موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


أكاديميون وكُـتَّاب:إقصاء الآخر واستهداف الرموز الدينيةيمثّل عقبةأمام التعايش والسلام - "هرمونات تسمين الدواجن".. سموم قاتلة تهدّد صحة المستهلِك..؟! - عادةٌ متأصلةٌ فيهم.. رمضان يعزّز مبدأ التكافل والتآزر بين اليمنيين - غش تجاري يُقلّل من جودته خارجياً..استمرار قطع الطرقات يعيق تسويق البُنّ اليمني داخليا - السياسي الأعلى يبارك مهلة الأيام الأربعة للعدو الصهيوني - 1700 أسرة تستفيد من مطابخ خيرية في صنعاء - تخفيضات مرورية على رسوم مخالفات السيارات - أرقام وإحصائيات عن مآسي النساء في غزة - 5566 امرأة ضحايا العدوان على اليمن - حماس: مؤشرات إيجابية بشأن وقف النار -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-نوفمبر-2015
محمد علي عناش -
قبل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وكل التنظيمات الإرهابية المتناثرة من كازاخستان والشيشان في غرب روسيا حتى موريتانيا، كان هناك جماعة الاخوان المسلمين التي بدأت كجماعة تدعو للاصلاح ثم الى تنظيم ديني للاسلام السياسي، وكانت هناك الوهابية كمذهب يدعو لمحاربة البدع والشركيات والعودة الى زمن السلف، كمذهب يمثل اسلام النقل والجمود النصوصي واختزال الاسلام في مجموعة من الاحكام الفقهية الشكلية.. في المقابل كان هناك جامع الأزهر وجامع القيروان اللذان كانا يمثلان مركزي الإشعاع الديني والتنوير الفكري في المنطقة العربية، وهو اسلام العقل والانفتاح والتعدد والتنوع الخلاق والوحدة الاجتماعية والتفاعل الايجابي مع منجزات العصر.. كيف حدث الانقلاب على العقل وعلى الدين الاسلامي الحنيف من داخل الاسلام؟ كيف حدث التداعي والعودة الى زمن جاهلية ماقبل الاسلام بشكل أسوأ باسم الاسلام؟ وأصبحت كل هذه الجرائم التي تُرتكب من ذبح وسبي وانتهاك الاعراض باسم الاسلام.. دعونا نقرأ مسيرة الاخوان جيداً كي نكتشف الخلفية الداعشية في مسيرة الاخوان التنظيمية والفكرية وتوظيف الدين بشكل انتهازي.. معلوم أن جماعة الاخوان تأسست في 1928م، وبحسب المفكر اليساري المصري رفعت السعيد، كان أول تبرع حصلت عليه الجماعة بعد خمس سنوات من نشأتها، كان من شركة قناة السويس الاستعمارية. كما تمكنت الجماعة من جمع أموال طائلة من تجارة تهريب السلاح الى خارج الحدود المصرية بموجب فتوى أباحت لهم ذلك من قبل الشيخ صلاح اسماعيل تحت مبرر أنه لا حدود بين المسلمين.. دعونا نقرأ هذه المسيرة من خلال رموز الجيل الثاني للجماعة كشكري مصطفى مؤسس جماعة "التكفير والهجرة" التي نفذت عملية اغتيال الشيخ الذهبي وزير الاوقاف المصري في آواخر أربعينيات القرن الماضي، وهو أحد تلامذة الامام حسن البنا إلا أنه كان أكثر سلفية منه مثلما كان البنا أكثر سلفية من أستاذه الشيخ رشيد رضا. وبحسب المفكر رفعت السعيد، فشكري مصطفى هذا كان يكتب وثائقه خطياً ويمنع طباعتها عبر الآلة الكاتبة لأن الطباعة من وجهة نظره حرام.. وبعد قيام ثورة 23 يوليو الناصرية سنة 1952م أفتى بعدم جواز العيش في المجتمع المصري لأنه أصبح مجتمعاً جاهلياً يحكمه الطواغيت ويجب الهجرة عنه الى الجبال والبراري حتى تحين ساعة التمكين للدولة الاسلامية، ملتقياً في ذلك مع أفكار سيد قطب.. من أتوا بهذه الأفكار المتطرفة والتي