كتب/محمد شرف الدين -
أكدت مصادر محلية في حضرموت ان أحمد عبيد بن دغر المعين من قبل الفار هادي رئيساً لحكومة الرياض فر من المكلا بعد ساعتين من وصوله الى مطار الريان ظهر الخميس الماضي ولم يسعفه الوقت ان يأخذ ربطة العنق التي كان يرتديها وتركها مسابقاً الرياح فاراً بجلده إلى الرياض..
وقالت المصادر لـ»الميثاق«: ان بن دغر كلفه هادي بالسفر الى حضرموت لأداء مهمتين وتتمثلان بعقد لقاء مع مشائخ وأعيان ووجهاء حضرموت والخروج ببيان باسم ابناء حضرموت، يؤيد اجراءات احتلال الامارات والسعودية وأمريكا وبريطانيا لحضرموت، فيما المهمة الثانية تتمثل في بيع 3 ملايين برميل من النفط المخزون في الخزانات الكائنة بميناء الضبة وتوريد المبلغ الى حساب حكومة الرياض في أحد البنوك بالسعودية.
وكشفت المصادر ان مهمة بن دغر أثارت استياء مشائخ وأعيان ووجهاء حضرموت الذين رفضوا رفضاً قاطعاً الحضور لاستقباله في مطار الريان بالمكلا بعد أن تم تحديد موعد وصوله لهم في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس، غير ان بن دغر تعمد التأخر حيث لم يصل الى المكلا الا في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً لكنه أصيب بصدمة عندما لم يجد من يستقبله الا اشخاصاً لايزيدون عن عدد اصابع اليد وليس لهم أي ثقل أو مكانة اجتماعية أو سياسية على مستوى المحافظة أو مناطقهم، ما اضطر قيادات العدوان والقائد العسكري »بريمر« الى حشد ضباطهم لتغطية الفراغ وكذا لتوجيهه بما يعمله.. ولم تمض ساعتان ونصف من وصول بن دغر إلا وغادر المكلا هارباً الى الرياض تاركاً ربطة العنق على الطاولة ولم يستطع ارتداءها بعد ان وجد نفسه يقف وجهاً لوجه مع الموت الذي يفر منه سنوات لكنه يتلذذ بمشاهدة قتل الآخرين وهو يرمي بهم غدراً الى ساحات السحل التي اشتهر بها وارتبطت باسمه في حضرموت.
وأكدت المصادر ان بن دغر فشل في انجاز تلك المهمتين التي كلفه بهما هادي على الرغم من ان قوات الغزاة كانت تحيط به وأعلنت حالة الطوارئ في المدينة .. خصوصاً بعد أن رفض مشائخ وأعيان ووجهاء حضرموت استقباله وكذلك رفضوا اصدار بيان كان قد أعده بن دغر في الرياض ولم يكن ينقصه الا توقيعاتهم، وهو مالم يحدث حتى من اولئك النفر الذين استقبلوه واعلنوا رفضهم لمثل ذلك البيان.
وأوضحت المصادر ان بن دغر خلال لقائه بعدد من اعضاء السلطة المحلية بحضرموت أمرهم -بعجرفة- بسرعة بيع النفط الموجود في خزانات ميناء ضبة وتوريد المبلغ الى حساب ما أسماها بالحكومة الشرعية في الرياض، الأمر الذي أثار استياء وغضب المسئوولين الذين حضروا اللقاء حيث كانوا يتوقعون أن يوجه بتسخيرها لمواجهة متطلبات المواطنين بالمحافظة، هذا خلافاً عن أن مندوب تنظيم القاعدة رفض رفضاً قاطعاً السماح لبن دغر بيع تلك الكمية من النفط.
