محمد محمد القاز -
من أول لحظة قررت فيها القوى السياسية في اليمن الجلوس على طاولة الحوار الوطني بفندق موفنبيك، كانت السعودية حاضرة وبقوة في عملية ومسار الحوار الوطني بين الاطراف السياسية اليمنية، ومنذ ذلك الوقت والسعودية تدرس عملية الانتقاء لعملائها من ضعفاء النفوس الذين سيقومون بدور "أبي رغال" كعملاء وجواسيس وادوات تقودهم كالنعاج لتشن من خلالهم ابشع عدوان إجرامي على اليمن، وفعلاً نجحت في اختيارها لمن رضوا على انفسهم ان يكونوا خونة وادوات سخروا انفسهم وأبدوا ولاءهم لها. ومن داخل أروقة فندق "موفنبيك" عملت السعودية بشكل مباشر على إفشال التسوية السياسية والمشاورات، وعند معرفتها بأن التبعية السياسية لن تكون لها ولا لغيرها من دول العالم وأن القرار السياسي سيكون يمنياً دون إملاءات خارجية خاصة انه بعد فترة ليست بالقصيرة اتفقت الاطراف اليمنية على معظم نقاط الخلاف الجوهرية بمؤتمر الحوار ولم يتبق سوى الاتفاق على بعض النقاط الجانبية، لكن السعودية سعت لإفشال مؤتمر الحوار سواء بتدخلها المباشر او غير المباشر من خلال أولئك القابعين اليوم في فنادقها، وفي لحظات حرجة ومنعطف ضيق كادت الاطراف اليمنية المتحاورة ان تعلن وصولها الى اتفاق شامل وكامل.. لكن السعودية لم تسمح لذلك الاتفاق التاريخي لليمنيين بأن يتحقق فسارعت بتحركها وبتأييد أمريكي إلى اعلان عاصفتها المشؤومة وشنت عدواناً سافراً وفرضت حصاراً شاملاً ظالماً وجائراً على اليمن لتقطع الطريق امام اليمنيين وتمنع فرحتهم بإعلان وصولهم الى اتفاق ينهي الصراع والتوتر الذي كان يسود الاطراف اليمنية آنذاك
ولم تكتفِ السعودية وحلفاؤها بعدوانها بل سارعت امريكا الحامية لها في المنطقة بعد العدوان على اعاقة التسويات وكل الحلول السياسية وكانت بداية العرقلة من جنيف 1 حيث تم افشال المشاورات اليمنية بين الفرقاء وجاء التدخل السعودي في الشأن اليمني وفرض شروط تعجيزية عادت بالمفاوضات إلى نقطة الصفر .
وبعد اختراق الجيش واللجان الحدود رداً على العدوان السعودي اصبحت أولوية ولد الشيخ المبعوث الدولي فقط الحدود واجتماع لجان ماتسمى ظهران الجنوب.
وأوضح ان اجتماع الأردن ليس مفاوضات ولا حوارات ولكن كلجان تحضير لوقف إطلاق النار في الحدود فقط.
باختصار النظام السعودي يسعى للخروج من مستنقع اليمن قبل رحيل إدارة أوباما ومجيئ إدارة ترامب وهذه هي كل مهمة ولد الشيخ في هذه الفترة.ولأننا نريد السلام وإنهاء العدوان ورفع الحصار ولسنا في رهان او ارتهان لاوباما او ترامب فإننا نبحث عن السلام ونرفض الاستسلام وبأي قدر أو مستوى ونرى في هذا المسعى السعودي عاملاً مساعداً للوصول إلى سلام.ربما المشكلة التي ستبرز كما توحي بذلك تصريحات ولد الشيخ ان النظام السعودي مازال مصراً على مستوى من الاستسلام يُعتبر مرفوضاً ويستحيل القبول به من قبل الشعب اليمني، وقد بات "كيري" وليس فقط ولد الشيخ مجرد ادوات للنظام السعودي لفرض هذا المستوى من الاستسلام.
بغض النظر عن مبادرة كيري التي قبلنا بها كأرضية للتفاوض فتحرك كيري وولد الشيخ هو من اجل ايجاد حل للنظام السعودي أو حل مشكلة هذا النظام في "الحدود والصواريخ" والحل لليمن أو السلام لايعنيهم إلا من هذه الزاوية فقط لذا فهم يقايضون ذلك بوقف العدوان والحصار وهذا بات تحصيلاً لحاصل لتحقيق مكاسب للنظام السعودي من خلال تنازلات يمنية تعد بمثابة استسلام وإن قالوا إنها السلام.
نحن مع الجلوس على طاولة المفاوضات ولكن على اساس رفع الحصار ووقف العدوان، فأي مفاوضات او حوارات بدون رفع الحصار ووقف العدوان لاجدوى منها وليس لها اي مدلول ولا تعكس حسن النوايا لدى تحالف العدوان بقيادة السعودية لإنهاء الحرب على اليمن بل انها عملية مراوغة تحاول السعودية من خلالها تحقيق مكاسب لم تستطع ان تحققها على الأرض ميدانياً وعسكرياً.
اشعر ان كيري وولد الشيخ كأنما ينصبان فخاً لإيقاع اليمن فيه وفي فترة شديدة الحساسية والتأثير، وأتمنى أن اكون في هذا مخطئاً، ومع ذلك أضع المعنيين- أكانوا في المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ او المؤتمر والأنصار- في الصورة وضرورة الاحتراز والحذر.