، وانها معركة لايمكن ان تخضع للمزايدة أو للتضليل.. لذا فالمسئولية الوطنية والتاريخية وإدراك عواقب المعركة ضد الفساد على الوطن والمواطنين وعلى علاقات اليمن الخارجية أوجبت على قيادة المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم ان يعد لها العدة ويهيئ أرضية المعركة لخوضها بانتصار، لأن مستقبل الوطن والشعب مرتبط بنتيجتها، كما هي حجر الأساس وأركان مشروعنا الحضاري الذي ننشده من أجل »يمن جديد.. مستقبل أفضل«.. ولقد أكد الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته التي ألقاها اثناء ترؤسه لأول اجتماع للهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الاربعاء الماضي على أهمية وجسامة المسئوليات أمام الهيئة بقوله : »المرحلة دقيقة وهامة ولابد ان تضطلع هذه الهيئة بمسئولية وطنية كبيرة وستجد كل الدعم من قبلي شخصياً، وثقة مؤسسات الدولة فيكم كبيرة، وأؤكد لكم بأن الارادة السياسية معكم من أجل مكافحة الفساد ومحاربة المرتكبين له مهما كانوا«. ونستشف من حديث رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام ان قضية مكافحة الفساد قد أصبحت في نقطة تقاطع خطيرة، ولابد ان تنتصر اليمن فلا مجال لتراجع شعبنا أبداً.. أبداً..! فهاهي التطورات في مجال مكافحة الفساد تسير وفق خطة مدروسة يمضي المؤتمر الشعبي العام على تنفيذها خطوة خطوة وما تلاحق المستجدات بهذا الشأن خلال الأيام الماضية إلاّ تأكيد على جدية الارادة السياسية واصرارها على اجتثاث الفساد، وفي ذات الوقت فإن هذه التطورات تثبت لأبناء شعبنا اليمني ان المؤتمر قد انتقل الى مرحلة جديدة من المواجهة ضد الفساد، فيما الاحزاب والتنظيمات السياسية التي ظلت تستغل هذه القضية للمزايدات والمكايدات السياسية، فلن تغادر المستنقع الذي تعلق فيه أبداً، وما انسحاب الكتلة البرلمانية لأحزاب المعارضة من التصويت لأعضاء هيئة مكافحة الفساد إلاّ بداية انهيار للفساد والمزايدين والمروجين لثقافته.. ❊ اليوم.. ليس من المستغرب ان نسمع المزايدين والمروجين للفساد وهم يحاولون ان يشيعوا ثقافة الاحباط واليأس بما يطلقونه من مزاعم ضد اعضاء هيئة مكافحة الفساد ومن ذلك اتهامهم بالضعف... و...و... الخ. ومن جديد تظل عقليات أحزاب ابوزيد الهلالي أو المتأثرين بــ»عنترة« تراهن على أشخاص، وعضلات.. للاسف.. انما قضايا الوطن ومنها معركة الفساد ليست قضية الــ11شخصاً، إنما هي قضية المؤتمر الشعبي وكل أبناء الشعب اليمني. إذن فقوة هيئة مكافحة الفساد تكمن بالايمان العميق وبالواجب الديني والوطني في عدالة اجتثاث بؤر هذه الظاهرة، ثم بالتشريعات القانونية والصلاحيات الممنوحة للهيئة، وكذلك قوة الهيئة تستمد من الارادة السياسية المساندة والداعمة لتوجه كهذا.. تحديات أمام الهيئة ❊ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تقف أمامنا اليوم وهي غير جاهزة للمواجهة، وعلينا ان لانمني الشعب انه باستكمال الاجراءات القانونية لتشكيلها ستبدأ بحصد رؤوس المفسدين بعد أداء أعضائها لليمين القانونية أمام فخامة الاخ رئيس الجمهورية.. لذا فالهيئة ستكرس الأشهر المتبقية من هذا العام في توفير أبسط المقومات لعملها كإيجاد مقر لها وكذلك ترتيب الأوضاع المالية والقانونية والادارية بدرجة اساسية وايجاد ميزانية استثنائية لترتيب أوضاعها الداخلية و...و.. الخ. بمعنى أوضح يجب ان نبتعد عن الشطط وان نكون واقعيين في تناول طبيعة المعركة ضد الفساد، فالهيئة لاتزال اضعف من المال العام، وتحتاج الى وقت لاستكمال بناء هيكلتها وتأهيل الكادر العامل لديها. هذه بعض التحديات التي تواجه الهيئة، بيد ان الارادة السياسية ودعم ومساندة الاخ الرئيــــس ستمكـــن الهيئة من تجاوز كل المعوقات خلال فترة وجيزة من الزمن.. فعلى هيئة مكافحة الفساد ان لا »تمدد« فالمؤتمر لايريد »شماعة« أبداً.. أو ان تكون الهيئة مجرد »بربجندا« بحسب تأكيد عزالدين الاصبحي عضو الهيئة. |