الميثاق نت -
< أعرب سياسيون وقانونيون ومنظمات حقوقية مدنية يمنية ودولية عن أسفهم الشديد للفضيحة المدوية التي أوقعت فيها الأمم المتحدة البشرية جمعاء أمام مستقبل محفوف بالمخاطر بعد ان قايضت المال السعودي بدماء أطفال اليمن ونسفت بذلك كل العهود والمواثيق الدولية بخضوعها للرغبات السعودية، مؤكدين أن الأمم المتحدة بتخليها عن مسؤوليتها القانونية والإنسانية والأخلاقية التي قامت من أجلها وفقاً لميثاقها والعهود الدولية التي شددت على حماية حقوق الإنسان والأمن والسلام الدوليين، ستوصل العالم الى نفس المأزق الذي وصلت اليه »عصبة الأمم«.
وقالوا في تصريحات لـ»الميثاق«: إن خضوع الأمم المتحدة للضغوطات السعودية يمثل إهانة للبشرية جمعاء لاسيما وأن اعترافات بان كي مون تعتبر إقراراً واعترافاً بتلقّي المنظمة الدولية رشاوى وأن المال السعودي أصبح يتحكم في حيادية ونزاهة وشرعية المنظمة.. مبينين أن قضية المتاجرة بدماء أطفال اليمن تعكس أبشع صور الفاشية والنازية والعنصرية، وإحدى صور التطهير العرقي التي ترتكب في ظل تواطؤ دولي، وسيكون لهذا القرار تداعيات على مستقبل العلاقات سواء بين الدول العظمى أو على مستوى دول العالم الأخرى.. لأن ما حدث من متاجرة بالتقرير حول اطفال اليمن حوَّل الأمم المتحدة الى مجرد منظمة تمارس الابتزاز والاحتيال وتستغل الدفاع عن حقوق الإنسان لتضليل الرأي العام، بينما هي تؤدي دور المتستر على المجرمين من الدول القوية والغنية وبشكل مكشوف وتسخر قراراتها ومواقفها لمن يدفع أكثر لتعطيل دورها ومهمتها مثلها مثل الجامعة العربية..
غير مستبعدين أن تتحول المنظمة الدولية الى فرع تابع للحركة الوهابية للدفاع عن داعش والقاعدة إذا ما أراد آل سعود ذلك.. بعد تبريرات بان كي مون المخجلة والتي كشفت عن مستوى الانحطاط والفساد الذي ضرب بسمعة المنظمة الدولية عرض الحائط وألحق أضراراً فادحة بمصداقيتها.
مؤكدين أن أمين عام الأمم المتحدة كان بإمكانه أن يتجنب الفضيحة ويحافظ على سمعة ومكانة المنظمة برفض التهديدات السعودية.. لكنه بقبول اسقاط السعودية من القائمة السوداء شوَّه سمعة المنظمات والهيئات الدولية العاملة في مختلف دول العالم، وافقدها هيبتها، الأمر الذي دفع أكثر من 20 منظمة دولية إلى المطالبة بإعادة السعودية إلى القائمة السوداء لاسيما وقد اعترف بان كي مون بأنه قبل المتاجرة بدماء أطفال اليمن مقابل استمرار السعودية في تمويل برامج تابعة للمنظمة، الأمر الذي سيفتح المجال للمتاجرة بتقارير المنظمة الدولية والمنظمات والهيئات التابعة لها..
الى ذلك طالب مراقبون سياسيون يمنيون الوفد الوطني المشارك في مشاورات الكويت الوقوف بجدية أمام هذه الجريمة التي ارتكبتها المنظمة الدولية ليس بحق أطفال اليمن فحسب وإنما بحق البشرية جمعاء، وأبعاد ذلك على طبيعة المشاورات بين الوفد الوطني ووفد الرياض التي تجرى في الكويت برعاية الأمم المتحدة، وإزاء ذلك اصبح يوضع أمام دور الأمم المتحدة في هذه المشاورات أكثر من علامة استفهام كبرى..
وقالوا: إن السكوت أو القبول بأية تبريرات بهذا الشأن سيمثل كارثة على الشعب اليمني، حيث إن فضيحة التقرير حول أطفال اليمن إضافة الى مشروع خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الدولي إلى مجلس الأمن في اجتماعه الأخير بات واضحاً أن السعودية هي من أعدتها وتقوم بتسويقها الأمم المتحدة التي ماتزال تنفذ الأجندة السعودية سواء من خلال صمت هذه المنظمة الدولية ومبعوثها على جرائم العدوان وعدم الالتزام بتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، أو باستمرار الحصار على شعبنا.
منبهين الوفد الوطني من خطورة تلاعب الأمم المتحدة بتقرير أطفال اليمن والذي سيكون خطوة تمهيدية للتلاعب بدماء أكثر من أربعين ألف يمني من المدنيين سقطوا قتلى وجرحى جراء العدوان السعودي الذي استخدم فيه أسلحة محرمة دولية.
محذّرين مما يتم تسريبه الآن من قبل السعودية وتحالف العدوان ومسؤولين دوليين حول تسوية سياسية لحل الأزمة اليمنية سيتم طرحها خلال الأيام القادمة، والتي كما تفيد التسريبات ان ولد الشيخ تشاور مع بعض السفراء ودول العدوان وعلى رأسها السعودية والأسوأ من هذا كله أن الممثل الأممي ذكر أنه سيضغط على الطرفين وبقوة لفرض تسويته التي قام بطبخها مع قيادات سعودية بهدف إذلال وإخضاع الشعب اليمني لأجندة آل سعود الذين هددوا الأمم المتحدة في حالة عدم رضوخها لتنفيذ الأجندة التي وضعوها للتسوية في اليمن بقطع الدعم المالي الذي تقدمه لمنظمات الأمم المتحدة، وهو ما دفع الوفد الوطني إلى إصدار بلاغ صحفي أكد فيه ان أي حل لا يؤدي إلى وقف العدوان ورفع الحصار الشامل والتوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة توافقية لن يكون مقبولاً بالمطلق من الشعب اليمني..