تعتبر دخيلة على الوعي والمزاج الديني السائد في مصر، استقوها من أستاذ لهم وفد الى مصر من الهند يُدعى أبو الأعلى المودودي أحد أكبر أقطاب الوهابية في الهند حينها، وله أفكار مشابهة تتضمن القضاء على الهندوس والتمكين للدولة الاسلامية في الهند.. دعونا أيضاً نقرأ الخلفية الداعشية في تاريخ الاخوان من خلال المقارنة بين كتابين وشيخين وزمنين.. في عام 1897م خرج الى النور كتاب "تلخيص الأبريز في تخليص باريز" تأليف شيخ مشائخ الأزهر ورائد الاستنارة الدينية والفكرية "رفاعة الطهطاوي" دعا فيه الى حرية المرأة وحقها في العمل باعتبار أن العمل يطهر المرأة ويكسبها ذاتها وحريتها، كما دعا الى عدم تعدد الزوجات، ولم تكن دعوته اعتباطية أو تقليداً غربياً، وانما مسببة بظروف الزمان والمكان وبإسنادات عقلية ونصية من داخل القرآن، كما تكلم وأكد أن الارض لايجوز أن تظل بوراً ولايجوز أن يجني ثمارها من لايزرعها وانما لمن يزرعها، وتصاعدت أطروحاته الجريئة الى التأكيد على أهمية الرقص بالنسبة للمرأة باعتبارها رياضة لطيفة تهذب مشاعر الفتاة وتمكنها من التعامل الرقيق مع الناس، كما أكد على عدم التفريق بين المسلم والمسيحي الذين يتكلمون لغة واحدة ويعيشون هماً واحداً واشتركوا جميعاً في صناعة تاريخهم، لذا أكد على أهمية الدستور البشري الذي ينظم حياة الناس ويكفل حقوقهم بالتساوي ودونما تمييز. في عام 1956م تداول الناس في المجتمع المصري وبشكل واسع كتاب "معالم في الطريق" تأليف الامام سيد قطب، كان على النقيض تماماً من كتاب الطهطاوي، بل وتضمن أفكاراً متطرفة ومتشددة، أعاد المرأة إلى البيت كجارية عند الرجل لا كإنسانة، وفرَّق بين المسلم والمسيحي في المجتمع المصري، وألغى الدستور، وطرح فكرة الحاكمية التي تلغي عقل الانسان وتعطل وظائفه في الحياة كما تلغي دور الانسان في تدبير وتشريع شؤون حياته وتلمُّس أسباب تقدمه وتطوره، وفي كتابه هذا كفَّر الزعيم جمال عبدالناصر وكفَّر نظامه ووصفه بالطاغوت، ووصف المجتمع المصري بالمجتمع الجاهلي، وصولاً الى التقرير بأن الجهاد في الداخل مقدم على الجهاد في الخارج أي جهاد الصهاينة، هذه الأفكار المتطرفة التي ترسخ نهج التكفير، في كتاب «معالم في الطريق»، دفعت أمين عام الاخوان حينها حسن الهضيبي، الى الرد عليه بكتاب "دعاة لاقضاة" لكن دون جدوى لأن كتاب سيد قطب كان قد انتشر انتشار النار في الهشيم بين قواعد الاخوان وداخل الازهر وأصبح الدليل النظري للجماعات المتطرفة وجماعات العنف الديني التي خرجت من معطف الاخوان.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
لن نفقد الأمل
أحمد الزبيري

قائدنا الذي بايعناه
أحمد العشاري

تعطيل الاجتهاد والحزبية في وطن التكتلات جريمة
محمد اللوزي

الشرعية في اليمن هي «الشارعة»!!
مطهر الأشموري

القمة العربية الطارئة.. كلمات ترفرف في الهواء وأفعال تغيب عن الأرض
عبدالله صالح الحاج

المرور.. كرامة المواطن وبلطجة بعض السائقين!!؟
أحمد الشاوش

ما هذا القرف الخارج عن منظومة الأخلاق؟!
زعفران علي المهنا

المرأة في عيدها العالمي
علي أحمد مثنى

الطريف في برامج الإذاعات خلال رمضان
خالد قيرمان

العودة إلى الإنسان
عبدالرحمن بجاش

جمع التشريف!!
محمد عطبوش

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)