علي محمد الزنم - «ليس بعد الحرب إلا السلام..»
الزعيم علي عبدالله صالح
أشاعر أنت أم عالم فلك أم متنبي العصر أم ماذا أقول لا أدري.. لكنني أرى أمامي بشراً كالجبال لاتهزهم الأعاصير ولا زوبعة الفنجان.. من أي نوع أنت من البشر..؟ عرفنا الكثير لكنك تكاد تكون أنت فريد عصرك، تحالف العالم عليك وتآمر القريب قبل البعيد والصديق قبل العدو ليطووا صفحتك ويمحوا ذكرك، لكن الله يفعل مايريد حكمته تتجلى فيك لانراها إلا من خلال أفعالك وأقوالك وصمودك.. من أي كوكب أنت أذهلت عالماً وحيرت دولاً وملوكاً وزعماء بل وشعوباً؟
كلما قلنا هذه النهاية قالت الأيام هذا مبتداها وعلى ما يبدو أن الزعيم علي عبدالله صالح هو من سيكتب النهاية لخصومه الحائرين فيه وعليه.. من يدري أسطورة الزمان وحكايات الأحلام وكان ياماكان تعود إلى الأذهان لتصبح أو على وشك او قد أصبحت أنت حكاية الزمان قديماً وحديثاً ومستقبلاً وبريشتك ترسم الصوره لوطن يعاني مايعانيه .
الكثير تآمر عليه وعلى قواته واقتصاده ومقدراته.. الجميع في الداخل والخارج يبحث عن منقذ بين تلاطم الأمواج العاتية، حرب وخراب ودمار ودماء وأشلاء، من سيوقف هذا النزيف وهذا العبث.. هل ستتكرر الحكاية يوم أسكت البندقية في أحداث المناطق الوسطى وصنعت سلاماً بين الشمال والجنوب وصولاً إلى وحدة القلوب.. أم أن الزمان تغير ولم تعد المشاهد تتكرر.. لكن عندما نرى الزعيم علي عبدالله صالح أكثر إصراراً وعزيمة وجرأةً على التعاطي مع الأحداث نقول مازال في الحديث بقيه ومازال المعلم يكمل الدرس ويثبت الحقيقة الغائبة عنا جميعاً.. ماهي.. وكيف هي ومتى ستكون..؟ علمها عند ربي .
أعود وأقول بيدك صنع السلام فامضِ فيه فليس بعد الحرب إلا السلام والتصالح والتسامح وإلا فهى النهاية المجهولة يافخامة الرئيس الأسبق.. خطاباتك ترسم لنا صورة المستقبل.. انت من قلت «ستتغير المعادلة» أعلنت أن الصمود سيطول ولن ننهزم، صحيح فقدنا الشيء الكثير لكن مازال بيدك الكثير لنعيد الأمل والابتسامة لشعب أحبك وأحتار في أمرك كثيراً..
من يظن أنه يعرفك تماما فهو مخطئ.. من اقترب منك جهل الشيء الكثير عن شخصيتك الفريدة.. تجيد صنع شخصيتك كما تريد أن ترسمها في مخيلة زائريك او محبيك او مبغضيك وكل واحد يخرج بانطباع يخالف الآخر.. تجربتك عميقة في الحياة تقرأ حاجات الناس وتتعامل بذكاء مفرط ودهاء غير طبيعي وإنسانية رائعة وتسامح يفوق الخيال وتحول أعدائك إلى أضحوكة للآخرين.. صنعت المتناقضات فاصنع اليوم السلام وكرّس مايجمع الصف والكلمة..
كلنا مسلّمون أنك الأقوى والأدهى ومن يستطيع صنع السلام فلا تبخل.. التأريخ بيدك لتكمل كتابته كما تريد فأحسن كتابة المشهد الأخير إن كان بالإمكان وإلا صارح شعبك.. لاتنقصك الشجاعة.. أنت مقدام هكذا عرفناك وعرفك الجميع.. الناس تواقون إلى استعادة الدولة ومدنيتها وأمنها واستقرارها ولو تبدأ بخطوة أنت التأريخ وسيتوقف عندك كثير من المؤرخين والسياسيين والإعلاميين والمثقفين والزعماء كحالة استثنائية وظاهرة تاريخية أشك أن تتكرر على مدار عقود من الزمن..
أنا أحد جنودك وأحب أن أرى قائدي منتصراً بالحكمة والعقل وبصنع السلام الذي ننشده جميعاً.. نعم أيها الزعيم القائد صنعوا لك ربيعاً فحولته إلى خريف.. تعالت أصواتهم فأخرستها بصبرك.. حاولوا تغييبك واغتيالك فأنجاك الله من جحيمهم لتبقى لحكمة أرادها الله هو وحده من حفظك من كل ذلك..
إذاً أنت بكل الحسابات والأحداث منتصر.. لكن كيف تحافظ على هذا النصر المسنود بالإرادة الشعبية الكبيرة ولن يكون نصراً كامل الأركان والأوصاف إلا بصنع السلام على يدك وكل الخيريين معك فامضِ ولاتلتفت للذين ظلموا أنفسهم .
تلك حكاية اليمن السعيد مع قائد فريد.. إذا تحدث سكت له الجميع حتى العسيري يستلهم من الزعيم مايقال وماقيل .
وها نحن جميعا ننتظر كتابة المشهد الأخير وإسدال الستار على كل ما يحدث فلقد قلت أيها الزعيم في خطابك الأخير إن عام 2017م عام السلام والنصر..
أيها القائد عفاش الحميري الأصيل إنا منتظرون..
|