عائشة عفاش - يعد الأمن القومي لأي دولة ركناً أساسياً ومهماً في بقائها، لأنه يشمل الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لهذه الدولة، ما يعني امتلاكها القدرات والإمكانات العسكرية وقرارها السياسي المستقل والقدرة الاقتصادية والمادية الكافية، وما يمكنها من الدفاع عن أمنها القومي ومصالحها وحقوقها وسيادتها..
عندما نؤكد على أن الجمهورية اليمنية تشكّل المرتكز والقاعدة الصلبة للأمن القومي العربي أولاً، ولأمن العالم ثانياً، إنما نستند إلى ما هو قائم من خلال المواقف السياسية والاقتصادية والعلاقات المتوترة إن لم نقل علاقات الصراع التي تقودها أنظمة عربية ضد دول عربية أخرى، وخاصة اليمن، بما يعني عدم امتلاك الأمة القدرة على الدفع بالعدو الخارجي الذي يستهدف فرض إرادته على مقدراتها والإبقاء عليها مجزأة وفقدانها القدرة على تهيئة الظروف للنهوض والتقدم وتحقيق طموحات أبناء الأمة في التحرر والاستقلال والوحدة والعيش الكريم، مثلما أصبح الصراع القائم على اليمن والذي أخذ منحى صراعياً بين العديد من الدول الإقليمية والعالمية..
يتم ذلك في ظل العدوان والتهديد الدائم لاستقلال العديد من دول الوطن العربي وسلامة أراضيها، وهذا ما هو ماثل في المشهد العربي اليوم، إذ تواجه العديد من الدول العدوان الخارجي والذي يحرك أدواته في الداخل من الإرهابيين والعملاء والمرتزقة لاستهداف أمن واستقرار الأمة العربية..
ومن أجل أن تحافظ الأمة العربية على أمنها، فلا بد أن تدرك دولها التهديدات والتحديات التي تواجهها وتحديد مصادر هذه التهديدات كخطوة أساسية نحو صياغة استراتيجية أمنية قومية. لكن المؤسف والمؤلم القول: إن أحد الخصوم الأساسيين في استهداف أمن الأمة يتمثل بالعدوان الذي تشارك فيه إلى جانب أعداء الأمة أنظمة عربية..
يأتي استهداف اليمن كونها مقاومة ومواجهة للمشاريع العدوانية ونظراً لموقعها الجغرافي المهم في المنطقة والعالم، وكذلك امتلاكها ثروات مختلفة إضافة لمقاومتها المشاريع والمخططات الهادفة إلى تحقيق أمن الكيان الصهيوني الغاصب وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق العرب في أرضهم وثرواتهم وسيادتهم على هذه الأرض، وبذلك تسعى الدول المعادية إلى تدمير اليمن لتحقيق المشاريع والمخططات الصهيونية..
وعليه فإن اليمن وهي تقف صامدة، وتدافع وتدفع الثمن الباهظ بشرياً ومادياً واقتصادياً وسياسياً وما يلحق بها من دمار وخراب وبأيدٍ إرهابية عربية وغير عربية مدعومة من أنظمة عربية وأخرى اجنبية ، إنما تدفع هذه الأثمان دفاعاً عن أمنها الوطني وأمن الأمة العربية، وأن صمود اليمن ومواجهتها للعدوان الكوني منذ بداية الربيع العبري إنما هو صمود للأمة العربية وحفاظ على ما تبقى من أمن هذه الأمة المستباح ليس من قبل الأعداء فقط؛ بل ومن عرب اللسان الذين فقدوا أدنى الروابط التي تجمع أبناء الأمة، حيث يقومون بهدم وتدمير الركائز الأساسية للأمن القومي العربي ممثلة بالجمهورية اليمنية، التي أصبحت فعلياً مرتكزاً لأمن العالم، فما تشهده من تهديدات وعدوان سافر يهدد الأمن والسلام بالعالم..
لا ننحاز ولا نتجاوز الحقيقة عندما نقول إن محاولة إسقاط وإضعاف اليمن إنما يعني تحقيق أهداف العدو الأمريكي - الصهيوني والدول الاستعمارية بتحقيق مشاريعهم الهادفة إلى تركيع الأمة والهيمنة على ثرواتها النفطية بشكل خاص، وكذلك إسقاط المشروع المقاوم للهيمنة الاستعمارية الغربية، وأحلام من يسعون إلى أن يصبحوا سلاطين العصر والزمان..
نعود لنؤكد أن الدفاع عن أمن اليمن إنما هو دفاع عن الأمة العربية وسيادتها واستقلالها وبناء المشروع القومي النهضوي وكذلك أمن اليمن واستقرارها وتحقيق الحل السياسي المستند إلى وحدة الجمهورية أرضاً وشعباً بتحقيق الأمن في العالم..
كما أن مواجهة الإرهاب في اليمن والقضاء عليه يخدم الأمن الدولي، ذلك لأن الجماعات الإرهابية تستهدف أيضاً العديد من دول المنطقة والعالم..
أن القراءة الموضوعية للأحداث الدائرة في اليمن تضعنا امام خيارين، خيار الصمود والمواجهة للحفاظ على سيادة الأمة واستقلالها وكرامتها والحفاظ على ثرواتها، وخيار الرضوخ والاستسلام والتبعية، وبالتأكيد يختار المخلصون والوطنيون خيار الصمود والوقوف مع اليمن وهي تدافع عن الأمة بشعبها وجيشها وقيادتها الشجاعة والحكيمة ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح.. ولاشك أن المنطقة ستتأثر والعديد من الدول في العالم بهذه الحرب اقتصادياً وأمنياً، أي أن أمن العالم من أمن اليمن..
ستبقى اليمن موحدة أرضاً وشعباً مهما اشتدت الخطوب وكبرت المؤامرات، وسيحافظ الشعب اليمني على وحدته، ويناضل أيضاً من أجل تحقيق الوحدة العربية، مهما بلغت التضحيات، علماً بأن اليمن وقيادتها تتحلى بالشجاعة وبالوعي في التعامل مع العدوان السعودي وبما يجنب الشعب في اليمن والشعب في السعودية كارثة كبرى تعمل قيادة آل سعود على خلقها دون إدراك لنتائجها المدمرة على البلدين من أجل تحقيق مصالح "صهيوامريكية، وبالتأكيد سيخرج المتآمرون مهزومين وسيفشلون أمام إرادة صمود اليمن وشعبه وقيادته، وها هي الانتصارات في اليمن تلوح في الأفق، حيث يتم تحرير مدن طالما راهن الإرهابيون على احتلالهم لها..
|