شيماء محمد -
تتجه اليمن نحو منحدر خطير بعد التدخل العسكري الأمريكي في اللعبة بشكل مباشر ما يجعل البلاد تقف أمام سيناريوهات دموية أكثر بشاعة ووحشية من جرائم العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن منذ قرابة عامين، لقد دشن الرئيس الأمريكي ترامب عهده بتنفيذ أول عملية عسكرية قتالية وانزال جوي داخل الأراضي اليمنية بدعوى محاربة الإرهاب، فتوجه خطير خطير كهذا لا يجب الاستهانة به لاسيما بعد عملية البيضاء والتي سقط معظم الضحايا فيها من النساء والاطفال.. واللافت أن الاعتداءات الأمريكية تتمدد لتطال ثلاث محافظات يمنية وهي البيضاء وشبوة وأبين الخميس والجمعة، وتأتي في الوقت الذي لا يستطيع الرئيس المزعوم هادي أن يبسط سيطرته على مطار عدن الدولي، في تأكيد أن الفار هادي لا علاقة له ولا يعلم بما يحدث، من جهة ثانية تقف القوى السياسية اليمنية حائرة ولم تستطع أن تستوعب ما يحدث من شدة الصدمة التي تضع الجميع في موقف محرج سيما وأن اليمن ظلت في مقدمة الدول التي تخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب وتكبدت خسائر فادحة بالأرواح والامكانات في مواجهتها لتنظيم القاعدة واجتثاث بؤره.. غير أن مؤامرة ربيع 2011م فتحت أمام الجماعات الإرهابية التي انتقلت للعمل في ساحات الاعتصام فرصاً جديدة للانقضاض على الجيش والأمن اليمني باسم الثورة وتحت شعار اسقاط النظام، ولم يكن ذلك سراً فقد ارتفعت أعلام القاعدة في ساحات الاعتصامات بشكل علني وظلت أمريكا تنفذ أجندة تخدم الجماعات الإرهابية وماتزال الى اليوم تهيئ المناخات لتمدد القاعدة وداعش في جميع المحافظات.
وجاءت العمليات الأمريكية -الخميس والجمعة- ضمن سيناريو لم تكشف تفاصيله كاملة، إلاّ أنه يستهدف اليمن وإعادة استنساخ التجربة الافغانية والسورية على أراضيها وبدماء شعبها.. حيث تفيد معلومات متطابقة أن ثمة لعبة كبيرة قادمة ستكون أبين وشبوة وغيرهما مسرحاً لها، وكانت صفقة الأسلحة المعروفة بالشاحنات الثلاث التي استولت عليها القاعدة والمرسلة من السعودية الى ما يسمى بمقاومة تعز أشعلت فتيل هذه الحرب الملعونة، والتي بحسب معلومات حصلت عليها »الميثاق« كان قد أعد لها مسبقاً بدليل أن العديد من الأسر نزحت من أبين وتحديداً زنجبار بعد أن أبلغهم أقارب لهم من المنتمين بالقاعدة باقتراب ما أسموه بالطوفان لمواجهة القاعدة.. وأكدت المصادر أن حادثة اقتحام موقع ما يسمى بالحزام الأمني بزنجبار كانت بروفة واثبات وجود، وأن محافظ أبين السعيدي يمثل أدة الفار هادي والذي مكن عناصر القاعدة من السيطرة على أبين بالكامل.
وكشفت المصادر ذاتها أن زورقين يحملان 50 داعشياً وصلا من الموصل الأسبوع الماضي الى سواحل أبين، وتم انزالهم على مرأى ومسمع من البوارج الحربية الأمريكية والسعودية التي ترابط في سواحل أبين ابتداءً من الكود وانتهاء بخبر المراقشة وقرابة المحفد.
وأوضحت المصادر أن هناك دفعات من عناصر داعش قادمة من سوريا الى اليمن بعد أن رفضت حكومات بلدانهم السماح لهم بأن يعودوا إليها.
وقالت المصادر إنه حين وجه سؤال الى رئيس حكومة فنادق الرياض احمد عبيد بن دغر عما يحدث في أبين وشبوة، قال: »إن أبين نقطة مراقبة دولية والذي يجري فيها خارج سيطرتنا باعتبارها معقل الرئيس هادي.. وتتكفل قوى إقليمية ودولية بما يحدث فيها«.
