عبدالله الصعفاني - في مطلع عام جديد فإن ما يتصدر المخاوف في أداء الحكومة هو انتهاجها عدم الشفافية من جهة وما يسمى “بالدعممة “ من جهة أخرى.
♢ أما عدم الشفافية فكارثيتها في أنها تستدعي سوء الظن ليعتقد الناس أن بإمكان الحكومة تقديم أفضل مما كان وهي لا تفعل ولا توضح , فما الذي يمنع حكومة الدكتور بن حبتور من إيضاح الباء والتاء في قضية المرتبات مثلاً وعدم ترك المسألة للأهواء والشائعات، ولماذا لا تنظم مؤتمراً صحفياً يضع الناس أمام كل شيء من كوارث عبدربه إلى كل متورم جيبه.
♢ لقد صدَّعت الحكومات المتعاقبة منذ ثورة 26 سبتمبر الرؤوس بأن الشعب شبَّ عن الطوق لكنها في الواقع المتلاحق ترى في الشفافية زائدة دودية وفي المصارحة رجساً من عمل الشيطان وفي تمثُّل القدوة انتقاصاً من منسوب الإحساس المرضي بأهمية التورم على كراسي المسؤولية.
♢ لم يعد مقبولاً الاستمرار في عدم إثبات أن وعاء الإيرادات صار واحداً، وأن هناك من لا يزال ينهب ويفسد وكأنه يريد أن يجمع ملايين الفقراء في شرانق الخوف والجوع والموت وخراب الديار وقلة الحياء عند من لا يستحون.
♢ معيب أن نرى مسؤولين كسالى في إجراء تفكير وبحث وقرار حول المكان الذي يريدون أن يوصلوا الشعب إليه .. ومرعبة هي فكرة أن يستأثر البعض بمداخيل ايرادية بالحق والباطل إلى أوعية خاصة أو إلى الجيوب، فيما مساحة الفقر والجوع اتسعت بشكل فوق مستوى الاحتمال، فيما لايزال هنا من يرفض تصحيح الأمور والشفافية ويرفض الصداقة مع الحقائق.. ودائمًا فإن مداواة أعراض أي مرض تحتاج إلى ضرب الوجع في الجذر.
♢ إن حكومة بلا شفافية ولا فعل .. تداري أو تسوف أو ترتعش من تصحيح ما يحتاج إلى تصحيح هي حكومة ضائعة مضيّعة ,تستثمر في بحيرة آسنة من القلق والخوف والارتباك والحزن خاصة مع وجود عدوان لم ينسَ فرقاء اليمن أحقادهم وأطماعهم رغم غطرسته.
♢ أوضاعنا صعبة لكن لا تزال خارطة اليمن نابضة بالحياة وتطلب من الحكومة أن لا نكون مثل متسول تولستوي الذي عاش حياته ليستجدي القروش، فيما كان تحته مايجعل بالإمكان أفضل مما كان.
|