شوقي اليوسفي -
لايمكن بأي حال من الاحوال ان ندعو الى انسحاب الجيش وأنصار الله من تعز ومازال هناك من يقتل خارج القانون .. ومازالت تحتضن بين ظهرانيها عصابات لايردعها قانون .
ليس في مصلحة تعز ان ينسحب الجيش ومازال في الطرف الآخر جيش من الغرباء - لاتعرفهم تعز - يمارسون القتل والنهب ، لديهم في الظاهر وفي الباطن مشاريع لاتقل خطورة عن المشروع الايراني .
ليس من المنطق ان يغادر تعز- الحوثيون - طالما الدولة غائبة، المدعو عدنان الحمادي لايستطيع وهو يمتلك السلاح والرجال ان يمنع أي فصيل من مهاجمة مؤسسة حكومية او يمنع زعيم عصابة من سرقة محل تجاري .. ليس لدينا الآن دولة نعتمد عليها، ما آلت اليه عدن رغم سيطرة دول تحالف العدوان عليها - لا أمن ولا أمان والحياة كئيبة في ظل انعدام الخدمات الضرورية - خير شاهد على ان تعز ستكون اسوأ حالاً من عدن ولن ينظر الينا بعين الرضا لا من تحالف العدو ولا من هادي الغبي ولا من سلطة صنعاء، يقولون ان قاعدة صالح والحوثي هي من تقتل ابناء الجنوب ، فهل ثمة علاقة بين تفجير انتحاري واعادة تأهيل مدرسة او مشفى او ملعب او حتى سفلتة شارع ؟ التحالف لم ينهض بعدن ولا لحج ولا الضالع ولا حضرموت رغم خلوها من الحوثيين وقوات صالح وما قدمه لسكانها فوضى وحرمان مع سبق الاصرار .
تخيلوا تعز بدون جيش وامن في ظل وجود افراد عصابات تمتلك - في الوقت الراهن - سلاحاً خفيفاً ومتوسطاً وثقيلاً ولديها قبل ذلك سلطة ما تُسمى بـ«المقاومة»، هل هناك افضل من ان تكون فرداً في جبهة قاتلت الحوثيين وطهرت تعز منهم ؟ سيكون لك الاولوية في استعراض عضلاتك ، حتماً سيكون من حقك ان تمارس اي فعل طالما كنت مقاوماً وتنتمي لكتيبة او لعصابة او لجماعة او حتى عملت بمفردك وشاركت في الحرب وانتصرت لتعز ، ستنشأ لغة تفاهم جديدة بين «مقاوم» لديه رفاق - اصحاب سوابق - وسلاح - خفيف متوسط وثقيل - وذخيرة لاتحصى، وبين مواطن لايمتلك سوى وطن خالٍ من الامن والامان .يجب ان نكون على قناعة انه مالم يكن هناك طرف ثالث يكبح جماح فصائل «المقاومة» بعد انسحاب الجيش والحوثيين سيكون الثمن باهظاً على مستوى الفرد او على مستوى الدولة ، سنعيش مآسي حقيقية وفي الغالب لن يتوقف نزيف الدم وستظل تعز محاصرة بعصابات وعقد يصعب حلها علينا جميعاً.. ان رجلاً بحجم شوقي احمد هائل لن يتكرر واي انفلات امني قادم لن يسيطر عليه رجل خارق حتى ولو هبط من كوكب آخر .
شوقي هائل أنفق الملايين وحصر الانفلات اولاً ثم انهاه .. لاتعتقدوا ان ذلك لم يكن له ثمن ، الرجل واجه بمفرده جيشاً من العصابات وحقق لتعز استقراراً حسدنا عليه سكان محافظات كانوا افضل منا رعاية وثروة .
عديد أنذال من ابناء تعز جحدوا جهود شوقي هائل واثبتوا حقيقة ان في تعز كائنات لاتستطيع العيش الا في مستنقعات طافحة .
عموماً تعز في احسن الاحوال وستحظى في المرحلة المقبلة بإعلام يدافع عن حقوق سكانها - دفاعاً مكتوباً على الورق فقط - لكن بعد فوات الأوان .
والايام بيننا.
٭ رئيس تحريرصحيفة (نبأ الحقيقة)