طبعاً التبرير السمج جاهز، ومفاده: أن القوى الدولية تجمع كل الدواعش من سوريا والعراق ومن مختلف الجنسيات لتصطادهم في أبين وقد تمتد لهب نيران المواجهة الى عدن ولحج وشبوة وحضرموت.. هذا وأكدت المصادر أن اللعب بورقة القاعدة وداعش الآن هو بمثابة فرصة لتمديد الحرب العدوانية على اليمن وابقاء هادي في منصبه كمطية لتمرير هذه السيناريوهات الدامية، أما المستفيد الأكبر من هذه التداعيات الخطيرة فهو حزب الاصلاح والذي تتضح علاقاته المباشرة بالعملية العسكرية الأمريكية في قيفة والتي كان المستهدفون فيها ضمن قيادة ما يسمى بالمقاومة في الجوف كماكانت قيادات حزب الاصلاح في مأرب قد جهزت أكثر من ثلاث كتائب للشيخ الذهب لفتح جبهة ضد الجيش واللجان الشعبية في البيضاء، والأمر نفسه نجد قيادات حزب الاصلاح حاضرة وبشكل مباشر في أحداث أبين وشبوة بدءاً من قضية الشحنات الثلاث المحملة بالأسلحة التي استولت عليها عناصر القاعدة وعلاقة الجنرال علي محسن بذلك.
الجدير بالذكر أن قوات امريكية خاصة (مارينز) نفذت- منتصف ليلة الخميس- عملية إنزال عسكري في وادي يشبم والشهباء جنوب مديرية الصعيد محافظة شبوة.
وشنت مقاتلات حربية ودون طيار غارات عنيفة قبل واثناء عملية الانزال وسط تحليق مكثف من مروحيات عسكرية.
وحسب مصادر محلية فإن عملية القصف استهدفت مصنعاً لصناعة البلك ومحطة لحجش وأهدافاً بجبال الصعيد.
واضافت: ان المارينز الامريكي اشتبك مع عناصر القاعدة في المنطقة , وان مروحيات الاباتشي استهدفت عناصر القاعدة على الارض كما دمرت سيارة هيلوكس كانت تقل جرحى باتجاه عتق.
واشارت الى ان القوات الامريكية نزلت في منطقة مسحة قبل مهاجمة منطقة يشبم.
وبينت ان عملية الانزال لم تكن مفاجئة لمسلحي القاعدة , حيث سبقها تحليق مكثف لمروحيات الاباتشي فوق المنطقة وقصف مواقع , على اثر ذلك انتشر مسلحو القاعدة في المنطقة.
وافادت المصادر ان الاشتباكات اسفرت عن مقتل ما لايقل عن عشرة مسلحين من القاعدة وجرح آخرين.. كما أسفرت عن نزوح نحو 80 أسرة من المنطقة بسبب المواجهات.
الجدير بالذكر أن طائرات حربية شنت في ساعة متأخرة من مساء الخميس غارات على منزل قيادي في تنظيم القاعدة في محيط مدينة الصعيد بمحافظة شبوة.
وقالت مصادر محلية:ان نحو تسع غارات استهدفت منازل تابعة للقيادي في القاعدة سعد عاطف في قرية المحضرة وسمع دوي انفجارات عنيفة.
وجاءت هذه الغارات بعد ساعات من اعلان الجيش الامريكي تنفيذ 30 غارة الخميس على مواقع القاعدة في البيضاء وأبين وشبوة.. مستهدفاً المقاتلين وأسلحة ثقيلة وبنية تحتية للتنظيم في أول عملية أمريكية كبيرة منذ غارة في يناير.
وقال المتحدث باسم (البنتاجون) جيف ديفيس إن الضربات التي استخدمت فيها ذخائر دقيقة التوجيه نفذت في محافظات أبين والبيضاء وشبوة "بمشاركة" ما أسماه بالحكومة اليمنية.
يذكر أن صحيفة »نيويورك تايمز« الأميركية نشرت تقريراً يسلط الضوء على غارة نفذتها قوات العمليات الخاصة الأميركية في اليمن أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأسفرت عن مقتل مدنيين.
