الميثاق نت -
عسيري: الحكم بحق د. زهير كتبي دليل أن العقلية التي تدير السعودية تأخذها للمجهول
عقب الناشط الحقوقي يحيى عسيري- رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان السعودية - على الحكم الصادر الاحد بحق الكاتب السعودي الدكتور زهير كتبي، بالسجن 4 سنوات ووقف تنفيذ سنتين وغرامة 100 ألف ريال سعودي، ومنع من السفر 5 سنوات، ومنع من الكتابة 15 عامًا، بتهمة "تأليب الرأي العام"، بعدما تحدث في لقاء تليفزيوني عن ضرورة إجراء إصلاحات سياسية في البلاد.
وأكد "عسيري"، في تصريحات لـ"شؤون خليجية"، أن "ما حدث مع (كتبي) يدل على أن العقلية التي تدير البلاد ليست عقلية أمنية كما كان البعض يصفها أو يشتمها، بل إنها عقلية بوضوح تتحرك بأحقاد وبكراهية، ودون مراعاة لما قد تؤول إليه الأمور"، مشددا على أن "هذه التصرفات تأخذ البلاد للمجهول".
وأضاف: "لن يصبر الناس طويلًا على هذا الحال البائس، نقد جهاز حكومي أسرف في الظلم والقمع والإجرام كالمباحث لا يجب أن يكون محل مساءلة، فلماذا تحاول السلطة أن تنتقم من الدكتور كتبي إلى هذا الحد؟"، مشيرًا إلى أن "السلطة في كل مرة تحاول فيها تحسين صورتها تقوم بادعاءات مخالفة للواقع، يتفاءل البعض بها، ولكنها بعد التمحيص تظهر أنها مجرد ادعاءات للمخادعة ليس أكثر".

وأوضح أنه في كل مرة يسقط بعض المحللين والصحفيين، وربما بعض المنظمات الذين لا يستطيعون فهم الواقع السعودي على الأرض بشكل جيد، يتعمد بعضهم أن يقول عبارة "جيد ولكن نريد المزيد"، في حين لا يوجد أي تحسن يستحق الإشادة.

وأشار "عسيري" إلى أن ذلك تكرر كثيرًا، وفي كل مرة يسعى من يستطيع تحليل الوضع بشكل جيد لتوضيح حقيقة الأمر، وكثيرًا ما يمر التوضيح بمصاعب عدة، وأهمها الترويج الحكومي الكبير لكل ما يُحسن أفعال السلطة ويُقلل من حجم القمع، البعض بقصد والبعض الآخر بعدم قدرة على الفهم، ولكن السلطة بنفسها تقوم بكشف نفسها في نهاية المطاف وفي كل مرة.

وتابع: "في بداية العهد الجديد قال الملك سلمان إنه يقبل النقد، وأكثر من ذلك أن أي شخص يستطيع أن يحاكم أي شخص، حتى لو كان الملك نفسه، لا يحتاج مثل هذا القول للتوضيح إنه ادعاء لا يمكن تطبيقه، إلا لمن لا يفهم المشهد السعودي، أو لمن قرر أن يقبل الخداع".

ولفت رئيس منظمة القسط، إلى أن الدكتور زهير كتبي خرج بعد حديث الملك هذا على فضائية شبه حكومية، مملوكة لأحد أفراد الأسرة الحاكمة، وانتقد جهاز المباحث، ولم يكن في حديثه منحازًا للشعب وحقوقه بشكل كامل، بل العكس، كان منحازًا للنظام، وطالب ببعض الإصلاحات وقدم بعض النصائح وقليل من النقد.

وأضاف "عسيري": "مع علمنا المسبق بعدم جدية الملك سلمان في السماح للنقد، ومع عدم ثقتنا في أي تصرف تقوم به الداخلية وعلى رأسها محمد بن نايف المسؤول المباشر عن كل الانتهاكات، ومع كل هذا، لم نتوقع أن حديثًا كحديث الدكتور زهير كتبي سيدفعهم للتحرك ضده، وللأسف اعتقلوه من منزله بشكل معيب جدًا، وتعرض للضرب ولسوء المعاملة، ولم يقدروا شهاداته ولا عمره ولا مرضه، ووضعوه في عنبر سيئ السمعة في إصلاحية مكة، وحاكموه في المحكمة الجزائية المتخصصة والمختصة في قضايا الإرهاب، ثم أصدروا ضده هذا الحكم الموتور والقاسي".
وتابع: "إن من يكتب اليوم، (يا سيدي أطلبك كذا) ثم يقومون بالانتقام منه وإهانته والإساءة إليه، سيقول غيره كلامًا مختلفا أكثر وضوحًا وصراحة، إذا رأى المجتمع أن أمنهم في خطر، وأن جهاز المباحث وغيره من أذرع السلطة كالهيئة والقضاء والإعلام، أنها كلها ضد المواطن وضد أمنه وضد حقوقه، وأن البريء قد يؤخذ للسجون والتعذيب لما يسمونه اشتباه، وقد يكون لإرهاب المجتمع، ثم يخرج البريء دون تعويض وقد ضاع عمره ومستقبله".