محمد أنعم - < الدمار المخيف الذي ألحقه العدوان السعودي باليمن أرضاً وإنساناً لا يجب أن يهزمنا أو ينال من عزيمتنا أو يؤثر على دورنا في قيادة المشروع الوطني الذي أثمر أمناً وسلاماً ونهضة طرزت وجه اليمن خلال العقود الثلاثة من تاريخنا.
اليوم.. مدننا مدمرة أو شبه أنقاض جراء العدوان السعودي.. ويقف أمامنا جيل تعرض لمؤامرة قذرة، فبينهم المعاقون، وبينهم من أصيبوا بصدمات نفسية، وبينهم من فقدوا عائلهم..و.. و.. و.. الخ..
وخلافاً على ذلك تتراقص أمامنا ألسنة نيران الأحقاد والكراهية التي نجدها تتفجر في الصدور وتتحول إلى جحيم يهدد أمننا وتعايشنا وسلمنا الاجتماعي.
كما أننا نشاهد شباب اليمن وأمل مستقبلنا يتساقطون في أحضان جماعات إرهابية أو ميليشيات حزبية متطرفة، أجبرتهم الظروف الاقتصادية والتعبئة الخاطئة على مغادرة المدارس، بينهم من تم توريطهم في غزوات »أبو ألفين ريال يومياً«.. وغيرها من المواجع التي يطول سردها.
لذا نعتقد أن دور المؤتمر الشعبي العام في المدن والقرى.. وفي المقدمة منهم أعضاء الهيئتين البرلمانية والشوروية وأعضاء المجالس المحلية وكل أعضاء وأنصار المؤتمر يجب أن يتضاعف أكثر من أي وقت مضى، وأن يعمل الجميع دون هوادة على ترجمة توجيهات الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر- والاستاذ عارف الزوكا الأمين العام في تحمل مسؤوليتهم الوطنية والدينية تجاه شعبنا ووطننا، وأن لا نظل نتغنى بمنجزات الماضي فقط.. بل أن نستلهم من تلك الانتصارات الوطنية والتحولات العظيمة التي قادها تنظيمنا الرائد قوة وعزيمة لمواصلة مسيرة البناء الوطني والإعمار..
إن المرحلة تتطلب أن نترجم نهج قيادة المؤتمر على شكل خطط وبرامج تنفذ ميدانياً على مستوى المحافظات والمدن والمديريات والقرى وفي مقدمة ذلك التوعية بمخاطر العنف وأعمال الفوضى ومخاطر التحشيد للتقاتل الداخلي، من خلال التأكيد على أهمية إشاعة ثقافة التصالح والتسامح والحوار، والتحذير من خطر الانجرار وراء النزعات الإقصائية والإلغائية والتكفيرية والتي باتت تهدد سلمنا الاجتماعي والعيش المشترك وتكاد ان تقوض أمن المجتمع برمته وتجرف أجيال اليمن الى هاوية مستعرة لا تبقي ولا تذر..
كما يجب التصدي لكل الدعوات المحرضة على بعضنا البعض والعصبيات المناطقية والمذهبية والعنصرية وتعرية مخططات من يغذون هذه النزعات المدمرة التي يسعى من ينفخون في أوارها الى جر أبناء شعبنا الى حرب أهلية.. مع التأكيد على أهمية دور المؤتمر بقيادة الزعيم المؤسس في إفشال كل المخططات التآمرية ضد بلادنا ووحدتنا- ومنها مؤامرة 2011م- وتقديم قيادته التنازلات حرصاً على حقن الدم اليمني وحفاظاً على منجزات شعبنا، وكذلك دوره الريادي في التصدي للعدوان السعودي ومساعيه الحثيثة لوقفه ورفع الحصار وإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية..
ولعل من الأهمية بمكان أن تتصدر أولويات أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام اليوم وغداً قضية الحفاظ على الدم اليمني، وحماية المكتسبات الوطنية لشعبنا، وعدم السماح لأيٍّ كان المساس بالمصالح العامة والخاصة وتحت أي مسمى.
ندرك أن أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام هم خير من يجسدون حقيقة الالتحام بهموم وتطلعات جماهير شعبنا.. إنما أردنا هنا التذكير كون المرحلة تفرض عليهم مضاعفة الجهود في حل مشاكل الناس، وإصلاح ذات البين وأن يعكسوا القدوة الحسنة في الوقوف الى جانب المتضررين جراء العدوان السعودي والحصار الجائر، وأن يولوا جل اهتمامهم لأولاد وأسر الشهداء ومؤازرة اخواننا الجرحى.
< مهما بدت تعقيدات المشهد السياسي صعبة فعلينا أن نتسلح بمبادرات المؤتمر لحل الأزمة السياسية والتي تمثل برنامج عمل يجب أن نشتغل عليها مع جماهير الشعب، ونحملها كمشاعل نور لخلق عملية وصل واتصال ليس في داخل أطرنا التنظيمية فقط، وإنما مع جماهير الشعب والمكونات السياسية الأخرى في الساحة الوطنية.
لقد أثبتت الأيام والأحداث أن المؤتمر الشعبي العام لا يحمل حقداً ضد أحد.. وليس له عداوة مع أحد إلا مع أعداء الوطن والشعب.. لذا لابد من كسر أية حواجز مع الآخرين والتذكير باستمرار على ضرورة أن يتعامل الجميع بروح أخوية يغلبون فيها مصلحة الوطن والمواطن على كل المصالح.
|