قالت الصحيفة -الخميس: إن أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة عثر عليها خلال مداهمة للعمليات الخاصة في اليمن في يناير الماضي تقدم أدلة حول طبيعة الهجمات التي يستطيع تنظيم »القاعدة« تنفيذها في المستقبل، بما في ذلك أنواع جديدة من المتفجرات المخفية وتكتيكات حديثة لتدريب مقاتليه، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وأشارت إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب سعت للدفاع عن نفسها ضد المزاعم بأن الغارة التي نفذت ضد منزل تابع للقاعدة، وأسفرت عن مقتل أحد أعضاء فريق »سيل 6« بالبحرية، كانت فاشلة لأنها لم تجلب إلا القليل من المواد الاستخبارية ذات المغزى.
وقال المسؤولون: إن المعلومات الواردة في الهواتف الخلوية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من المواد التي ضبطت خلال الغارة ما زال يجري تحليلها، لكنها لم تكشف بعد عن أي مخططات محددة، ولم تؤدِّ إلى توجيه أي ضربات ضد متشددي التنظيم في اليمن أو في أي مكان آخر.. ويقول مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيون: إن فرع القاعدة في اليمن هو أحد الأفرع الأكثر دموية في العالم، ويشكل أكبر تهديد فوري للولايات المتحدة، وقد قام بـ3 محاولات غير ناجحة لتنفيذ هجمات بطائرات فوق الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن القيادة المركزية الأميركية تجري تحقيقاً حول العملية نفسها، وآخر حول التقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين، بما في ذلك ابنة أنور العولقي البالغة من العمر 8 سنوات.
وفيما يتعلق برواية القاعدة لعملية قرية موجان بمحافظة أبين، فقد تناقلت صفحات تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً حول العملية العسكرية التي جرت فجر الخميس في منطقة موجان بمحافظة أبين .
ونقل الخبر الذي نسب الى ما أُسمي »مراسل أنصار الشريعة في ولاية أبين« فشل محاولة إنزال قامت بها القوات الأمريكية عن طريق ساحل البحر العربي في شاطئ »النخيلة« القريب من قرية »موجان« في ولاية أبين.
فيما شوهد طيران كثيف يغطي سماء المنطقة تنوع بين طيران أمريكي تجسسي وحربي تابع للتحالف العربي.
وجاء في الخبر أن الحراسات الليلية من أبناء المنطقة شاهدت بعض الأضواء تنبعث من الجبال القريبة من الساحل فأطلقوا النار باتجاهها، زاعماً ان الجنود الأمريكان لاذوا بالفرار عقب معرفتهم بانكشاف أمرهم، فيما قامت البوارج الأمريكية والطيران التجسسي الأمريكي والحربي التابع للتحالف بالقصف العشوائي بهدف التغطية عليهم من أجل الانسحاب.
ونقل اقوال لشهود عيان تفيد أنهم شاهدوا آثار أقدام الجنود وبعض مقتنياتهم كعلب المياه وغيرها بالإضافة لآثار أقدام الكلاب البوليسية.
من جهة ثانية استولت عناصر تنظيم القاعدة على شاحنة اسلحة في محافظة أبين الجمعة.
مصادر محلية افادت ان عناصر من القاعدة اعترضت في منطقة العين شاحنة أسلحة كانت في طريقها الى اللواء 115 مشاة في لودر , وافادت ان الشحنة كانت تضم 80 قطعة سلاح متوسط وتسعة آلاف ذخيرة سلاح متوسط، بالإضافة إلى 180 قطع سلاح آلي كلاشنكوف، و20 الف طلقة ذخيرة آلي.
وكان مسلحو القاعدة قد نهبوا ثلاث شاحنات اسلحة مؤخراً كانت في طريقها من مأرب الى تعز.
وعلى ذات الصعيد قتل اربعة مسلحين قبليين في هجوم نفذه مسلحون على نقطة تفتيش قبلية فجر الجمعة في وادي دوعن بمحافظة حضرموت.
وقالت مصادر محلية ان مجهولين هاجموا نقطة تفتيش قبلية في منطقة خلية في دوعن , فجر الجمعة ما ادى الى مقتل اربعة من افراد النقطة وجرح خامس.
واشارت المصادر الى ان النقطة التي اقيمت في المنطقة هي ضمن عدة نقاط اقامتها القبائل بالتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الثانية في وادي حضرموت.
التفاصيل الكاملة لعملية الإنزال الأمريكي بشبوة وأبين
