إقبال علي عبدالله -
واهمون من يعتقدون أن اليمن سيعود إلى الفترة ما قبل مايو 1990م نعم واهموان رغم محاولات الكثير ومنهم من في القيادة السياسية اليمن لم يتوحد بإرادة وقرار سياسي بل بقرار شعبي كان من كل أنحاء الوطن ولعلنا نتذكر صورة الجماهير صبيحة الثاني والعشرين من شهر مايو عام 1990م وهي تتجمع في كل الساحات والميادين وحتى في أسطح المنزل مباركة وترقص فرحاً بوحدة الوطن.. وكانت كل العيون ، عيون الصغار قبل الكبار صور قائد الوحدة الزعيم علي عبدالله صالح وإخوانه من قادة المحافظات الجنوبية ممن صنعوا هذا اليوم الذي لا يستطيع أي من كان اليوم أن يمحوه من التاريخ .
أقولها بصدق وشجاعة أن الوحدة المباركة شابها الكثير والكثير من السلبيات وحاولت موجات العواصف أن تستغل هذه الشوائب موجات محلية وإقليمية وحتى دولية أدركنا مع السنين أهداف ومرامي هذه الموجات ولعل الأزمة التي افتعلت مطلع عام 2011م وما زالت تعصف بتداعياتها الوطن والمواطنين خير دليل وشاهد بأن موجات محاولة تقسيم بل وتمزيق الوطن هي من تداعت وافتعلت هذه الأزمة التي بدلاً من معالجتها بالحوار والتمسك بالشرعية الدستورية لجأنا إلى صب الزيت عليها لتزداد اشتعالا .
إن محاولات المؤتمر الشعبي العام والزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر في تقديم التنازلات تلو التنازلات من أجل الوطن غير أن الكثير من المكونات رفضوا تقديم التنازلات حتى وصلنا إلى طريق الهاوية وصار الوطن ينزف ونحن جميعاً ننظر إلى هذا النزيف الذي يتسع يوماً بعد آخر ولا نقدم شيئاً يساعد في إيقاف هذا النزيف الذي لا نعلم بقصد أو دونه نتائج هذا النزيف ومن سيدفع الثمن نقول أن محاولات المؤتمر الشعبي عام سيدرك الجميع صحتها وحقيقة أهدافها ومراميها كما أدركنا خطوته الجبارة عندما سلم القيادة بطريقة سليمة حفاظاً على عدم إراقة دماء الأخوان من أبناء الوطن الواحد إن دروس وملاحم المؤتمر الشعبي العام ناقوس يرن ليسمعنا كل يوم ويذكرنا الوطن في خطر وأمانة في أعناقنا.
أعود وأقول الوهم بعودة الوطن إلى زمن التشطير الذي عانينا فيه الكثير والكثير من المآسي والويلات والتمزق السياسي والاجتماعي والثقافي والضياع الاقتصادي هذا الوهم لن يتحقق حتى لو دفع كل مواطن آخر قطرة دم في جسده فالوطن لن يختزل في الجنوب بل في كل مكان شماله وجنوبه وشرقه وغربه بل محفور في قلب كل مواطن فمجرد أن صوت نشاز ينطلق من هنا أو هناك لا يعني أن هذا الصوت يمثل مساحة الوطن بأكملها والحقيقة نقول أن الوحدة ستبقى طالما بقينا نحن في هذه الأرض والمؤامرات مهما كبرت وأحيكت بشتى الطرق لن تنال من وحدتنا .. والحقيقة التي علينا التسليم بها والاعتراف بها أن الجنوب لديه قضية مطالب على القيادة استيعابها والعمل في إيجاد الحلول لها حتى يرتفع الظلم والغبن من كل أبناء شعبنا في الجنوب الذين يعانون مثلما يعاني كل أبناء شعبنا في عموم أنحاء الوطن لن يتقسم ولن يتجزأ.. والواهمون عليهم أن يستحموا في بحر عدن حتى يصحوا ويفيقوا من أوهامهم.