وكانت زيارة بن دغر الى حضرموت قد سبقتها حملة كبيرة روجت لها أبواق الاخوان ودول تحالف العدوان عن الاستقرار الذي تنعم به حضرموت بعد (تحريرها) غير ان التفجيرات الارهابية دحضت أكاذيب مرتزقة الرياض ليغادر بن دغر المكلا بعد ساعات متجهاً الى الرياض.. ولم تفلح الدعاية التي روجها اعلام الاخوان المسلمين ومزاعم تهيئة حضرموت لعمل الحكومة بشكل دائم، حيث جاءت التفجيرات الانتحارية التي استهدفت معسكراً للمرتزقة في الدفاع الساحلي ومنزل قائد المنطقة العسكرية لتفند تلك المزاعم وتؤكد ان بيع الأوهام أساليب فاشلة وتقود الى نتائج كارثية كما حدث مع بن دغر الذي أكد بزيارته الى المكلا ان كل المحافظات- التي تدَّعي شرعية الرياض أنها محررة- اصبحت أوكاراً للتنظيمات الارهابية، وهاهو بن دغر يواجه نفس السيناريو الذي سبق ان واجهه خالد بحاح في عدن عندما تعرض لهجوم ارهابي استهدف مقر اقامته في عدن قبل أشهر، ما اضطره الى العودة فوراً الى السعودية.
الجدير بالذكر ان موقع المستقبل الاخباري نقل عن مصادر مقربة من السلطة المحلية في حضرموت ان بن دغر قرر بعد ساعتين من وصوله والوفد المرافق إلى المكلا العودة إلى السعودية هارباً بعد نصائح قُدمت له بالمغادرة من اطراف عربية نافذة بدت غاضبة من تصريحاته بشأن اجراءات طرد المواطنين من محافظة عدن، مشيرة إلى أن بن دغر غادر حضرموت برفقة ناصر باعوم ومراد الحالمي وفؤاد بن الشيخ ابوبكر الذين يتقلدون مناصب وزراء ومعينين من هادي.
وكشفت المصادر أن بن دغر بدا غاضباً حيال تحذيرات له بالمغادرة بعدما ابلغته شخصيات من الحراك التابعة للسعودية بعدم قبوله في حضرموت خصوصاً في هذه المرحلة التي يخطط لأن تتصدرها قوى جديدة من حراك الخارج، والتي لا تزال تتجاذب مع الاحتلال السعودي الإماراتي دوائر النفوذ بالمحافظة.
وكان تنظيم القاعدة قد تبنى التفجيرات التي شهدتها الخميس مدينة المكلا بمحافظة حضرموتـ، والتي سقط على إثرها أكثر من 20 مرتزقاً بين قتيل وجريح.
وجاء في بيان صادر عن التنظيم نشر على الانترنت أن أحد عناصر التنظيم تمكن من تفجير نفسه بسيارة ملغومة بالقرب من أحد المعسكرات في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت .
وكشف البيان عن هوية منفذ العملية الذي فجر نفسه في سيارة بالقرب من أحد المعسكرات البحرية في مدينة المكلا ويدعى " حمزة المهاجر " أحد عناصر التنظيم في محافظة حضرموت.
هذا وكان قائد المنطقة العسكرية الأولى بسيئون محافظة حضرموت عبدالرحمن الحليلي نجا الأربعاء من محاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بسيارة مفخخة ما أدى إلى اصابته ومصرع وإصابة عدد من مرافقية .
وفي محافظة عدن هزت انفجارات عنيفة ظهر الخميس منطقة كريتر ومدينة المعلا بمحافظة عدن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى .
تأتي هذه العمليات والتفجيرات في الوقت الذي تعاني منه المحافظات الجنوبية حالة من الانفلات الامني الغير مسبوق بالتزامن مع وصول حشود وقوات عسكرية أمريكية وبريطانية وأجنبية اخرى إلى محافظة حضرموت ولحج وشبوة وغيرها تحت ذريعة محاربة عناصر القاعدة وداعش التي مكنها تحالف العدوان ومرتزقته خلال العام الماضي، من الانتشار والتمدد والسيطرة على محافظة حضرموت وعدد من المحافظات الجنوبية .