موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى -
مقالات
الأربعاء, 01-أغسطس-2007
الميثاق نت -    د‮. ‬عادل‮ ‬الشجاع -
رداً‮ ‬على‮ ‬رسائل‮ ‬كثيرة‮ ‬تلقتيها‮ ‬سأقدم‮ ‬إيضاحاً‮ ‬ضرورياً،‮ ‬فأنا‮ ‬لست‮ ‬من‮ ‬الذين‮ ‬يشغلون‮ ‬أنفسهم‮ ‬بالدخول‮ ‬في‮ ‬دوائر‮ ‬الجدل‮ ‬أو‮ ‬الخصام‮ ‬حتى‮ ‬لو‮ ‬استهدف‮ ‬البعض‮ ‬أن‮ ‬يجروني‮ ‬الى‮ ‬مثل‮ ‬هذا‮ ‬النوع‮ ‬من‮ ‬السقوط‮ ‬المبتذل‮.‬ والحقيقة‮ ‬أنني‮ ‬أكتب‮ ‬في‮ ‬اطارٍ‮ ‬عوَّدت‮ ‬نفسي‮ ‬عليه‮ ‬وهو‮ ‬مناقشة‮ ‬القضايا‮ ‬لا‮ ‬الأشخاص‮ ‬والاهتمام‮ ‬بالمواضيع‮ ‬وجوهرها‮.‬ بوضوح شديد، فأنا أنتمي الى مدرسة صحفية تؤمن بأن مهمة الكاتب لاتنحصر في معالجة قضية بعينها لأن ذلك يحصر دوره في منطقة رد الفعل تجاه كل المعتوهين ودراويش هذا الزمن.. والقارئ هو الوحيد القادر على أن يفرق بين الحديقة الغناء وبين مقلب الزبالة، فليس مثقفاً كل من يكتب في جريدة.. وليس عالماً كل من يقف على منبر الجامع، وليس دكتوراً كل من يحمل درجة الدكتوراه، فنحن نعاني من تفاهات نراها على منابر المساجد وسخافات نقرؤها على صفحات بعض الصحف، نحن نعاني من جهالة وسطحية، فأنا أسعد كثيراً حينما ألقي حجراً في بركة آمنة فتنطلق‮ ‬منها‮ ‬الروائح‮ ‬الكريهة،‮ ‬ودلالة‮ ‬ذلك‮ ‬أني‮ ‬أوجعهم‮ ‬بما‮ ‬أكتب‮ ‬وأثيرهم‮ ‬بما‮ ‬أجتهد،‮ ‬ومادام‮ ‬فعلهم‮ ‬سباباً‮ ‬وقذفاً‮ ‬وشتيمة‮ ‬فمعنى‮ ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬منطقهم‮ ‬أعجز‮ ‬عن‮ ‬الرد‮ ‬وأهون‮ ‬من‮ ‬الحوار‮..‬ إن من يرصد الواقع يجد أننا نعيش في القرن السادس لم نتجاوزه بعد، فالبعض منا يقنع نفسه ويحاول اقناع الآخرين بأنهم أحسن أمة وأنهم سادة العالم، ورحم الله الإمام الشافعي الذي قال وبكل تواضع عبارته المأثورة: »كلما ازددت علماً ازددت علماً بجهلي«. هناك اصرار غريب على أن الغرب يستهدف ثقافتنا وديننا، ولست أدري عن أية ثقافة يتكلمون، هل هي الثقافة التي تقول إن فضل الماء من وضوء الرسول »صلى الله عليه وسلم« كان طاهراً وأن الصحابة كانوا يتبرَّكون بشربه؟ أم الدين الذي يأمر الموظفة بإرضاع زميلها في العمل لكي تباح لهما الخلوة؟ ترى هل يحسدنا الغرب على ثقافة منع المرأة من حلب البقرة وأكل الخيار والوضوء بإبريق، لأن ذلك يحرك الشهوة الجنسية عند المرأة؟ أم أنه يحسدنا على كمية البراغيث التي تسرح وتمرح في لحانا الكثة والتي جعلت أصحابها يكذبون على رسول الله »صلى الله عليه‮ ‬وسلم‮« ‬بحديث‮ ‬يقول‮: »‬لاتقتلوا‮ ‬البراغيث‮ ‬فإنها‮ ‬توقظكم‮ ‬لصلاة‮ ‬الفجر‮«.