كتب/ ابراهيم الاشموري -
قالت وزارة الصحة العامة والسكان ان اجمالي عدد الشهداء والجرحى من المدنيين بلغ منذ بدء العدوان وحتى الثاني عشر من الشهر الجاري بلغ ثلاثين الفا وخمسمائة وثلاثة واربعين شهيدا وجريحا.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته امس بديوان عام الوزارة بصنعاء بمناسبة مرور عامين من العدوان والصمود مشيرة الى ان هذه الاحصائية للحالات الموثقة بالاسم وجميع البيانات المتعلقة بالضحايا في غرفة العمليات الخاصة بوزارة الصحة مايعني ان الرقم قد يكون اكبر بكثير.
وبلغ عدد الشهداء من الاطفال خلال الفترة ذاتها الفا وثمانمائة وعشرة اطفال فيما بلغ عدد المصابين منهم الفان وسبعمائة وثلاثة عشر طفلا وطفلة ..اما عدد الشهيدات من النساء فبلغ الفاوثلاثمائة وستين وكذلك اصابة الفين ومائة وواحد وسبعين سيدة اما عدد الشهداء من الذكور فبلغ حتى الـ12من مارس الجاري خمسة الاف وتسعمائة واربعة وستين شهيدا واربعة عشر الفا وستمائة وخمسة وخمسين جريحا اما اعداد حالات الاصابة بالاعاقة فبلغت الفا وثمانمائة وسبعين حالة.
وفي المؤتمر الصحفي استعرض وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي الدكتور/ناصر بن يحيى العرجلي التداعيات الكارثية على القطاع الصحي جراء العدوان والحصار مؤكدا بان المنظومة الصحية في اليمن باتت مهددة واكثر من اي وقت بالانهيار الشامل بسبب الاستهداف الممنهج لتحالف العدوان للمنشئات الصحية والتجهيزات الطبية والتي بلغت اربعمائة واثني عشر وحدة ومنشاة صحية ومصنعي اوكسجين وثلاثة وستين سيارة اسعاف في عموم المحافظات ..موضحا بان الخسائر المادية الاولية المقدرة بلغت 8مليارات و342مليون و424الف ريال و90 مليون و865الف دولار امريكي.
واضاف الوكيل العرجلي بان العدوان السعودي الامريكي البربري المتواصل استخدم طيلة العامين الماضيين اساليب وحشية لايتصورها عاقل فاستباح الدماء ودمر مقومات الحياة واسقط كل الاعراف والمبادئ الانسانية المتعارف عليها دوليا اثناء الحروب والصراعات المسلحة واقدم على اقتراف مجازر بشعة وجرائم الحرب والابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية ناهيك عن التدمير الممنهج لمرافق البنى التحتية ومقومات الحياة الاساسية المتصلة بحياة الناس وضروريات المعيشة اليومية وفي مقدمتها منشئات القطاع الصحي التي نالها نصيب وافر من احقاد وهمجية هذا العدوان.
واكد الاخ الوكيل ان مااقترفته الآلة العسكرية لقوى العدوان من جرائم مشهودة بحق منشئات ومرافق القطاع الصحي في اليمن جعل من مصداقية المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية والحقوقية حول العالم محل شك كبير من قبل جميع شعوب الارض وخلق استفهامات كثيرة حول طبيعة اداء تلك المؤسسات وصدقية توجهاتها لحماية مفاهيم ومبادئ حقوق الانسان وتعزيز هذه القيم الانسانية التي تتغنى بها في ادبياتها وفي مختلف المحافل الدولية والاقليمية.
واضاف الدكتور العرجلي لقد كانت اثار وتداعيات العدوان والحصار على القطاع الصحي في اليمن كارثية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وباتت المنظومة الصحية في البلاد مهددة واكثر من اي وقت مضى بالانهيار الشامل وهو مايعني ان ملايين اليمنيين سيُحرمون من الحصول على الخدمات الطبية كحق انساني مكفول في كل القوانين والتشريعات الدولية ناهيك عن مئات الالاف من المرضى المحتاجين للرعايةالصحية العاجلة وخاصة المصابين بالامراض المزمنة والذين يعيشون الان حالة ماساوية بسبب انعدام الادوية والمحاليل الطبية الخاصة بهم جراء الحصار الخانق فاضافة الى وفاة المئات منهم خلال الفترة الماضية فانهم يواجهون خطر الموت المحقق وهو ماسيكون بمثابة وصمة عار في جبين الانسانية جمعاء.
وجدد الاخ الوكيل الدعوة للمجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة وجميع الشرفاء والاحرار في العالم للضغط على قيادات تحالف العدوان من اجل التوقف الفوري للعمليات العسكرية ورفع الحصار ووضع حد لهذه المأساة الانسانية التي اصبحت بحسب الامم المتحدة واحدة من اكبر واسوا الازمات الانسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية ونؤكد على ضرورة اضطلاع الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي بواجبتهما ومسئولياتهما القانونية والاخلاقية ازاء جرائم الابادة الشاملة التي يتعرض لها الشعب اليمني والتي ستبقى نقطة سوداء في سجل المنظمة الاممية اذا لم تتدارك الموقف وتساهم في وضع حد لهذه الحرب العدوانية العبثية.
من جانبه استعرض الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالحكيم الكحلاني بيان وزارة الصحة العامة والسكان بمناسبة الذكرى الثانية للصمود في وجه العدوان على اليمن والذي تطرق خلاله لآثار العدوان وحصاره الجائر على القطاع الصحي الذي تسبب في وضع صحي كارثي تمثل في تدهور الخدمات الصحية ونقص في الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية وتضرر الكثير من سيارات الإسعاف والمباني الصحية.
وأشار إلى أن 50 في المائة من المرافق الصحية توقف عن العمل وتوشك المئات من المستشفيات على التوقف بسبب شحة الموازنات والعجز عن توفير المحروقات لتشغيل غرف العناية المركزة والعمليات وحضانات المواليد ، لافتا إلى أن 5500 مريضا بالفشل الكلوي يحتاجون إلى 500 ألف جلسة غسيل ويموت منهم يوميا 2-3 لعدم القدرة على توفير المحاليل الخاصة بالغسيل الكلوي، فيما هناك 120 الف مريض السكري يحتاجون إلى الأقراص أو حقن الأنسولين ويتسبب الحصار على البلاد من دخول تلك الأدوية، بالاضافة إلى مرض السرطان الذين يموتون لإنقطاع الأدولية الاساسية لهم.
وأكد الناطق الرسمي أن اغلاق المطارات وخاصة مطار صنعاء الدولي يحول من سفر أكثر 75 ألف مريض يحتاجون للسفر سنويا للعلاج في الخارج، مشيرا إلى أن 415 جريحا توفوا من أصل 1130 جريحا بسبب قصف العدوان وكانوا بحاجة للسفر والعلاج في الخارج . .مشيرا إلى أن اجمالي عدد الاسر النازحة في عموم محافظات الجمهورية بلغت 383 ألف و 955 اسرة .
ولفت إلى أن أكثر من أربعة الآف و500 من مرضى الثلاسيميا يوشكون على الوفاة ،مؤكدا أن المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية انتهت وأختفى الكثير منها من الأسواق .
وفيما يخص الأوبئة اوضح الكحلاني أن اليمن سجلت 17 ألف حالة حمى الضنك في 2015م و 23 ألف حالة في 2016م، بسبب توقف انشطة مكافحة ووسائل التشخيص المخبرية ، بالإضافة إلى انتشار اوبئة الحصبة في كل من صعده وحجة وعمران وصنعاء وسيئون والمهرة ، كما تم تسجيل أربعة آلاف حالة جرب وأمراض جلدية فطرية ، فضلا عن انتشار الاسهالات بشكل كبير وظهور اكثر من 200 حالة مؤكدة بوباء الكوليرا في 15 محافظة.
وطالب الناطق الرسمي باسم جميع الاطباء والكوادر الطبية المساعدة والكوادر الصحية والعاملين في القطاع الصحي بإيقاف العدوان ورفع الحصار وفتح المطارات للسماح للمرضى والجرحى بالسفر .
كما طالب المنظمات الدولية كافة بتحمل مسؤولياتها الإنسانية بموجب المهام المناطة بها لدعم المستشفيات والمراكز الصحية حتى تتمكن من القيام بدورها في انقاذ الجرحى ومعالجة المرضى ولتفادي انهيار النظام الصحي الوشيك.
الى ذلك القى رئيس المجلس الأعلى لمنظمات المجتمع المدني درهم أبو الرجال كلمة اكد خلالها أن العدوان السعودي الأمريكي قد انتهك كل القوانين والأعراف الإنسانية والأخلاقية وارتكب الكثير من الجرائم بحق الشعب اليمني والتي ذهب ضحيتها الكثير من المدنيين خاصة النساء والأطفال.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وقف العدوان ورفع الحصار وانقاذ الوضع الصحي في اليمن الذي يعاني من وضع كارثي وتردي في تقديم الخدمات الدوائية والعلاجية حيث اصبح مهددا بالتوقف نتيجة الحصار الجائر على البلاد.