الميثاق نت: -
يبدأ الرئيس الاميركي باراك اوباما زيارته للمملكة العربية السعودية، في مستهل محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي، تتناول العديد من القضايا المتعلقة بالارهاب وازمات المنطقة. ويلتقي في الرياض اليوم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك عشية قمة اميركية ــ خليجية تستضيفها العاصمة السعودية.
وأكد الرئيس الاميركي عشية الزيارة معارضته لمشروع قانون ينظر فيه الكونغرس، ويجيز للقضاء محاكمة مسؤولين سعوديين بسبب اعتداءات 11سبتمبر 2001. ورداً على سؤال بشأن مشروع القانون، الذي اعده اعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، قال «بالضبط، انا اعارضه». ومشروع القانون لم يعرض بعد على التصويت، لكنه أثار كثيرا من الجدل.
كلينتون وساندرز
بالتزامن مع الزيارة للسعودية، خرجت تسريبات حول المرشحين الديموقراطيين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز من أنهما يدعمان مشروع القانون، الذي يحمل عنوان «العدالة ضد رعاة الإرهاب». وكتب المتحدث باسم حملة كلينتون، نيك ميريل، خلال تغريدة له انها تدعم المشروع، بل وتعهدت بالعمل مع الكونغرس لمحاسبة المسؤولين عن هجمات 9/11 في حال انتخابها.
وبعد ساعات من هذا البيان الصادم، أطلقت حملة ساندرز تصريحا مماثلا، بل زادت على ذلك بدعوتها الحكومة الأميركية الى رفع السرية عن التقرير، الذي أعدته لجنة تقصي الحقائق بعد الهجمات، والذي يقع في 28 صفحة، ونشره للعامة، والذي تؤكد الإدارة أن الافصاح عنه سيضر بالأمن القومي.
وشددت حملته على أنه «من حق عائلات الشهداء الذين فقدوا مراجعة أي دليل يربط ما بين الخاطفين والإرهابيين، وبين من قام بدعمهم ماديا، بما في ذلك السعودية»،
وفق قوله.
وتبقى سخونة السباق المحموم في الانتخابات والصراع من أجل الوصول للبيت الأبيض، تبرر كل ما يقوم به المرشحون لإرضاء أكبر قدر ممكن من الناخبين والفوز بأصواتهم.
يذكر أن مشروع القانون تم تقديمه لمجلس الشيوخ ثلاث مرات منذ 2011. وكان آخرها من السيناتور عن نيويورك الديموقراطي تشاك شومر، والسيناتور الجمهوري عن تكساس جون كورنين منذ سبعة أشهر.

أول خلاف بين كلينتون وأوباما
من جهتها، تحاول كلينتون أن تظهر باستمرار أنها الوريث الطبيعي للرئيس أوباما، من خلال وقوفها بجانبه، ودفاعها عن قانون الرعاية الصحية، وعن علاقات الرئيس الخارجية، وخاصة في الشرق الأوسط، لكنها المرة الأولى التي تبدي كلينتون اختلافا واضحا معه في موقفها مع مشروع القانون، الذي طالما يرفضه أوباما.
أما ساندرز فقد كان أكثر صخبا في انتقاده للمملكة وعلاقتها مع الولايات المتحدة، ويدعوها للقيام بدور أكبر في الحرب ضد «داعش» والإرهاب، كونهما خطفا الإسلام الحقيقي وقدماه بصورة مغايرة.

احتمال استخدام «الفيتو»
المشروع لم يصل الى مرحلة التصويت بعد، لكنه يثير غضب الرياض، ويهدد بالمزيد من التدهور في العلاقات المتوترة أصلا.
من جهته، أكد البيت الابيض ان اوباما لن يتوانى عن استخدام الفيتو ضد مشروع القانون اذا أقره الكونغرس. وقال المتحدث جوش ارنست ان «مبعث قلقنا لا يتعلق بتداعياته على علاقاتنا مع دولة محددة، بل لارتباطه بمبدأ مهم من مبادئ القانون الدولي الا وهو حصانة الدول».
وأضاف انه اذا تم المس بهذا المبدأ «يمكن لدول اخرى ان تقر قوانين مماثلة، مما قد يشكل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة، وعلى دافعي الضرائب لدينا، وعلى جنودنا ودبلوماسيينا». وفي الوقت نفسه، اعلن البيت الابيض ان السعودية تعي المصلحة المشتركة التي تجمعها بالولايات
المتحدة في حماية النظام المالي العالمي، الذي لن يكون من مصلحة المملكة زعزعة استقراره.