‬ لقد كذبوا على رسول الله »صلى الله عليه وسلم« ولفَّقوا له آلاف الأحاديث، بدليل أن أبا بكر الصديق الذي لازم الرسول »صلى الله عليه وسلم« في كل مراحل عمره وصحبه في هجرته ومنذ أول يوم للدعوة وحتى وفاة النبي ومع ذلك لانجد له في كتب الحديث إلاّ أحاديث قليلة، في حين أن أبا هريرة الذي قدم الى المدينة في السنة السابعة للهجرة وعاش ثلاث سنوات حتى وفاة الرسول »صلى الله عليه وسلم« فنجد له آلاف الأحاديث، هكذا هم دراويش الدين يرفضون استخدام المنهج العلمي واستخدام عقولهم للبحث عن الحقيقة وحصروا الدين كله في نواقض الوضوء ومفسدات الصلاة والطهارة والنجاسة ولباس المرأة والرجل ودخول الحمام بالرجل اليمنى أم اليسرى.. وليتني أرى من يذكر لي عالماً واحداً في الرياضيات أو في الفلك أو الفيزياء أو في بقية العلوم خلال ثمانية قرون مضت.. وبالمقابل أنتجنا الكتب الصفراء ما يساوي جبال اليمن كلها، هذه الكتب تدور حول نواقض الوضوء ولباس المرأة.. هؤلاء يجهلون أن المذاهب الفقهية الخمسة الرئيسية هي نتاج تفاعل الاسلام مع مرحلة تاريخية عاشها هؤلاء الفقهاء بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وقد كان عملهم تقويماً للسنة النبوية والخلفاء الراشدين، وقد أجابوا على كل المسائل المطروحة عليهم في مجتمعهم في سياقه التاريخي.. وبعد استيلاء العناصر غير العربية على السلطة في بغداد ضعف الاجتهاد وقُمع الفكر، وأصبح الفكر الاسلامي فقه السلطة منذ ذلك الحين مروراً بالمماليك الذين لايعرفون حتى اللغة العربية وكذلك الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا، لم تنتج هذه المرحلة من الانحطاط سوى فقه التكفير، كما أنتجت جماعات لا تعرف الحوار، بل القتل، حيث تحل الطلقات مقابل الكلمات، والمدفع مقابل القلم، والتكفير مقابل التفكير.. فالموت بالنسبة لهم يعد أقصر الطرق، فهذه الجماعات يعييها‮ ‬المنطق‮ ‬السليم،‮ ‬ويرهقها‮ ‬العقل‮ ‬المستنير‮.‬ ولا فرق اليوم بين المتطرفين المتعصبين والمعتدلين، فالاختلاف بينهم في الاسلوب وربما في التوقيت.. والواقع أن الحركات الاسلامية السياسية المتعصبة منها والمعتدلة هي تطعيم شيعي جديد للرؤية الاسلامية السنية، فالاسلام السني لايعرف ولاية الفقيه ولايقول بالسلطة الدينية.. وليست الدعوة في القرآن الكريم الى الحكم بما أنزل الله إلاّ دعوة الى الحكم والفصل بالمعنى القضائي فيما يختلف فيه من أمور، ولا يقصد بها السلطة السياسية.. فضلاً عن أن واقع الخبرة الطويلة سواءً في التاريخ الانساني عامة أو في التاريخ العربي الاسلامي خاصة، يقدم درساً مأساوياً بليغاً ينبغي أن نستلهمه في ضرورة استبعاد أية شبهة قداسة أو قيمة مطلقة كمرجعية أساسية للسلطة السياسية، وحينما يرتبط الاسلام بالدولة تتجمد الحياة السياسية والمجتمعية والفكرية، ويصبح نقد السلطة أو الاختلاف معها سبيلاً الى الإقصاء والتكفير‮ ‬والابادة‮ ‬الجسدية‮.. ‬إن‮ ‬هذه‮ ‬الجماعات‮ ‬التي‮ ‬تسيئ‮ ‬الى‮ ‬الدين‮ ‬تتجرأ‮ ‬على‮ ‬الفكر‮ ‬والثقافة‮ ‬وهي‮ ‬بعد‮ ‬لم‮ ‬تتمكن‮ ‬من‮ ‬السيطرة‮ ‬على‮ ‬السلطة‮.. ‬فما‮ ‬الذي‮ ‬نتوقعه‮ ‬منهم‮ ‬عندما‮ ‬يتحقق‮ ‬لهم‮ ‬ذلك؟‮!!‬ إنها النكسة الى أشد صور التاريخ تخلُّفاً واستبداداً وظلاماً.. لذلك فالعلمانية هي الطريق الفسيح الصاعد الذي يتسع لكل قوى الخير والعدل والديمقراطية والاستنارة والتقدم والابداع، وهي معركة انسانية نبيلة من أجل تحقيق هذه الأهداف، ولا يرفضها إلاّ من تتعارض مصالحه مع هذه الأهداف أو من عجز عن رؤية حقائق الواقع والمستقبل.. العلمانية تقف ضد الافكار الديماغوجية المغلقة التي يبشّر بها بعض الناس وتقود الناس الى التهلكة من أجل شعارات فارغة، لا علاقة فعلية لها بحياة الناس. مايزال ثمة من يقايض على الحق الطبيعي للإنسان.. فإذا ما رفض أيٌّ منا أن يكون أداة في مشروعهم القائم على الجهل.. فلن يجد سوى الشتائم من أنصاف الكتبة المستعدين لتدنيس كل شيء ولتعطيل دور العقل.. لقد دافع الاسلام عن حق الناس في الاختلاف وهو من أشد المعارضين للعنصرية ويتميز بنزعة انسانية تحترم جميع الشعوب بغض النظر عن اختلافاتها وهو لايرى في الآخر عدواً لمجرد أنه يختلف في اللغة أو في اللون أو الدين أو المذهب، على العكس إنه يرى فيه أخاً في البشرية والانسانية، ذلك أنه يستحيل جمع الناس كلهم على دين واحد أو لغة واحدة‮.. ‬وبالتالي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يحترم‮ ‬بعضهم‮ ‬بعضاً‮ ‬ويقبل‮ ‬بعضهم‮ ‬بعضاً‮ ‬على‮ ‬الرغم‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬الاختلافات‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬حيلة‮ ‬لهم‮ ‬بها‮.. ‬فالاختلاف‮ ‬نعمة‮ ‬لا‮ ‬نقمة،‮ ‬على‮ ‬عكس‮ ‬ما‮ ‬يتوهم‮ ‬العنصريون‮ ‬والمتعصبون‮..‬ هكذا‮ ‬يزحف‮ ‬المتطرفون‮ ‬على‮ ‬المجتمع‮ ‬شيئاً‮ ‬فشيئاً،‮ ‬فيحددون‮ ‬للناس‮ ‬ماذا‮ ‬يقرؤون‮ ‬وماذا‮ ‬يسمعون‮ ‬وكيف‮ ‬يفكرون‮.. ‬أليس‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬بداية‮ ‬تعمم‮ ‬ظاهرة‮ ‬الارهاب‮ ‬الديني‮ ‬المعنوي‮..‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)