محمد شرف الدين -
المبادرة اليمنية التي اطلقها المجلس السياسي الأعلى الأسبوع الماضي والتي تضمنت دعوة لوقف غارات طيران تحالف العدوان على اليمن وتحليقها في الأجواء اليمنية وفك الحصار مقابل وقف اطلاق الصواريخ إلى داخل العمق السعودي.. لم تجد للأسف آذاناً صاغية من قبل السعودية، وكذلك من المجتمع الدولي، الأمر الذي يجعل الباب مفتوحاً أمام الخيارات المؤلمة خلال الأيام أو الساعات القادمة..
وعلى الرغم من أن الزعيم علي عبدالله صالح أعلن في خطابه بمناسبة العيد الرابع والخمسين لانتصار ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة الاستعداد لوقف تصنيع الصواريخ في رسالة تطمينية تحمل تأكيداً على رغبة اليمن بالحوار الثنائي ووقف الحرب التي لن يخرج أحد منها منتصراً.. تعاملت الرياض مع هذه المبادرة الصادقة بغطرسة وتكبر وتجبر، رافضة كل المحاولات المبذولة لإنقاذ نفسها من مستنقع اليمن الذي غرقت فيه..
لكن طالما آل سعود لم يسمعوا بالمبادرة ولا يسمعون أيضاً دوي الصواريخ اليمنية داخل العمق السعودي، فهذا يوجب على المجلس السياسي أن يواجه التصعيد السعودي بتصعيد أقوى ورد الصاع صاعين..
كما حذر الزعيم صالح تحالف العدوان الأسبوع الماضي، فهذا قد يبدو أنه الخيار الوحيد أمام الشعب اليمني لإجبار الصلف السعودي على الخضوع والقبول بالحوار ووقف الحرب طالما لم تجد كل المبادرات والمقترحات اليمنية أي تجاوب..
يترقب الشارع اليمني دخول المواجهات العسكرية مرحلة جديدة يجب أن يتوازن فيها رعب ودمار الطائرات السعودية مع رعب ودمار الصواريخ اليمنية التي يجب أن تستهدف المنشآت الحيوية السعودية وفي المقدمة محطات توليد الكهرباء والقواعد الجوية في البر والبحر واجبار السعودية على وقف الغارات الجوية بالقوة..
غير أن ثمة أخباراً تتناقل تفيد أن السعودية تتجاهل المبادرات التي تقدم كونها تسعى إلى عقد صفقة سرية جديدة على غرار ظهران الجنوب تعطل فيها أي دور يمكن أن تلعبه الصواريخ اليمنية في توازن الرعب في المواجهات العسكرية بين الدولتين، الأمر الذي يحتم على المجلس السياسي أن يستشعر خطورة المرحلة وألا يترك البلاد فريسة لعبث الفئران..