منير أحمد قائد -
نستطيع أن نجزم اليوم أن وطننا اليمني الحبيب وشعبنا العظيم اجتاز الامتحان والتحدي الأصعب والأكبر، وذلك بفضل حكمة وحنكة واقتدار فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح - حفظه الله - ووعي ونضج أبناء المجتمع الذين كانوا بالمرصاد للمتربصين بالوطن أينما كانوا في الداخل والخارج، وبرهن مجتمعنا أنه الحاضن الوفي للأصالة والعراقة والحضارة والتاريخ والمجد يصون حقائق كل هذه المفردات في ضميره ووجدانه وعقله الجمعي مهما تفنن المزورون في طمرها وحاولوا تغييبها.
نعم اجتاز الشعب والوطن التحدي وسط زحمة الأزمات المفتعلة والمشكلات المختلفة وطغيان خطاب الزيف والتضليل والتخويف والتهويل واشتداد المعاناة من تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والإرث الذي خلّفته منظومة قوى الفساد والارهاب والنفوذ والعصبيات والخراب والدمار والمصالح الضيقة من بذور الفرقة والتمايز الذي لا وجود له مطلقاً في أي منحى حياتي، فبرهن أنه شعب كبير يحكتم للعقل والمنطق وليس لنوازع المنسلخين عن الانتماء للوطن والأمة الذي تستوطنهم أوهام الشر والشيطان، وها هي بشارات الحياة الجديدة لأبناء اليمن الغنية بالخير الوفير الذي لا لا ينضب تمثّل العناوين البارزة للوجه الحقيقي النقي والبهي لليمن الجديد المعانق لتاريخه المجيد وحضارته الانسانية الشامخة بشموخ أبناء اليمن الذين استمدوه من جبالها الراسخة مثلما قدّسوا قيمة العمل والعطاء التي استلهموها من وديان وسهول الوطن ومثلما روّضوا هيجان البحر لينسجوا معه علاقة الدفء والحميمية فكان صديقهم الأبدي الذي فتح شواطيه وأعماقه ليسبروا فيها اكتشافاً لأسراره واستثماراً لعطاءاته وخيراته وترتقي هذه العلاقة الى تأثر وجدان أبناء اليمن بها لتلهمهم فكراً ابداعياً يتغنى بالبحر ويتعلمون منه لغته في التعايش الانسجامي والتناغمي مع الأرض ونمط الحياة فيها سواءً القريبة منه أو البعيدة عنه فيظل البحر ملاصقاً لها في الوجود والحياة والبقاء، فنعمة الله عزّ وجل على اليمن في التنوّع والتعدد أنه محكوم بجاذبية الوحدة الأبدية، فهناك بعض الجاهلين بهذه الحقيقة أرادوا في وسط الزحمة والفوضى الخلاّقة الخائبة أن يعبثوا بجماليات هذا التنوّع وخدش وتشويه هذا التعدد الذي لا يكون كذلك إلا بتكامليته ولا يقبل مطلقاً أن يعيش متنافراً أو متصادماً بين مكوناته.
