أمين الوائلي -
ثمة أخبار ومعلومات، مثيرة ومتخبطة.. تتداولها الصحف من شاكلة «الفضائح السياسية» والعراكات الساخنة والصراعات الطاحنة تدور داخل أروقة الأحزاب والمواقع السياسية المختلفة. ـ الملاحظ هو أن أخباراً كهذه لا تعلمها إلا صحف ـ جديدة نسبياً ـ أو طارئة على شارع الصحافة، الذي بات مكتظاَ عن آخر بأسماء ومسميات لا يميز بينها إلا «الاسم» ولون الترويسة العريضة باسم الصحيفة! ـ وماعدا ذلك لا تختلف الصحف فيما بينها، كثيراً أو قليلاً، من حيث المادة والموضوع وأساليب المناورة ومجال الاهتمام أو التركيز. ـ لايعني هذا استهانة أو تعريضاًَ بالموجود الصحافي ـ بل، وبالأحرى، يعني أن الصحافة في مجتمعنا، وبقدر ماهي طارئة ومثابرة، عبر عديد أقلام وكفاءات شابة اقتحمت سوق الصحافة، فإنها أيضاً، تعمل في مساحة واحدة ومربعات متقاربة ومتداخلة. ـ وتالياً، يعني ذلك.. ضرورة، تقلص احتمالات التميز والفرادة والخصوصية المطلوبة للنجاح والإبهار ومراوحة الجميع في مواضع أقدام، ومواضيع أقلام محدودة ومتشابهة إلى حد يجلب الرتابة ويكرس النمطية الجافة والقاتلة! ـ وليس بعيداً عن موضوعنا، تلك العناوين المندرجة تحت مانشيتات الإثارة واستقطاب الفضول تجاه مواضع العراك، والصراع، والتنافس، والمنازعة، بين أطراف أو أعضاء الحزب الواحد، والجماعة السياسية أو المصلحية الواحدة. ـ جميع أخبار الصحف تتناول، وتقاريرها.. بل وتحقيقاتها، عناوين من هذه الشاكلة.. الأمر الذي جعل محدودية الحرفية المهنية عنواناً لازماً لكثرة الأجنحة المتصارعة والجماعات المصلحية المتناوئة فيما بينها. ـ والخلاصة الموضوعية الراجحة في هذا الجدل، هي أن الصحافة الحرة تبدو كذبة سمجة في سوق عامرة بالدافعين والممولين المتنافسين في استقطاب منابر يمكنهم من خلالها تصفية حساباتهم والتعبير عن صراعاتهم بأسلوب انتهازي.. أصخب.. شكراً لأنكم تبتسمون نقلا عن صحيفةالجمهورية