فيصل الصوفي -
المذهب الوهابي الذي أسسه النجدي محمد بن عبدالوهاب ، كان منذ البداية والى اليوم الأيديولوجية الدينية ، بل والسياسية لدولة آل سعود، ومنذ منتصف القرن الثامن عشر الميلادي والى يوم الناس هذا ، لم تفترق الوهابية عن السعودية ، وبقاء هذه الثنائية الوهابية والسعودية في حالة تلازم منذ البداية الى اليوم، يؤكد صحة مقولتنا الأولى , أصبحت الوهابية إيديولوجية آل سعود والتي على أساسها ينطلقون للتوسع والنفوذ وإضعاف المجتمعات من داخلها عن طريق نشر الوهابية فيها، لتصبح بعد ذلك طيّعة بيد السعوديين .. بالوهابية القائمة على التكفير والغزو، والزعم انها الدين الصحيح الذي يجب ان يسود في الارض ، تمكن آل سعود من الغزو والقتل والنهب والسيطرة ، فبعد ان كانت سلطتهم محصورة في الدرعية من أرض نجد، تملكوا أرض الحجاز وارض الخليج العربي.. وأراضي يمنية مثل عسير ونجران وجيزان ، ثم توغلوا الى الداخل بنشر الوهابية عن طريق الدعاة والمعاهد السلفية، واليمنيين الذي درسوا في السعودية ،والجماعات اليمنية التي استقطبتها وصيرتها أدوات لنفوذها في اليمن ..أليست هذه الادوات اليوم هي نقطة ضعفنا امام العدون السعودي على الشعب اليمني، فهذه الادوات تعمل في الداخل لتحقيق الأهداف العسكرية للعدو السعودي، وكثير من هذه الادوات الكبيرة تعمل ضد اليمن من عاصمة مملكة العدوان السعودية الوهابية.. من اجل ذلك ينبغي على السلطة اليمنية ان تضع في قائمة أولوياتها ـ بعد انتهاء هذه العدوان ـ حماية مجتمعنا وبلادنا من خطر الوهابية، وهي خطر حقيقي بنظر الجيران والعالم قاطبة.
وينبغي على المثقفين ان يكشفوا للناس حقيقة الوهابية ليتحرروا من الأوهام التي رسخت في أذهانهم عنها، ففي الخلاصة ما هي إلا مدرسة للجمود والتعصب ،ومنبع الإرهاب، وأداة نفوذ سعودية للسيطرة على بلادنا..
ونسجل هنا ملاحظتين قصيرتين: الأولى هي ان اولى محاولات غزو اليمن بالوهابية بدأت مع قيام التحالف الوهابي السعودي اول مرة في القرن الثامن عشر، حيث حرص مؤسس الوهابية وحليفه السعودي حاكم الدرعية على"موهبة" عسير وجيزان ونجران، وحاولوا إدخالها الى العمق اليمني ، ولكن الحكام القاسميين في ذلك الوقت تصدوا لتلك المحاولات ، وتصدى لها مَنْ جاءوا بعدهم، ولم تستطع »الوهابية ـ السعودية« توطيد نفوذها إلا بعد المصالحة بين الجمهوريين والملكيين التي فرضتها السعودية 1970م ..أما الملاحظة الثانية ، فهي ان رجال دين يمنيين كباراً اغتروا بالمذهب الوهابي في أول الأمر، ولما عرفوا حقيقته رفضوه ، وأولهم وأقدمهم الفقيه المحدث الشاعر اليمني محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني الذي عاصر مؤسس المذهب الوهابي، وله فيه قصيدتان مشهورتان ، الأولى قال فيها : سلام على نجد ومن حلَّ في نجد ـ وان كان تسليمي على البعد لا يجدي.
ثم أخذ يمتدح الوهابية لدرجة انه وصف محمد بن عبدالوهاب بالهادي المهدي فقال: محمد الهادي لسنة احمد ـ فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي.
ولكن ابن الأمير تراجع عن موقفه لما عرف حقيقة الوهابية فقال :
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ـ فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي..
وقال عن محمد بن عبدالوهاب ودعوته بعد ان خيب ظنه:
ومن جاءني من تأليفه برسائل ـ يكفّر أهل الأرض على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة ـ تراها كبيت العنكبوت لذي النقد
تجاري على إجراء دماء كل مسلم ـ مصل مزك لا يحول عن العهد..
الوهابية أداة نفوذ وتدمير
