الضالع.. تؤبن فقيد الوطن الدگتور صالح الجنيد
عبدالولي المذابي
❊ يصادف اليوم الذكرى الأربعينية لرحيل فقيد الوطن الدكتور صالح قاسم الجنيد الذي وافته المنية يوم ٦١ مايو الماضي إثر حادث مروري أليم أودى بحياته في منطقة العند.. محافظة لحج.
وبهذه المناسبة تقيم محافظة الضالع حفلاً تأبينياً اليوم للفقيد الدكتور صالح الجنيد السياسي البارز والأديب اللامع برعاية محافظ الضالع عبدالواحد محمد البخيتي ويتضمن البرنامج عدداً من الكلمات الخطابية يلقيها عدد من الشخصيات السياسية واصدقاء الفقيد الذين عاصروه في مراحل مختلفة من حياته وعاشوا معه قصة النجاح التي كانت عنواناً لسيرته النضالية وعطاءه الوطني، وسيقدم المتحدثون نبذة عن مناقب الفقيد وسيرته العلمية والادارية والنضالية.. كما ستلقى عدد من القصائد الرثائية وقد أعدت لجنة التأبين كتاباً خاصاً عن الفقيد بعنوان »»عطاء وافر ورحيل مبكر« جمع فيه عدد من المرثيات التي قيلت من وحي الفاجعة بعضها مقالات صحفية وبعضها رسائل عزاء وبعضها قصائد نثرية.
وقدم للكتاب الاستاذ عبدالقادر باجمال بكملة امتزج فيها الوفاء بالحزن عنوانها »يا صالح.. لماذا سبقتنا وقد جئنا معاً؟!« وصف فيها الفقيد أنه »رجل يفتخر به وطنه ويعتز به مواطنوه.. وسجل على الدوام قدرته على اختراف اللحظة اليائسة ليصبح في عالم الأمل وساحة الفرح، ومن حب الناس له أحبه الله فاقترب منه واختاره الى جواره« ويقول عنه أيضاً: »كان صالح الجنيد أنموذجاً لإنسان عصامي استطاع أن ينجز في زمن قصير خوض غمار السياسة والثقافة والابداع في مقاعد البرلمان وعلى كرسي السلطة التنفيذية، وعندما ترك هذه المواقع الرسمية امتطى خيله فمضى يسعى حثيثاً ليرتاد منابع العالم والمعرفة لينهل منها ويستزيد من مصادرها«.
أما الشيخ سلطان البركان الأمين العام المساعد للمؤتمر فقد تمثل قمة الوفاء وسطر على فراش المرض مرثية بعنوان »صالح الجنيد.. الرجل الإنسان«.. تحدث فيها بألم الفراق الذي فاق ألم الجرح النازف عن قصة صداقة ربطته بالفقيد عمرها عشرون عاماً كاملة يقول عنها:
»عرفته مناضلاً وطنياً شريفاً شجاعاً فارساً مغواراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والقانونية والثقافية والعلمية والأدبية.. فقيهاً عالماً وأدبياً متذوقاً لفنون الشعر صاحب رأي سديد ومشورة شافية.. متحرراً متنوراً كان يطمح أن يرى اليمن في كافة المجالات سبّاقة ومتميزة«.ويضيف: »كان بحق نجماً لامعاً حيثما وجد وغيثاً يستفيد منه الناس حيث هطل.. إن أخي وصديقي وعزيزي وأستاذي وملهمي والفيلسوف الذي نهلت من منابعه وأدين له بالكثير من ثقافتي«. واستعرض البركاني بعض الاسهامات البارزة للفقيد في الحياة السياسية من خلال مجلس الشورى قبل الوحدة وبعدها وفترة عمله محافظاً للضالع، التي قال عنها: »لا أعتقد أن أبناء الضالع سينسون صالح الجنيد أبداً فتلك القامة الطويلة لا تقبل النسيان«.
لجنة إعداد الكتاب أكدت في كلمتها أن زملاء وأصدقاء وأقرباء الفقيد الذي أعدوا الكتاب لم يتمكنوا الإلمام بكل شمائل الفقيد وسجاياه الكريمة رغم حرصهم على ذلك، بسبب قصر الفترة التي أعد فيها الكتاب التي لم تتجاوز شهراً وهي فترة غير كافية لقراءة سفر الانجازات والعطاءات الكبيرة للفقيد في سنوات عمره القصير، وهو ما أكده الاستاذ عبدالواحد البخيتي محافظ الضالع راعي حفل التأبين ابتدر كلمته ببيت شعري يقول:
وكن رجلاً إن أتوا بعده ^^^ يقولون مُرَ وهذا الأثر
وقال: إن الفقيد »من الرجال الذين تركوا آثاراً شاهدة تخلد ذكراهم للأجيال القادمة، لما حققه من انجازات لهذا الوطن تدل على حضوره الكثيف في حياته وتميزه الرائع في أدائه«. ووصف البخيتي رحيل الجنيد المبكر أنه ليس خسارة للضالع فقط بل للوطن بأكمله، وأضاف: »إيماناً منا بالأدوار النضالية للفقيد رأينا إعداد هذا الكتاب كمساهمة متواضعة وفاء وعرفاناً«.
كما تناول الكتاب عدداً كبيراً من المراثي التي سطرها اصدقاء الفقيد ومحبوه، وكما اشتمل على عدد من المرثيات الشعرية التي تحدثت عن مناقب الفقيد وسيرته العطرة.
|