الميثاق نت: -
يعم الشارع اليمني ارتياح كبير وشعور متفائل غير مسبوق بالسير نحو السلام عقب الموقف الشجاع الذي اتخذته روسيا الاتحادية من خلال مندوبها في مجلس الأمن الدولي السيد فيتالي تشوركين في جلسة الاربعاء بشأن اليمن والذي يُعد موقفاً تاريخياً يضاهي بشجاعته موقف الرئيس خرتشوف في خمسينيات القرن الماضي.
حيث جاء موقف روسيا الاتحادية الصديقة في اخطر لحظات من مسار الأزمة لينقذ اليمن من السقوط في حرب أهلية عبر مؤامرة اقليمية ودولية كان قد أعد لها سيناريو بشع لصراع دامٍ بين أبناء الشعب اليمني, وخطط المتآمرون أن تمرر هذه المؤامرة الكارثية عبر أروقة مجلس الأمن الدولي لتدمير اليمن..
ويتصدر الموقف الروسي اهتمام السياسيين والاكاديميين والقيادات الحزبية والشخصيات الاجتماعية اليمنية الذين يثنون على دور روسيا الذي انقذ اليمن ارضاً وانساناً من أبشع مؤامرة وحفظ الأمن والسلام والاستقرار لدول المنطقة وأوقف مغامرات أل سعود وتحالف العدوان.
وقد اصدر المؤتمر الشعبي العام بياناً شكر فيه موقف روسيا..
ويتفاخر الشارع اليمني بشجاعة مندوب روسيا الذي فضح اكاذيب المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ ونسف المحاولات البريطانية الأمريكية الساعية لتنفيذ المؤامرة السعودية.. ووضع السيد فيتالي تشوركين العالم والرأي العام والتاريخ امام الحقائق القوية التي اوردها في كلمته الصادقة والمعبرة عن اخلاق وقيم ومواقف شعوب روسيا الاتحادية العظيمة المنتصرة للحوار والسلام ورفض اساليب العنف والقوة والتآمر على الشعوب الضعيفة والفقيرة أو السماح بمصادرة حقوقها.
حيث استطاع بخطاب رصين ومختصر أن يفضح ألاعيب المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد بشكل واضح وصريح ومحاولته تجزأة الحل وتركيز ولد الشيخ على مقترح وضعه على طاولة المفاوضات..
يتعامل فقط مع الأمور العسكرية فيما المقترحات السياسية لم يتم التطرق إليها رغم أن المبعوث الدولي سبق له أن أكد أن رؤيته للعمل تصب نحو تسوية شاملة للأزمة اليمنية..
ويمكن القول إن مندوب روسيا ضبط المبعوث الدولي متلبساً بجرمه، وضع أمام اعضاء مجلس الأمن أدلة تكشف عن محاولات ولد الشيخ خداع المجلس للمرة الثانية.
ويتابع اليمنيون باهتمام تفاصيل الموقف البطولي للمندوب الروسي وهو يشتاط غضباً في وجه مندوب مصر الذي وقف يدافع وبكل وقاحة عن المؤامرة السعودية.. هذا اضافة الى أن كلمة السيد فيتالي تشوركين كانت بمثابة محاكمة لبعض أعضاء مجلس الأمن وخصوصاً عندما وقف يتحدث وقال: (إنه أمر محزن/ مزعج أنه بعد 16 شهراً من الحرب ماتزال هناك تحديات ومشاكل خطيرة وأحياناً يشعر المرء بأن هذا أو ذاك الطرف خارج مزاج الوصول الى تسوية سياسية وهذا أمر مؤسف للغاية.. وكما أبلغنا اليوم فإن الكلفة الإنسانية للحرب ضخمة وهي حرب منسية طغت عليها الصراعات الأخرى في المنطقة، لكن لا يمكن مقارنة معاناة الشعب بأي شيء آخر نتحدث عنه في مجلس الأمن).
وجاء هذا الموقف التاريخي لروسيا إزاء الأزمة اليمنية ليقلب كل الحسابات في المنطقة والعالم ويجعل الشعب اليمني يتنفس الصعداء ويشعر بالأمان لأول مرة مؤمناً أن روسيا لن تتخلى عنه في هذه اللحظات التاريخية الحرجة ووسط هذا التكالب الأهوج لدول تحالف العدوان التي كشرت عن انيابها وتواصل نهش الجسد اليمني بنفس وحشية إرهاب القاعدة وداعش.
إلى ذلك أكدت مصادر سياسية لـ"الميثاق" أن المشاورات اليمنية ستتخذ منعطفاً جديداً بعد الموقف الروسي وأن محاولة السعودية تمرير مخططها التآمري عبر مجلس الأمن أصبح مستحيلاً، وأنه لابد من ايجاد تسوية شاملة للأزمة.
وقالت المصادر أن الدول التي لا تريد إنهاء الأزمة اليمنية وتسعى الى استمرار الحرب للاستفادة من مبيعات الأسلحة أيضاً لن تستطيع أن تواصل المتاجرة بدماء ومعاناة الشعب اليمني بعد اليوم ومن بينها بريطانيا.
