عبدالله الصعفاني -
تعاقبت الأنظمة في اليمن.. ومع كل نظام كان الفساد شاهداً على الحال.. غير أنه لم يكن يخطر على البال أن يضيف كل نظام قادم على الفساد السابق من بهاراته الحراقة.
♢ وكانت الكارثة الكبرى بعد الربيع المزعوم وتداعياته عندما انتهينا إلى دوخة مساعي الإجابة على سؤال كيف يمكن أن يجتمع النهب والتعالي والاقصاء مع ادعاء الثورة؟ وكيف للإعلامي والمثقف وهو ضمير مجتمعه أن يتماهى مع كون جماعات الفساد هي نفسها جماعات التزمير والتطبيل.. ودائماً كان المنافقون هم من يعمون صواب كل حاكم، وكل ممسك لأي سلطة.
♢ وما يهز الأذن ويأخذ بالناصية على الدوام أن الشريك في الحكم هو الشريك في الثورة على نفس الحكم، وأن الشريك في الوحدة هو الشريك في الدعوة للانفصال، وأن من يدعي الشرعية الثورية ليس سوى الشرعية الانتهازية!
♢ اشحذوا الذاكرة في جانب آخر وسترون مثلاً كيف أن الذين قاموا بمعركة 86 في عدن شاركوا في حرب صيف 94 على عدن وهم أنفسهم من ساهموا في تزيين الحروب ثم الاعتذار لعدن والاعتذار لصعدة ثم استدعاء العدوان الخارجي للاعتداء على الجميع بمن فيهم ضحايا النيران الصديقة.
♢ وحتى بعد حكم اليمن بستة رؤساء في الشمال وخمسة في الجنوب واثنين في زمن الوحدة ومجموعة زعامات في زمن الحرب لم يكن لحوار موفنبيك وما تلته من حوارات على هامش التدمير والإبادة لا يمكننا نسيان معنى أن نزعم أننا توجهنا إلى الساحة وتركنا الأسلحة ثم تركنا السلاح وذهبنا لحوار الموفنبيك ثم عدنا لنفس السلاح مع استدعاء العالم كله لهدم المعبد بأسلحة أكبر وأخطر وعنقودية كمان.
♢ ودائما ابحث عن مواقف السياسيين وناقش دلالة أن تصرخ اليسارية المناضلة فائقة السيد داخل مؤتمر الحوار بحرقة "عدن أممية" فيتصدى لها ويقاطعها معترضًا الأممي ياسين سعيد نعمان ذات نفسه!
♢ ابحث عن السياسيين وقد تحول اليمين وصياً على اليسار واليمين عدواً لليمين.. ومعذرةً لو انطبق علي قول أينشتاين: "إن لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 6 أعوام فأنت نفسك لم تفهمها بعد".
♢ فعلاً.. إحنا في "حنبة".
اللهم طولك يا روح.