لقد كان خيار تلازمية الديمقراطية مع الوحدة تحدياً تاريخياً للشعب، حيث راهنت عليه قوى خارجية لتمرير مشروعها الفاشل للمجتمع الانساني، بينما راهن عليه شعبنا بحمله مشروعاً انسانياً أبرز خصائص العقل اليمني الجمعي في علاقته مع الايمان والحكمة والارادة والقدر ليكون مستوعباً اسهامات كل الخيّرين من أبناء الأمة والمجتمع الانساني، ووفق الرهان الأول الخائب والساقط انساق فيه الخائبون والمخادعون وقد غرّتهم هيلمات أدواته ومرتكزات ادارته فساداً وتمزيقاً، فدفع الوطن ثمناً باهظاً من جراء هذا الهيلمان على صعيد الدولة والمجتمع والسلطة والأحزاب والمنظمات المدنية والخارطة الزائفة للمكانات الاجتماعية التي لا مكانة حقيقية لها، ونتج عن ذلك تقصير في الأداء والمسئولية وممارسة العبث والانتهازية والابتزاز وجني المصالح الأنانية غير المشروعة، ووجدت الصحافة التي تعكس مرآة هذه الصورة السلبية والقائمة والاستشهاد بالممارسات التخريبية على كافة المناحي والأصعدة الحياتية، ووحده كان ولا يزال فخامة القائد الصالح من حافظ وصان الصورة الأخرى النقية والصافية من محاولات تشقيقها أو خدشها أو العبث بها، فظلت مرتسمة في عقله ومنحوتة في ذاكرته يرى من خلالها وعبرها الشعب اليمني العظيم كما عهده التاريخ والزمن وشهدت له الحضارات في جمعه بين الرحمة واللين ورقّة القلب ودهاء العقل وقوة الارادة والبأس الشديد وهمة وعزيمة وإصرار، فعمل القائد بجهود مضنية وبلا كلل أو ملل مسخّراً كل ما حباه الله من قدرات وامكانيات فكراً وممارسة على تنقية الشوائب والتحريفات من سجّل التاريخ ليبقى نظيفاً ناصع البياض وعمل فخامته على التنقيب المضني للجنود المجهولين في كل أرجاء الوطن ونظّم أداءهم التكاملي والتناغمي دون أن يعرف ذلك غالبيتهم، ولكنهم يشعرون ويحسون بهذه الحقيقة في عقولهم، وأوجد فخامته من خلالهم وكل الخيرين من أبناء الشعب مقومات تأسيس قواعد البناء للمشروع النهضوي الحضاري التاريخي بآفاقه الوطنية والقومية والانسانية واكتشف فخامته الأسرار الغزيرة في الوطن والكنوز الثمينة التي لا تنضب، فكان تفكيره كبيراً بكبر اليمن وازداد كبراً بحجم المكانة الريادية والقيادية لليمن في المجتمع الانساني، وكان ولا يزال معتمداً على علاقته القوية والتلاحمية والمصيرية مع الشعب في السراء والضراء، بينما حوامل وزوامل المشروع الفاشل ظلت تمارس عبثها وتؤدي أدوار التمثيل والبهلوانية وألعاب السيرك في واقع مجتمعي لم تجد قراءته بدقة ولم تلامس حقائقه الثابتة الى الأبد فتحمّل القائد الصالح ومعه الشعب الوفي مخلّفات تلك المنظومة الاصطفافية من عبث وخدش للحياء وتخريب وتدمير لمنتظمات إدارة الشأن المجتمعي بكل مسمياتها ووظائفها، وقد وصل الشعب الى تلقين تلك الحوامل وأصحاب الزوامل درساً بليغاً في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في سبتمبر 6002م، ولم تتعظ أو تعتبر هذه الحوامل فتمادت بممارساتها التخريبية حتى استنفدت كل أوراقها المحروقة فأحرقها جميعها القائد الصالح، ليس لأن فخامته وضع بين خيارين الشعب أو تلك المنظومة، فالحقيقة الساطعة والمدوّنة في أنصع صفحات التاريخ هي أن القائد الصالح كان ولا يزال منذ توليه مقاليد القيادة للوطن خياره المصيري مع الشعب في علاقة تلاحمية قائمة على تبادل الوفاء بالعهد وصون الأمانة، وفي خضم ما شهده الوطن مؤخراً من حراك مجتمعي وديمقراطي