سمير النمر - دعوني اتكلم بوضوح بعيداً عن حالة الفرز السياسي وتصنيف الناس مع وضد، ولنصارح انفسنا بالحقيقة فيما يخص قضية تأخر مرتبات الموظفين لاكثر من ثلاثة اشهر منذ تشكيل المجلس السياسي، لاشك ان الجميع يعرف أن اللجنة الثورية منذ ماقبل العدوان السعودي كانت تتولى صرف المرتبات للموظفين مدنيين وعسكريين في مختلف عموم الجمهورية حتى في المناطق التي تخضع للعدوان السعودي وهادي، وكان البنك المركزي في صنعاء يتولى العمليات المصرفية وهذا الامر خفف عن هادي عبء مرتبات الجنوب، رغم ان معظم ايرادات النفط والغاز كانت تذهب لجيوب الفاسدين من دعاة الشرعية في مأرب والجنوب وبعد استنزاف خزينة البنك المركزي في صنعاء وتشكيل المجلس السياسي وفشل السعودية وحلفائها في تحقيق اي انتصار عسكري ضد الجيش واللجان الشعبية لجأت السعودية وهادي وبتوجيه من امريكا الى مضاعفة العقوبات الاقتصادية علي الشعب اليمني واعلنوا نقل البنك المركزي الى عدن وسحب العملة ليضعوا المجلس السياسي في موقف صعب من اجل الضغط عليه لتقديم تنازلات سياسية لصالح قوى العدوان او ان يضعوه في مواجهة مع الناس الذين يريدون مرتباتهم، الا ان المجلس السياسي لم يرضخ لضغوطهم فانتظر العدوان خروج ثورة شعبية ضد المجلس السياسي وحكومة الانقاذ لكن وعي ابناء الشعب اليمني وتقديرهم للمرحلة التي يمر بها الوطن جعلهم يتحملون الاوضاع الاقتصادية الصعبة ويفشلون مخططات العدوان السعودي الامريكي لتركيع الشعب اليمني، واصبح هادي في وضع محرج حتى بعد نقل البنك الى عدن لانه لم يستطع الايفاء بالتزاماته تجاه المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة العدوان ومرتزقته، وهناك تعتيم اعلامي على مايحدث في الجنوب من تردٍّ للاوضاع وفساد مالي، على عكس مايحدث في المناطق التى تقف مع الجيش واللجان الشعبية ضد العدوان رغم قلة الايرادات وحجم المؤامرات لكن الوضع لم يصل الى ماوصلت اليه مناطق تقع تحت نفوذ العدوان أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، ولاشك ان تأخر مرتبات الموظفين لمدة تزيد عن ثلاثة اشهر في المناطق المساندة للجيش واللجان تسبب في معاناة الناس، ولولا وجود التكافل الاجتماعي اضافة الى ان اغلب سكان الشمال لايعتمدون على المرتبات لوصل الوضع الى حد لايطاق وتتزايد أصوات الناس لمطالبة حكومة الانقاذ بصرف الراتب في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب معاناتهم والجميع يعلم ان السبب الرئيسي في ذلك هو العدوان ومرتزقته ولكن صاحب الحاجة أعمى والجوع كافر كما يقول المثل واعتقد ان من يطالب بصرف مرتبه يعد مطلب حق، ومن العيب ان نتهمه بالخيانة لكن علينا ان ننظر للموضوع بكل أبعاده فالعدوان السعودي اراد ان يضغط على الشعب بالورقة الاقتصادية لإثارة نقمة الناس على حكومة الانقاذ وتحميلها مسئولية معاناة الناس التي سببها العدوان وبهذا يكون العدو قد حقق اهدافه التي فشل في تحقيقها عسكرياً بسبب صمود الجيش واللجان الشعبية والتلاحم الشعبي، وهذا الامر يبدو بعيد المنال للعدو الي هذه اللحظة بسبب وعي الناس، ولاشك ان امامنا خيارين لتجاوز هذه الازمة الخيار الاول الذي يريده العدو وينساق وراءه بعض الناس بدون وعي هو ان نسلّم للعدو امرنا للسيطرة علينا والتحكم في مصيرنا وهذا الخيار كارثي نظراً لانه يفرط بكل التضحيات التي قدمها الشعب منذ عامين والنتيجة ستكون مزيداً من المعاناة والاذلال والتدمير للشعب وخيانة دماء الشهداء.. أما الخيار الثاني الذي يشكل الحل الحقيقي هو المزيد من الصمود والصبر والثبات والتعاون والتكافل الاجتماعي اضافة الى قيام حكومة الانقاذ بمضاعفة جهودها في تحصيل الايرادات وكسر العزلة الدولية والتواصل مع المؤسسات الدولية لعرض معاناة الشعب ومظلوميته لإيجاد حلول عاجلة للازمة الاقتصادية مع ضرورة التعاون من قبل الجميع وان يضع كل انسان نفسه موضع المسئولية وهذا هو الخيار الحقيقي الذي ينسجم مع اهدافنا ومبادئنا وقيمنا وتضحيات شعبنا اليمني العظيم التي قدمها للدفاع عن الوطن ضد العدوان السعودي الغاشم، وهذا لايتعزز الا من خلال الاستعانة بالله والثقة به والتوكل عليه وحتماً سيفرج الله عنا ما نحن مافيه.. اخيراً ادعو من لديه خيار آخر لحل الازمة بالشكل الذي لايحقق اهداف العدوان غير ماطرحته آنفاً فليطرحه، مع تقديرنا لصمود وتضحيات ابناء شعبنا العظيم وصبرهم ومعاناتهم والتي بإذن الله ستنتهي قريباً.
|