وأكدت المصادر أن ما كشفه مندوب روسيا من تفاصيل حول التلاعب في البيانات الصادرة عن مجلس الأمن بشأن اليمن من إضافات لبعض النصوص التي تقلب ميزان البيان وما يتم تضمينه من قدح أو مدح لهذا الطرف أو ذاك.. مشيرة إلى أن هذه الأساليب تؤكد أن روسيا قد ضاقت ذرعاً من التلاعب بمعاناة الشعب اليمني وأنه قد حصحص الحق لإيجاد تسوية شاملة كاملة وفي أقرب وقت ولم يعد هناك متسعاً للمراوغة..
هذا واشادت القوى السياسية اليمنية بموقف مندوب روسيا في مجلس الأمن وحرص روسيا الاتحادية على حل الأزمة اليمنية كما ابدت الاحزاب اليمنية اسفها لموقف كل من مندوب بريطانيا ومصر حيث عبّر مصدر مسئول في المؤتمر الشعبي العام عن أسفه لموقف مندوب المملكة المتحدة،في مجلس الامن خلال جلسته يوم الاربعاء 3 أغسطس بشأن اليمن.
واعتبر المصدر بان الموقف البريطاني، كان مستعجلاً، ونابع عن معلومات مغلوطة.
مؤكداً في الوقت ذاته ان مثل هذه المواقف لاتساعد على تحقيق الامن والاستقرار المنشود،وتتعارض كليا مع مبادئ حقوق الانسان والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية وحماية السيادة الوطنية ،مضيفاً بإنها لا تتسق مع الجهود الدولية لمحاربة الارهاب وحفظ الامن والسلم الدوليين.
وعبر المصدر عن امله من مندوبي مجلس الامن وضع كلفة الحرب البربرية، ومعاناة الشعب اليمني وخاصة الاطفال والنساء وكبار السن والمرضى ،جراء القصف المتواصل للطيران الحربي والحصار الجوي والبحري والبري، ومنع دخول الغذاء والدواء منذ أكثر من 16 شهراً في الاعتبار عند اصدار مثل هذه البيانات.
كما عبّر المصدر المسئول في المؤتمر الشعبي العام ، عن أسفه لموقف مندوب مصر لدى الأمم المتحدة السّفير عمرو أبو العطا، في جلسة مجلس الأمن يوم الأربعاء، الموافق ٣ أغسطس ٢٠١٦م،
وأكد المصدر ان موقف مندوب مصر جاء متعارضاً مع مصلحة الشعب اليمني، وحقه في الحرية والحياة والأمن والإستقرار، وحقه في الحصول على الغذاء والدواء، وحفظ سيادة بلاده ووحدتها الوطنية،
وذكّر المصدر، المندوب المصري، بأنّ الشعب اليمني في الجمهورية اليمنية، يواجه منذ 16 شهرا ماضية تحالف عسكري عدواني تشارك فيه للأسف الشديد جمهورية مصر العربية، أسفر عن استشهاد وجرح أكثر من 30 ألف مواطن يمني ( إحصائية غير نهائية) بينهم آلاف الأطفال والنساء،
مشيراً إلى أن التحالف العدواني على الجمهورية اليمنية ، تسبّب في تدمير 350 ألف منزل ومبنى سكني، و600 مخزن للغذاء، و170 خزان لمياه الشرب، و8 صوامع غلال، خلافا لأكثر من 800 شاحنة مواد غذائية، وهو ما يعني حسب المصدر تعرض الشعب اليمني لجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية،على مرأى ومسمع ومشاركة حكومات عربية، قائلا :" ما كنّا في اليمن نتوقع منها المشاركة في معاقبة شعبنا اليمني دونما ذنب يذكر"،
ولفت المصدر إلى أن طيران " الأشقاء العرب" استهدف كل مظاهر الحياة في اليمن، مدمرا ( حصيلة أولية) 258 مرفق صحي ومستشفى، و810 مدارس، وعدد 41 جامعة، بالإضافة الى 230 منشأة صناعية، معبراً عن أمله في عودة الموقف المصري الرسمي، إلى الموقف الطبيعي لمصر التي نعرفها، الموقف الذي يتسق مع مواقف شعب مصر العظيم ونضاله عبر التاريخ من اجل الاستقلال والحرية والجمهورية،
وقال المصدر ان الشعب اليمني الذي يكنّ للشعوب العربية كل الود والتقدير وتربطه علاقات إستثنائية بالشعب المصري الشقيق،نسجت خيوطها بأحرف من نور بدماء ابناء البلدين في ميادين الدفاع عن الثورة والجمهورية والحرية، ليُعبّر عن أسفه من إنحياز الموقف الحكومي المصري للقوى الاستعمارية وأدواتها من الجماعات الإرهابية والتيارات المتطرفة، والتي مايزال الشعب المصري وأبناء قواته المسلحة والأمن، تحت مرمى نيرانها، وضمن دائرة مخططاتها الإرهابية، وأهدافها العدوانية تجاه المنطقة برمتها.