محمد أنعم -
يدرك الأشقاء والأصدقاء وتحديداً الدول الراعية للمبادرة الخليجية أن مصلحة الشعب اليمني ليست مع الرئيس المستقيل هادي ولا مع عبدالملك الحوثي.. كما يدركون تماماً أن هادي انتهت شرعيته كرئيس توافقي.. مثلما يعون تماماً أن ما حدث في العاصمة صنعاء هو انقلاب نفذه الحوثي..
إن اعطاء «بعض» الاشقاء والأصدقاء شرعية للرئيس المستقيل هادي بالقوة و«البهررة»، بنفس الطريقة التي يريد ان يفرضها عبدالملك الحوثي على شعبنا بالقوة شيء يبعث على الأسف..
لا تتجاوزوا الجماهير التي تخرج يومياً إلى الشوارع في مسيرات حاشدة ولا تتجاهلوا القوى السياسية التي تخوض حواراً عسيراً في صنعاء فهؤلاء هم من يمثلون الشعب اليمني، ومن يقررون مصيره.
إن الشعب اليمني الذي يرفض انقلاباً تُتهم ايران بدعمه، فإنه في ذات الوقت يرفض ايضاً فرض رئيسٍ من الدول الراعية للمبادرة بطريقة انقلابية على إرادة الشعب والمبادرة الخليجية التي حملت مضامين من الحكمة والدهاء السياسي والحرص على حل الأزمة اليمنية بروح أخوية صادقة ما جعلها في مكانة مقدسة لدى كل أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته وانتماءاته السياسية، لذا فلا يجب الانقلاب عليها.. بل يجب الاحتكام إليها اليوم بالذات..
لا نريد ان تعطوا شرعية لهذا أو ذاك وتتجاوزوا إرادة الشعب اليمني.. فلقد سلمناكم رقابنا ورقاب أجيال اليمن لثقتنا بكم فلا تقفوا مع نصف اليمن.. ولمن تتركون النصف الآخر..!!
إن مصلحة اليمن ومصلحة الأشقاء والاصدقاء تقتضي مساعدة اليمنيين وبذل قصارى جهودكم لدفع كل الاطراف إلى طاولة الحوار لحل الأزمة وليس إيجاد سلطتين في البلاد..
إن هذا الوضع الشاذ جاء بسبب أخطاء تنفيذ المبادرة الخلجية وحشر المشاريع الاقليمية في بنودها، وإذا لم تعترفوا ان المتغيرات في الواقع كانت نتيجة أخطاء في تنفيذ المبادرة.. فالأولى أن لا تتكرر تلك الأخطاء وأن لا يدفع الشعب اليمني الثمن بل المراجعة وعدم تكرار الأخطاء.
نقولها بصراحة حتى لونقلت كل السفارات إلى عدن والحوار إلى عدن والبنك المركزي والتلفزيون إلى عدن و..و.. إلخ.. فهل تستطيعون نقل سفارة ايران وروسيا والصين مثلاً..
حقاً إن ما يحز بالنفس هو أن ترحل سفارات رعاة المبادرة، وتترك العاصمة صنعاء لاطراف اقليمية تسرح وتمرح فيها..
لقد حدد المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني في اجتماعهم برئاسة الزعيم السبت الماضي معالم طريق لحل الأزمة وأوصلوا رسائل واضحة شخصوا من خلالها المشكلة.. ومن ذلك ان الدولة اليمنية بحاجة الى قيادة يتوافق عليها الجميع.. وضرورة تحديد سقف زمني لإنتهاء الحوار والانتهاء من الأزمة، وان يستمر الحوار في العاصمة صنعاء لضمان مشاركة بقية القوى السياسية في الحوار.
ولابد من الاشارة هنا إلى أن الذين يحرصون على اليمن وأمنه واستقراره ووحدته سيتحاورون حتى على ظهر بوارج عسكرية وتحت فوهات البنادق..
لكن أي حوار هذا الذي أكل الأخضر واليابس طوال أربع سنوات ولم يأت بنتيجة..؟!
لقد سلم المؤتمر لأحزاب المشترك وللرئيس المستقيل هادي السلطة والبلاد والجيش والأمن والحكومة وكل شيء فمن عرقل الحوار بالأمس ومن تعمد على إهدار مدة عام كامل في إعادة صياغة مسودة الدستور..؟
نذكركم بهذا وأنتم تعرفون تفاصيل كل ذلك، ونقول لكم : ما يحدث في اليمن أخطاء أنتم زرعتموها..