ومطلبي برهن فخامته بما لا يدع مجالاً للشك أنه غير معتمد مطلقاً منذ زمن بعيد اكتشفوا فيه على أولئك المقصّرين في أداء مسئولياتهم واستغلال مواقعهم لحماية مصالحهم الذاتية على حساب مصلحة الشعب الحقيقية والذين بينهم من يزعم امتلاكه الذكاء والدهاء الخارج فيكتشفون أنهم مخدوعون بهذا الزعم، فتولى القائد برؤيته الثاقبة ومنطقه العقلاني وحكمته ومعرفته الكاملة بمعطيات الواقع ومشكلاته وأسبابها وبما عهد عنه من اقتدار وحنكة الادارة المباشرة في الميدان لمعالجة كل المشكلات والأخطاء التي تسببت بها تلك الحوامل وأصحاب الزوامل، فأثبت فخامته أنه كما عُرف عنه الرمز والزعيم التاريخي المختزل لليمن الكبير بتطلعاته وهمّة أبنائه، والقائد الواثق مطلقاً أن حب ووفاء أبناء شعبه لفخامته لا يمكن أن يتأثر بزوابع حوامل وزوامل العبث والفوضى وإثارة الفتن وإشعال الحرائق، ذلك أن هذه الحوامل المرضية لم تتعظ أيضاً من أنه في لحظة شعورها بالنشوة والغرور بما تعتقده وهماً وباطلاً أنها قاب قوسين أو أدنى من تمرير مخططاتها الشريرة كان كل أبناء الشعب ولا يزالون وسيظلون متوحدين بالوفاء للقائد الصالح ومتمسكين به كرمز أبدي للوحدة وملتفين حول قيادته لأن فخامته غدا القائد التاريخي الانساني الكبير المختزل لكل مكونات هوية الوطن والحامل للمشروع الانساني لليمن الجديد، ومما لا تدركه ولا تعيه تلك الحوامل والزوامل آلية العلاقة المباشرة المتينة والتلاحمية بين القائد والشعب وكيف تطوّرت الى هذا المستوى التلاحمي لأن بعض تلك الحوامل في الدولة والمجتمع أنها العيون التي لا تغمض الساهرة على رؤية كل ما يجري في الوطن، والآذان التي لا يفوتها حتى دبيب النمل، والبعض الآخر من تلك الحوامل مصدومة من يقظـة الشعب تجاهها ولفظه لها وعزلها عنه لأنها لا تمثّله ولا تعبّر عن مصلحته بل تصادمت كثيراً معها فمصير هذه الحوامل من أحزاب فقدت المبرر الشعبي لوجودها على ما هي عليه وليس أمامها سوى إعادة هيكلة ذاتها وانخراط القيادات والكوادر والأعضاء غير الملوثين بالفساد والتزوير والتضليل والخداع في الأطر الكيانية الجديدة المعبّرة عن الشعب.
نعم اجتاز الوطن التحدي والامتحان الأصعب وولج اليمن بقائده الانساني الكبير الرئيس الصالح عهد التحوّل التاريخي الأكبر منذ قرون عديدة مضت، وهاهو الاستقرار والأمن المترسخ في الوطن وحدة وتلاحماً في الجبهة الوطنية يدلل على أن الأمة والعالم بأسره سيسهم بفاعلية وهمة عالية في بناء اليمن كشركاء لأبنائه لأن المجتمع الانساني ملزم، قيمياً وأخلاقياً، في أداء واجبه تجاه اليمن وكما تشرفت مدينة عدن الحضن الدافىء لأبناء اليمن برفع علم إعادة تحقيق الوحدة في الـ 22 من مايو 0991م فوق سمائها فإن احتضانها هذا اليوم لقائد الوطن الذي يكن أبناؤها لفخامته كل الحب والولاء والوفاء يستبشرون في وجود فخامته في هذه المدينة الأبيّة ومعهم كل أبناء الوطن من المهرة وحضرموت وتعز وصعدة ومارب وصنعاء وكل مدن وقرى ومناطق ومحافظـات الوطن الخير كل الخير والولادة الطبيعية للعهد الجديد في اليمن الجديد الخالي نهائياً من التمايز التنافري والعصبيات المقيتة والفساد والشر والظلم والاستبداد والقهر والارهاب والتزوير والغش والزيف والتضليل والخداع يمن العدالة والمساواة في الحقوق والتاريخ الحقيقي لأبنائه يمن الانتماء الواحد المتين والقوي للوطن والأمة والشراكة الانسانية.
الثورة