موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 09-يناير-2017
محمد علي عناش -
في عام 1990م انهار النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي وانهارت معه المنظومة الاشتراكية في معظم دول العالم، لتنتهي بذلك ماعُرف بالحرب الباردة بين أكبر قوتين عسكريتين وأيديولوجيتين في أرجاء المعمورة، المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي. انهيار المنظومة الاشتراكية كأنظمة وأيديولوجيا، لم يكن فقط بفعل السياسة الأمريكية الموجهة والعدائية تجاه الأنظمة الاشتراكية، وإنما أيضاً وهو الأهم بفعل العوامل الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وعدم قدرة الاشتراكية على ترجمة أحلام وتطلعات شعوبها ومعتنقيها في الحرية والرخاء الاقتصادي والمعيشي، غير أن انهيار المنظومة الاشتراكية لايعني في المقابل انتصاراً للرأسمالية والشعارات التي كانت ترفعها عن العالم الجديد والمتعلقة بالحريات وحقوق الإنسان والسلام الدولي والإصلاحات السياسية والاقتصادية لشعوب العالم وكذلك احترام المواثيق الدولية والدفاع عنها بل على العكس كان هناك سقوط أخلاقي مدوٍ للمعسكر الرأسمالي الذي بدى متوحشاً وعنيفاً ومتلاعباً بقضايا الشعوب ومتآمراً عليها، منذ انفراده بالقرار الدولي ووضع هذه الشعارات في المحك الحقيقي، فالعقود الثلاثة التي أعقبت انتهاء الحرب الباردة، اختل فيها التوازن السياسي الدولي وكشفت عن الوجه الآخر القبيح لقادة المعسكر الرأسمالي ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية، وزيف ما كانت تبشر به من شعارات وما ادعته من رعاية للسلام واحترام للمواثيق الدولية وسيادة الشعوب وأمنها واستقرارها وعن العالم الليبرالي الجديد الذي سيتخلق بهويته الديمقراطية والحقوقية والاقتصاد الحر، فخلال هذه الفترة شهد العالم عنفاً غير مسبوق في التاريخ، حروباً وصراعات دامية كثيرة وانتعاشاً للجماعات المتطرفة والإرهابية وسقوط أنظمة ودول، ولقد تركزت معظم هذه الحوادث والتحولات في منطقة الشرق الأوسط وجميعها تورطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأذيالهما في المنطقة، دول الخليج وبعض الملوك والرؤساء.. الذي حدث خلال هذه الفترة في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد الزمني الدقيق المحصور بين عاصفتين مترابطتين ضمن سيناريو واحد جرى تنفيذه منذ السنة الأولى لانتهاء الحرب الباردة، مشهده الأول عاصفة الصحراء التي دمرت العراق، ولايبدو أن مشهده الأخير هو عاصفة الحزم التي دمرت اليمن، الذي حدث كان فظيعاً جداً على جميع المستويات، يحتاج لأكثر من عقل لقراءته وتفسيره بشكل علمي وواقعي، ويحتاج لأكثر من مجلد لاستيعابه وملامسته من جميع الجوانب، كما يحتاج وعينا العربي الراهن لإدراك أكثر من حقيقة لإدراك الحقيقة الكلية الماثلة أمام أعيننا اليوم ونعيش ونتجرع كارثيتها وبؤسها.. الذي حدث فوق مستوى التصور، ليس فقط في حجم الخسارة والكلفة والتداعيات، وإنما أيضاً في حجم الفساد والانحطاط السياسي الذي اجتاح العالم والسقوط الأخلاقي الهائل للدول الكبرى التي ظلت تبشر بعالم جديد وتتشدق بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لأكثر من نصف قرن، وأيضاً السقوط الأخلاقي لأذيالها في المنطقة من قوى الرجعية العربية الأعداء الحقيقيين للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. سيناريو تقسيم المنطقة العربية وتمزيق نسيجها الاجتماعي والثقافي المتناغم وتدمير جيوشها ومنجزاتها واستنزاف مقدراتها، جرى تنفيذه بدقة ومازال قائماً وفاعلاً ومفتوحاً لإضافة مشاهد جديدة، وربما تحصل مفاجأة بإيقاف سيناريو الانحطاط السياسي لبغاة العالم من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب (دونالد ترامب)الذي بدأ لوح بذلك وبإحداث تغيير جوهري في السياسة الأمريكية، ويبشر بعهد جديد في العالم عبر تحالف دولي مناهض للصراعات والإرهاب والتلاعب بالمواثيق الدولية وتجارة السلاح.
تضمَّن سيناريو الانحطاط السياسي لبغاة العالم منذ انتهاء الحرب الباردة الكثير من مشاهد العنف والعواصف المنحطة لقادة الغالم الجديد لابد من التعريج عليها حتى تكتمل الصورة .. المشهد الأول عاصفة الصحراء: أمريكا وبريطانيا وحلفاؤهما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي الاشتراكي في عام 90م، لم يكونوا يحتاجون سوى لمبرر واحد لتنفيذ سيناريو التقسيم في المنطقة العربية وإعادة تشكيلها من جديد، بدءاً من القضاء على صدام حسين ونظام البعث في العراق، واجتياح العراق وتدميرها، أي تدمير بلد عربي كان قد بلغ مستوى كبيراً ومقلقاً من التطور والقوة على جميع المستويات وبالذات العلمية والعسكرية، وأيضاً ما كان يمثله من ثقل كبير ومؤثر في المنطقة، هنا تكفلت الكويت بإيجاد وصناعة هذا المبرر عبر قيامها بإجراء عمليات التنقيب عن النفط وحفر الآبار في المنطقة الحدودية المشتركة بينها وبين العراق، ولقد نجحت في صناعة المبرر عبر هذا الاستفزاز، لكنها لم تكن تعلم أن نتيجته ستكون اجتياح الكويت خلال ست ساعات، السعودية بدورها وعبر التنسيق مع الإدارة الأمريكية لم تترك أي فرصة لحل المشكلة في الإطار العربي كما رأينا ما حدث في القمة الغربية التي عُقدت لهذه المشكلة، بل اتجهت من حينه إلى تفعيل الحل الآخر وهو الحل العسكري عبر تحالف دولي، ليس فقط لتحرير الكويت وإنما أيضاً لتنفيذ المخطط بالقضاء على النظام البعثي وتدمير قوة العراق العسكرية، وسرعان ما تم تشكيل هذا التحالف والإعلان عن عاصفة الصحراء، وتكفلت دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بتحمل تكاليف العمليات العسكرية لعاصفة الصحراء، غير أن العمليات العسكرية لم تتوقف عند حدود الكويت وتحريرها من الاحتلال العراقي، وإنما استمرت إلى داخل العراق تحت عناوين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتحرير العراق من الاستبداد، وكذلك القضاء على أسلحة الدمار الشامل، تم تنفيذ المخطط بحذافيره على نحو ما رأينا ومانزال نراه يومياً في العراق.
اليوم وبعد عقدين من عاصفة الصحراء بدأت تظهر الى السطح اعترافات من داخل الإدارة الأمريكية أنه لم يكن يوجد في العراق اسلحة دمار شامل، صحيح انه لم يكن يوجد سلاح دمار شامل، لكن الآن أيضاً لايوجد حرية ولايوجد عراق آمن ومستقر وإنما عراق داعش والتفجيرات الانتحارية التي تتصدر يومياً اخبار القنوات الفضائية..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)