موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


أكاديميون وكُـتَّاب:إقصاء الآخر واستهداف الرموز الدينيةيمثّل عقبةأمام التعايش والسلام - "هرمونات تسمين الدواجن".. سموم قاتلة تهدّد صحة المستهلِك..؟! - عادةٌ متأصلةٌ فيهم.. رمضان يعزّز مبدأ التكافل والتآزر بين اليمنيين - غش تجاري يُقلّل من جودته خارجياً..استمرار قطع الطرقات يعيق تسويق البُنّ اليمني داخليا - السياسي الأعلى يبارك مهلة الأيام الأربعة للعدو الصهيوني - 1700 أسرة تستفيد من مطابخ خيرية في صنعاء - تخفيضات مرورية على رسوم مخالفات السيارات - أرقام وإحصائيات عن مآسي النساء في غزة - 5566 امرأة ضحايا العدوان على اليمن - حماس: مؤشرات إيجابية بشأن وقف النار -
مقالات
الإثنين, 05-سبتمبر-2016
الميثاق نت -   عبدالرحمن مراد -
ثمة حلقات في التأريخ تكون مفقودة لأسباب موضوعية سياسية وثقافية وأحياناً اجتماعية، ومن تلك الحلقات التي غفل عنها التأريخ ولم ترد في صحائفه إلا نادراً تلك التي تتعلق بحادثة انهيار الدولة اليمنية التأريخية، إذ الثابت من أقوال المؤرخين هو القول بانهيار السد - أي سد مارب- وتفرُّق أيدي سبأ على إثره، فقد قيل إن ابن مزيقيا - كما هو عند ابن هشام في سيرته النبوية المشهورة - جمع كل أولاده في ليلة وقال لهم: لا مقام لكم بأرض مأرب بعد اليوم، فإذا كان من الغد وأنا في مجلسي أغلظ عليكم القول فيقوم أصغركم فليلطمني.. وحدث ذلك، فقال قولته المشهورة: والله لا أقعدن بأرض يلطمني فيها أصغر أولادي، فتداعى الأقيال وقالوا: اغنموا غضبة عمر، فابتاعوا منه ما يملك، وقيل- حسب بعض المصادر - إن أبناءه الأوس والخزرج نزلا بالمدينة، والأزد نزل بعمان، ومُرّة نزل في صعيد مصر، وحين تحدثت المصادر التأريخية عن هذا الأمر لم تسرد لنا أسبابه ومبرراته الموضوعية، بيد أن الثابت ان ابن مزيقيا كان قد أهمل سد مارب، فمر في يوم من الأيام وإذا بالجرذان تعبث في جدرانه، فرابه ذلك الأمر، وكانت له زوجة تسمّى «طريف» وكانت كاهنة، فسرَّ إليها بما رأى، وما رابه مما رأى فطلبت أن ينظرها الى الغد، ثم جاءته في غدها وقالت له: «أخبرتني المناجد، بسبع سنين شدائد، يقطع فيها الولد الوالد، وترمي بقومك في أرض المساجد، وتوالون الأباعد»، وظلت تلك الحال في قانون التأريخ تعقب كل رخاء يمر بها اليمن، وتصحب كل انهيار للقانون الطبيعي والقانون العام «انهيار الدولة» وظل تفرّق أيدي سبأ تشهده الجغرافيا الذي شهدته الجغرافيا القديمة، ولعل أقرب مثل الى الذاكرة الوطنية في القرن الماضي، فالثورة اليمنية التي حدثت في سبتمبر 1962م ساهمت في انهيار الدولة القديمة، ودخلت اليمن في سبع سنين شداد، قطع فيها الولد الوالد، وتوزعتهم الولاءات بين ثائر ينتمي الى مصر ورجعي يدين بالولاء لأرض المساجد أعني السعودية، وقد يعجب القارئ إذا قلت له إن السبع المناجد هي حالة تأريخية تدور في فلك التأريخ وتتكرر كجزء أصيل من قانونه، لا يمكن لليمن الاستقرار قبل تمامها، وللقارئ أن ينظر في تأريخ ثورة سبتمبر 62م باعتبارها قريبة من الذاكرة الجمعية، وبقليل من التأمل يجد أن اليمن لم يستقر حالها منذ اندلاع الشرارة الأولى للثورة إلى عام 70م.. وللتوضيح أقول الثورة اندلعت شرارتها في سبتمبر 62م والمصالحة الوطنية حدثت في (مارس 1970م) وأقصد اتفاق جدة للمصالحة الوطنية، وبإجراء العملية الحسابية نجد أن اليمن لم تشرع في حالة الاستقرار الا بعد اكتمال السبع المناجد من الشدائد والضيق وعدم الاستقرار، ويبدو أن الحال ذاته هو الذي سيكون حالنا في اليمن عليه، فتأريخ الاضطراب وحالة عدم الاستقرار بدأت في فبراير 2011م وتمام السبع المناجد والشدائد سيكون في فبراير 2017م، ويومذاك - وفق قانون التأريخ ومؤشرات الواقع - ستبدأ اليمن في الولوج الى حالة الاستقرار الجديدة، التي سوف ينعم فيها اليمنيون بالعدل والرخاء، وفي حالة موازية للسبع الشدائد ستكون هناك سبع موازية من الثنائيات والمتناقضات كالظلم والعدل والشدة والرخاء وما شابه ذلك، ثم يبدأ الزمن بالانحراف كما هي عادته ليصل الى ذات النقطة التي يعتادها في كل مراحل التأريخ تحقيقاً لمبدأ التدافع، فالصراع الأزلي لا يمكن له أن ينتهي فلكل حال أو مرحلة صولة وجولة.
ولعلنا اليوم ندرك حركة المهاد للحالة التي سنكون عليها في العام القابل، إذ ثمة تحول في حركة الواقع السياسي وحركة الواقع العسكري، ونحن نرى الغلبة للذين استضعفوا في الأرض وتكالبت عليهم الأمم، ونرى حالة الانكسار والتراجع في الذين تظاهروا بالقوة وجمعوا الناس والأمم على شعبنا المسكين المسالم وجاهروا بعدوانهم عليه، وأفسدوا الحرث والنسل ودمروا الحجر والشجر وقتلوا الأنفس الآمنة في بيوتها.. والقارئ الحصيف يجد في القرآن تفسيراً للمآلات التي سيكون عليها الحال، وتفسيراً لكل الظواهر في واقعنا، وفي السياق لن يجد تناقضاً ولا تضاداً بين النص المقدس وقانون التأريخ، بل يكاد يجد النص المقدس مفسراً للظاهرة التأريخية.. وتلك هي سنن الله في كونه.. ولله في خلقه شؤون.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
لن نفقد الأمل
أحمد الزبيري

قائدنا الذي بايعناه
أحمد العشاري

تعطيل الاجتهاد والحزبية في وطن التكتلات جريمة
محمد اللوزي

الشرعية في اليمن هي «الشارعة»!!
مطهر الأشموري

القمة العربية الطارئة.. كلمات ترفرف في الهواء وأفعال تغيب عن الأرض
عبدالله صالح الحاج

المرور.. كرامة المواطن وبلطجة بعض السائقين!!؟
أحمد الشاوش

ما هذا القرف الخارج عن منظومة الأخلاق؟!
زعفران علي المهنا

المرأة في عيدها العالمي
علي أحمد مثنى

الطريف في برامج الإذاعات خلال رمضان
خالد قيرمان

العودة إلى الإنسان
عبدالرحمن بجاش

جمع التشريف!!
محمد عطبوش

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)